نفس الوجوه القديمة
تاريخ النشر: 11/08/18 | 21:50ونحن على أبواب انتخابات السلطات المحليّة ، يجد المرء أن المُرشَّحين في معظم بلداتنا ان لم يكن في جميعها ، هم نفس الوجوه القديمة ، العتيقة ، فتجد احدهم في السبعين ونيِّف من العمر ولكنه يستميت في محاولة البقاء في كرسيه يتشبث به ولا يريد اخلاءه.
نعم نفس الوجوه ، وإن حدث وانضمّ اليهم مُرشَّحٌ جديد تجده من ذات الطينة ومن نفس العجينة!
وإن انعمت النظر يا صاحِ جيّدًا الى الدواخل تجده كما غيره يحب المصلحة !!! واليورو وشراء الاراضي وبينه وبين العلم مسافات ومسافات.
والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو :
أين رجال العلم والمعرفة والقلم والأحلام والآمال ؟
أين اصحاب الغيْرة على المصلحة العامّة بحقّ؟
أينهم ؟
قد يقول قائل : ان انتخاباتنا وتصويتنا عائليّ ، حمائليّ ، طائفيّ ، فأهزّ رأسي موافقًا وآسِفًا ، فالواقع يقول هكذا وكم أتمناه أن يتغيّر ويغيب الى غير رجعة.
دعونا نرضى بأن نكون حمائليين فلماذا لا يتجرّأ المتعلّمون والمُثقفون من هذه العائلات الكبيرة من الترشُّح؟ ولماذا يبقون في الصّفوف الخلفية تارة يُصفّقون وأخرى يتذمرون ؟
للحقيقة اقول أنّني وللأسف لا أجد ولن أجد بصيص نور في نهاية النفق ، أنا الذي اعتبر نفسي متفائلًا ، وكيف أتفاءل في هذه الحالات والسنوات تنطوي وفي كلّ مرّة أقول : لعلّ وعسى ، وتبقى لعلّ وتبقى عسى في مكانيهما مكانك عد!!
وما يحزّ في النفس أكثر هو أن العنصر النسائيّ والذي نريده أن يلوّن ويغيّر ويُبدّل في وضعنا الكئيب في كثير من الاحيان ، هذا العنصر الجميل نراه ينكمش رغم أنفه ، ويتقهقر غصبّا عنه ، فيغيب خلف ستار من الهيمنة الذّكوريّة.
متى سنصل الى قناعة أن نُرشِّح الأفضل والأحسن وألأهمّ أن نصوّت للأفضل والأروع، والذي بمقدوره أن يقود سفينة بلدتنا الى برّ الأمان ،ويزرعها علمًا وحضارة وحدائق غنّاء ووردًا وأدبًا ونظافة ؟ فالغبار كاد أن ” يأكلنا” والرتابة كادت ان تبتلعنا والصمت رهيب رهيب.
ما زال هناك متسع من الوقت ، وما زال هناك أمل يحبو حتى موعد الانتخابات لنغيّر ونُبدّل ونضع الرجل \ المرأة المناسب \ المناسبة في المكان الطبيعيّ، كي ما نلحق بركب الحضارة أو على الأقل نُمسكُ بِهُدْبِ ثوبه !!!.
بقلم : زهير دعيم