مكتب حماس السياسي يمارس الانقلاب على منظمة التحرير الفلسطينية ..
تاريخ النشر: 06/08/18 | 18:29تابعنا باهتمام بالغ تلك الاجتماعات والسياسات البراغماتية الحمساوية والتي ادت فى المحصلة النهائية الى اجتماع المكتب السياسي لحركة حماس بكامل اعضاءه في مدينة غزة وهو الاجتماع الاول للحركة منذ تأسيسها عام 1987 .. وهنا في ظل هذا الاجتماع الذي وافقت عليه حكومة الاحتلال الاسرائيلي وسمحت لأعضاء المكتب السياسي الحمساوي بالاجتماع بعد سلسلة مفاوضات مع المحتل ادت فى المحصلة النهائية للسماح لكل اعضاء المكتب السياسي بالحضور الى قطاع غزة من خلال بوابة معبر رفح ..
ان اجتماع المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة وبالتنسيق الكامل مع الاحتلال وبموافقة حكومة الاحتلال الإسرائيلي والعمل على بلورة هدنة من ٥-١٠ سنوات في قطاع غزة لرفع الحصار المفروض عليه لا يتناسب وحجم التضحيات وما قدم من شهداء وجرحى وتضحيات شعبنا الفلسطيني الحسام في قطاع غزة والضفة الغربية خلال مسيرة العودة ..
ان رفع الحصار وتحقيق هدنة في غزة كان بالإمكان ان يتحقق بدون وجود كل هذه الخسائر من خلال تحقيق الوحدة وإنهاء الانقلاب ولكن على حسب ما يبدو أن قيادة حماس فضلت ان تتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي وان تنسق معه بدلا من التعامل مع القيادة الفلسطينية ..
هذا الأمر يضعنا أمام حقيقة وأسباب الانقلاب الحمساوى الذي نفذته المليشيات المسلحة في قطاع غزة عام 2006 … حيث انقلبت المليشيات المسلحة على السلطة الشرعية وألان جاءت مهمة المكتب السياسي لحماس من اجل الانقلاب على منظمة التحرير الفلسطينية ..
أن ما يجري الحديث عنه حول محادثات تتعلق بالتهدئة وما يسمى المشروع الإنساني في قطاع غزة ما هو إلا بداية لتنفيذ (صفقة القرن) استناداً لرسالة قدمها سبعون عضواً في (الكونغرس) الأمريكي في الثلاثين من تموز/ يوليو الماضي حول اعتبار قطاع غزة منفذاً لتمريرها من خلال تنفيذ مجموعة من المشاريع الإنسانية أولها اتفاقات التهدئة .
إن المخطط الأمريكي الإسرائيلي ضمن ما تُسمى (صفقة القرن) يشمل استمرار فصل الضفة عن قطاع غزة وتكريس دولة معزولة ومحاصرة في القطاع عبر إزالة مليوني فلسطيني عن الخارطة الجغرافية واستباحة الضفة والقدس لإنهاء المشروع الوطني الفلسطيني ومبدأ حل الدولتين ..
أن مشروعنا الوطني سيستمر ويتواصل بالتضحيات التي ستقود إلى تحقيق الحلم وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس وتأمين حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم .
اليوم وبعد كل ما جرى من مؤامرات واستخفاف بعقول البشر هل يمكن لنا ان ندرك الحقيقة ونعي جيدا من يحاصر غزة ومن يختطفها رهينة لبرامج فاشلة ومشاريع وهمية ومن هم الذين يبيعون الهواء للناس …
اننا امام حقائق راسخة لا بد من التأكيد عليها وفي مقدمتها ان منظمة التحرير الفلسطينية هي الشرعية الوحيدة التي تمتلك التحدث باسم الشعب الفلسطيني والتي تملك القدرة على حل جميع الملفات الاستراتجية المتعلقة بقطاع غزة والتي يجب ان تتمكن من السيطرة علي قطاع غزة وتمكينها من العمل من اجل ان تكون غزة جزء من فلسطين وليس امارة مسلحة لحماس …
اليوم وبعد مضى احدى عشره عاما على ما سميه بالحسم العسكري الحمساوي يستمر المخطط التدميرى للقضية الفلسطينية والعمل على اعادة صياغة الاهداف السياسة للانقسام وفى مقدمتها دعم وتكريس امارة حماس في قطاع غزة والتفاوض مع الاحتلال لإطالة عمر هذا الانقسام وتشجيع الانقلاب وتقسيم فلسطين التى هي اصلا تحت الاحتلال الاسرائيلي ..
يبدو ان حماس انتخبت الانقسام والحسم العسكرى لنجد ان قيادتها الجديدة وعلي رأسهم رئيس المكتب السياسي السيد اسماعيل هنية يمارسون الانقلاب في كل صورة رافضين اي حلول لإنهاء ( الحسم العسكري وممارسات حماس الانقلابية في قطاع غزة ) وان حماس لا تريد الاعتراف بتورطها في اية احداث ولا تريد الاعتراف بالخطأ وان حماس مصرة علي الاستمرار في نفس سياستها السابقة ولا تبدي اي نوع من انواع التعاون من اجل ايجاد حلول لمشاكل قطاع غزة …
أن المطلوب الآن من حماس إعلان قبول إنهاء الانقسام دون اى شروط والعودة إلى الشرعية الفلسطينية لإسقاط صفقة القرن حيث بات الانقسام هو الثغرة التي يحاول من خلالها الاحتلال والولايات المتحدة الامريكية تنفيذ المؤامرات والمخططات لتصفية القضية الفلسطينية .
بقلم : سري القدوة – رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية