إِذا شِئْتَ الحَياةَ بِلا انْحِناءٍ فَانْتَصِبْ-
تاريخ النشر: 11/08/18 | 14:37وَخَرَجْتُ مِنْ جَدَلِ الغُزاةِ عَلى الـمَكانِ وَسَيِّدِهْ.
كانَتْ مَواجِعُهُمْ عَلَيَّ شَديدَةً، وَتَسيلُ في الطُّرُقاتِ، أَيَّ الـمَوْتِ يَخْتارونَ لي وَيَليقُ بي.
وَنَجَوْتُ مِنْ آثارِ رَحْمَتِهِمْ وَفَتْكِ نَشيجِهِمْ وَعَويلِهِمْ،
لِتَساقُطِ الـمَوْتِ الرَّحيمِ عَلى الجَسَدْ.
أَسْرَفْتُ في بَسْطِ التَّفاؤُلِ نافِيًا وَخْزَ التَّساؤُلِ في العَواقِبِ
وَاسْتَوَتْ في العَيْنِ أَبْوابُ الفَناءِ
فَكُلُّها عَبَثٌ يُكَوِّرُهُ العَبَثْ.
قُلْتُ الـمَدارُ قَرينَةٌ أَنَّ الحَياةَ طَرائِقٌ لِلْمَوْتِ حَيْثُ تَكونُ كانَ فَنَحْوَهُ تَمْضي،
طَواحينٌ بِلا غِرْبالَ تَبْلَعُنا وَتُلْقينا،
فَماذا إِنْ مَضَيْتُ لَهُ بِلا تَفْكيرَ في الآتي،
فَروما لَيْسَ إِلَّا نَحْوَها تَمْضي الدُّروبْ.
كَفَّرْتُ عَنْ إِثْمِ التَّفَكُّرِ في العَواقِبِ وَالتَّعاقُبِ،
وَاسْتَرَحْتُ مِنَ الشُّعورِ،
وَقُلْتُ أَخْرُجُ مِنْ ضَلالِ الذَّاتِ صَوْبَ يَقينِ جَهْلي الـمُسْتَنيرِ
بِنِيَّةِ السَّرْدِ الـمُؤَدِّي لِانْعِتاقي مِنْ إِباقي في البَقا،
وَمِنَ التَّأَسْطُرِ دالِجًا أَوْ داجِنًا وَمُدَجِّنًا فِقْهَ الكَآبَةِ ما سَها التَّوْشيحُ عَنْ سَفَرِ الكِتابَهْ.
وَمِنَ التُّخومِ الـمُنْصِتاتِ لِوَقْعِنا الآتي إِلى ماضٍ سَيَأْتي دونَ أُغْنِيَةِ الخِتامْ.
وَمَشَيْتُ مُقْتَفِيًا خُطايَ إِلى القَبائِلِ خَلْفَ أَقْبِيَةِ الخِيامِ
وَهاجِسِ الأَسْفَلْتِ في وَهَجِ الظَّهيرَةِ قَبْلَ تَرْكَبُهُ السَّوامْ.
مَرَّتْ عُنَيْزَةُ بي أَصيلًا وَامْرُؤُ القَيْسِ الجَديدُ مُعَلَّقٌ كَمُعَلَّقَهْ.
يُفْتيهِ شَيْخٌ بَعْدَما عَقَرَ الـمَطِيَّةَ أَنَّ حاضِرَةَ الكَلامِ تَبَدَّلَتْ سَكَنًا جَديدًا
غَيْرَ ما يَدْريهِ مِنْ سَكَنِ الرِّحالِ لَدى الرَّحيلِ عَنِ الـمَضارِبِ صَوْبَ مُعْجِزَةِ الـمَضارِبْ.
وَاللَّيْلُ سامِرُهُ الوَحيدُ وَلا أَوابِدَ ثَمَّ غَيْرُ كُوى الأَبَدْ.
كانَتْ قَبائِلُنا هُناكَ جَريمَةً وَوَليمَةً وَاللَّاتُ ثالِثَةُ الأَثافي.
تَعْشو إِلَيْها في الظَّلامِ قَوافِلٌ وَصَلاتُها بَيْنَ الـمُكاءِ وَتَصْدِيَهْ.
لا يَسْأَلونَ الرَّمْلَ وَالصَّحْراءَ عَنْ قَبْرِ الوَئيدَةِ وَالسَّبَبْ.
وَتَلوكُ أَنْيابُ القُرونِ وُجودَنا مِنْ قَبْلِ تَبْصُقُنا عَلى قِيعانَ لاهِبَةِ الزَّمَنْ.
مُدَّتْ حَوافِزُ مَوْتِنا وَقْتًا دَخيلًا ماجَ رَقْصًا عائِمًا وَتَغَرْغَرَتْ حَوْلَ الرِّجامْ.
كانَ الـمَدى يَئِدُ الـمَدى، وَمَدًى يَؤُزُّ مَدى الـمَطالِعْ.
كانَتْ حَوافِرُ تَقْرَعُ الآفاقَ تُوري ما تَوارى خَلْفَ أَسْتارِ الـمُباحِ مِنَ الخِطابِ،
وَكانَ عَنْتَرُ وَثْبَةَ الصَّحْراءِ تُرْدي ظُلْمَةَ الصَّحْراءِ تُقْطِرُها دَمًا،
حَتَّى تَجَلَّلَ صُبْحَنا حِلْفُ الفُضولِ وَطارَ عَنَّا عِطْرُ مِنْشَمْ.
كانَ الصَّهيلُ يَجيءُ مِنْ ذي قارَ لَحْنًا سائِغَ الإِيقاعِ مُنْتَطِقَ الصَّباحْ.
يَرْقى وِهادَ الشَّمْسِ يَفْقَأُ عَيْنَ فارِسَ وَالـمَجوسِ يَحُزُّ مُنْقَطَعَ الوَتينِ فَتَنْطَفي نِيرانُها.
وَالنُّورُ خَيَّمَ فَوْقَ مَكَّةَ وَاسْتَقَرّْ
وَالأَرْضُ ضاحِكَةُ الثَّنايا وَالسَّما
وَالبَدْرُ مِنْ خَلْفِ الثَّنِيَّةِ مُسْبَطِرْ
حَلَّ الضِّياءُ بِيَثْرِبٍ ثُمَّ انْتَشَرْ
وَنَما النَّخيلُ عَلى الجَزيرَةِ وَاسْتَطالَ وَمَدَّ ظِلًّا لَمْ يَقِفْ حَتَّى الجَزيرَهْ.
لكِنْ نَسُوا تَأْبيرَهُ فَأَسَنَّ قَبْلَ شَبابِهِ وَذَوَتْ شَماريخُ الخِطابِ، تَساقَطَتْ
فَوْقَ العُصورِ غُبارَ أَزْمِنَةٍ وَحالَتْ وَجْهَ مُعْتَمِدٍ بِلا ريحٍ تَصُدُّ الرِّيحَ عَنْ غِرْناطَةٍ أَوْ قُرْطُبَهْ.
سَقَطَ الكَلامُ هُناكَ وَاتَّسَعَتْ خُروقُ الشَّرْحِ وَاسْتَعْصَتْ عَلى الشُّرَّاحِ رَتْقًا،
وَاسْتَطالَ الـمَوْتُ أَعْناقًا وَإِيراقًا وَمُكْثًا لا يَزولْ.
مَرَّ الغُزاةُ بِنا عَلى جُرُفٍ تَدافَعْنا إِلى أَقْصى الحَضيضِ مَخافَةَ العَدْوى، تَكَوَّمْنا, وَأَبْصَرْنا هَياكِلَنا جِبالًا
حينَ داسَتْنا خُيولٌ خَلْخَلَتْ ضَوْءَ الصَّباحِ وَدَجَّنَتْ عَتَباتِهِ لِلدَّاخِلينَ بِلا صُكوكٍ غَيْرِ صَكِّ فَنائِنا.
كُنَّا تَواعَدْنا الأَباطِحَ حِينَما سالَتْ بِأَعْناقِ الـمَطِيِّ، وَلَمْ نَرَ التَّاريخَ بِالتَّنْخيلِ يَرْكُضُ فَوْقَنا يَجْتازُنا،
كَزُؤانِ قَمْحٍ فَوْقَ قاعٍ صَفْصَفٍ وَالرِّيحُ تَعْدو فَوْقَهُ تَذْروهُ في كُلِّ الجِهاتْ.
كُنَّا بِلا أَثَرِ العَصا، وَانْزاحَ موسى ثَمَّ مُنْحازًا إِلى تِيهٍ عَلى الصَّحْرا وَلَمْ يَتْرُكْ لَنا فِعْلَ العَصا،
وَالبَحْرُ أَطْبَقَ فَوْقَنا، لَمْ نَلْقَ يونُسَ في الـمُحيطِ وَحوتَهُ لَمْ نَلْقَ حَبْلَ نَجاتِنا.
…..
سُكْناكَ بَيْتُ الوَهْمِ أَوْ وَهْمُ النَّجَا.. فَاقْطَعْ صُدودَكَ وَاسْتَدِرْ صَوْبَ الصَّدى
وَانْكُشْ حَواكيرَ الخُرافَةِ مُؤْمِنًا.. بِثِمارِ مَوْتِكَ وَالحَياةِ مَعَ السُّدى
يا ابْنَ الصُّداعِ مُشَرِّشًا بِصُداعِهِ.. وَابْنَ الرُّقادِ تَعافُهُ عَيْنُ الرَّدى
يا ابْنَ الضَّياعِ تَوَغُّلًا بِضَياعِهِ.. وَابْنَ الـمَنافي نافِيًا مُتَرَدِّدَا
كَفْكِفْ جُنونَكَ مُغْرَمًا بِجُنونِهِ.. وَارْكُضْ تُرابَكَ مُتْرِبًا كَفَّ النَّدى
وَاشْكِمْ هُيامَكَ هائِمًا كَذُبابِها.. وَاكْبَحْ جِماحَكَ لا الجُموحَ الـمُقْتَدى
سِيَّانِ مَوْتُكَ أَوْ حَياتُكَ لاغِبًا.. وَجْهانِ أَنْتَ وَأَنْتَ في نَسْجِ الـمَدى
فَاجْمَعْ خُيولَكَ في خَيالِكَ سابِحًا.. وَاعْدِلْ وَلا تَعْدِلْ عُدولَكَ بِالعِدَا
مَدِّدْ حِوارَكَ مازِجًا وَلِ دَوْمَها.. عَوِّدْ رُعودَكَ عَوْدَها يَسِّرْ يَدَا
وَثِّقْ ثِقاتَكَ في الثَّقافَةِ نازِعَا.. حَشَفَ الكَلامِ وَخَمْطَهُ لا الأَجْوَدَا
وَاحْقِنْ غِلالَكَ مِنْ غَليلِكَ تُغْلِها.. وَارْجِعْ لِبَدْئِكَ مَبْدَأً وَالـمُبْتَدَا
….
سَفَرٌ تَوَغَّلَ في العُصورِ وَأَوْغَلَتْ فينا العُصورُ فَلا تَرى غَيْرَ الدُّروبِ تَناسُلًا مُتَناسِلًا وَتَناسُخًا مُسْتَنْسَخًا
دونَ انْتِهاءٍ أَوْ ضِياءٍ في خِتامِ السَّيْرِ يَلْفِظُنا عَلى بَرٍّ، عَلى بَحْرٍ، عَلى إِدْراكِنا الـمَنْزوعِ مِنَّا مُذْ “زَمانِ الوَصْلِ” إِذْ
“أَضْحى تَنائينا بَديلًا عَنْ تَدانينا”، وَعُدْنا صَوْبَ قِيعانِ الرَّحيلِ إِلى الرَّحيلِ إِقامَةً، تَهْوى عُروقَ الـمَيِّتينَ مِنَ الكَلالَةِ،
قَبْلَ يوقِفُنا الكَلالَةُ، سائِلًا إِقْراضَهُ بَعْضَ البَنينِ هَدِيَّةً، كَيْ يُورِثَ الأَرْضَ الَّتي ما كانَ أَوْرَثَها لَهُ جَدٌّ، وَلكِنْ مارِدٌ
ما زالَ حَيًّا بَيْنَنا سَمُّوهُ مِنْ بابِ الـمَجازِ مَذَلَّةً.
كانَتْ صَلاةُ العيدِ، كانَ إِمامُنا صَوْتًا جَهيرًا لا يُجيدُ سِوى الخَطابَةِ فَوْقَ مِنْبَرِهِ العَتيقِ بِدايَةً بِالفاتِحَهْ.
كَمْ جَرَّ خُطْوَتَهُ صُعودًا وَاسْتَوى مِنْ فَوْقِ مِنْبَرِ حَوْقَلَهْ.
مُسْتَرْجِعًا وَمُسَبِّحًا، وَمُحَمْدِلًا، وَمُحَوْقِلًا… وَمُكَبِّرًا، لكِنْ عَلى الإِرْهابِ حَتَّى لَوْ تَقَنَّعَ بِاللِّحى أَوْ مَرَّغَ الجَبَهاتِ في الصَّلَواتِ أَوْ
أَحْيا قِيامَ اللَّيْلِ كُلَّ العامِ لا شَهْرَ الصِّيامِ فَقَطْ.
أَوَ لَيْسَ مِنْ عُلَماءِ سُلْطانِ البِلادِ وَسَوْطَهُ، إِنْ قالَ حاكِمُنا الصَّلاةُ تُعَطِّلُ الإِنْتاجَ قالَ الشَّيْخُ لا حَرَجٌ بِذا. أَوْ قالَ سَجَّانٌ
لِـمَسْجونٍ تَآكَلَ جِسْمُهُ أَنا رَبُّكَ الأَعْلى- مَعاذَ اللهِ- قالَ الشَّيْخُ آمينا، وَسُبْحانَكْ.. وَيَأْتينا يُحَدِّثُ عَنْ ثَوابِ طَهارَةِ الـمَلْبوسِ
ثُمَّ الأَفْئِدَهْ.
لَمْ تَحْوِ خُطْبَتُهُ البَلاغَةَ وَحْدَها، كانَتْ مُطَعَّمَةً بِكُلِّ حَضارَةِ الكَلِماتِ وَالقُبُلاتِ نَشْرًا لِلْمَحَبَّةِ وَالتُّقى، وَيُجيدُ عَنْوَنَةَ
الخُطَبْ: أَحْبِبْ حَبيبَكَ وَالعِدا، وَالحُبُّ في ذاتِ الإِلهِ عِبادَةٌ، حَتَّى غَدَوْنا كَالخِرافِ مُعَدَّةً لِلذَّبْحِ صُبْحَ العيدِ مِنْ بَعْدِ
الصَّلاهْ.
كانَ الإِمامُ مُسالِـمًا يَرْجو سَلامَتَنا مِنَ الـمَوْتِ البَئيسِ إِذا عَدا بَيْنَ الرِّقابِ تَخَيُّرًا لِسَمينِها حَتَّى يُسَرِّعَ كَالزُّيوتِ الـمِقْصَلَهْ.
كانَ الإِمامُ يُحِبُّ تَهْذيبَ اللُّغَهْ..
يُقْصي العَنيفَ وَلا يَني يُدْني الرَّقيقَ تَرَمْنُسًا وَيَقولُ هذا ما يَجِبْ..
فِقْهُ الإِمامِ مُقَدَّسٌ وَمُقَدَّمٌ، وَيَراكَ مِنْ نَفَرِ الدَّواعِشِ إِنْ تُناقِشْ، فَالإِمامُ بِعُرْفِهِ ظِلُّ الإِلهِ، وَلا يُناقَشُ في الفَتاوى
وَالـمَواعِظِ، وَانْقِيادِ الشَّعْبِ قُطْعانًا لِحاكِمِها وَلَوْ أَفْتى، وَقَدْ أَفْتى، بِتَسْليمِ الدِّيارِ بِقُدْسِها وَالـمَسْجِدِ الأَقْصى العَزيزِ لِعابِرٍ
أَوْ عاقِرٍ أَوْ باقِرٍ أَحْشاءَ حُبْلى باحِثًا في الدَّارِ صُبْحًا عَنْ جَنينٍ قَبْلَ يَنْزِلُ لِلْحَياةِ لِنَقْلِهِ لِجِنانِ رَبِّكَ كَيْ يَعيشَ بِلا شَقاءٍ، ما
أَرْحَمَهْ!!…. أَوْ مُسْقِطًا لُعَبَ الغُزاةِ بِلَيْلِ غَزَّةَ وَانْقِطاعِ الكَهْرُباءِ بِصَحْنِ بَيْتٍ تَخْتَبي في عَتْمِهِ حُبْلى تَحُوطُ جَنينَ طِفْلَتِها الَّتي
لَمْ تُبْصِرِ الأَنْوارَ إِلَّا نُورَ أَلْعابِ الدُّجى لَـمَّا أَضاءَتْ في الظَّلامِ البَطْنَ فَانْتَثَرَتْ عَلى الحيطانِ لَحْمًا وَالدِّماءْ.
كُنَّا صُعودًا نَحْوَ نَجْمٍ حينَما كَسَروا سَلالِـمَنا وَكانَ فَقيهُ صَعْدَتِنا لِسِدْرَتِنا كَبيرُ الـمُرْشِدينَ إِلى سُقوطِ جَميعِنا، يُبْدي
التَّبَسُّمَ وَالحَماسَ، لِنَبْلُغَ الأَسْبابَ ثُمَّ يَسُلُّ خِنْجَرَهُ وَيَغْرِسُ في الظُّهورِ بِلا ظُهورٍ، لا يَرى بَأْسًا بِدَمْعٍ وَانْتِحابٍ فَوْقَ أَجْسادِ
الضَّحايا، فَالـمَهَمَّةُ أُكْمِلَتْ.
كُنَّا نَموتُ، وَلا نَموتُ سِوى كَذا مِلْيونِ مَوْتٍ كُلَّ مَوْتَهْ..
وَفَقيهُنا مِنْ خَلْفِ جُدْرانِ الحَداثَةِ قَدْ غَدا عَيْنَ الغَريبِ عَلى القَريبِ، يُراقِبُ الفَصْلَ الحَديثَ لَدى الجِدارِ العُنْصُرِيِّ،
وَيُغْدِقُ الأَمْوالَ بِالحَفَناتِ لا عَدًّا، وَيَشْرَحُ أَنَّ بَذْلَ الـمالِ بِالحَفَناتِ مَسْطورٌ بِكُتْبِ الفِقْهِ، قُدْوَتُنا بِهذا الفِعْلِ مَهْدِيُّ الزَّمانِ
الـمُقْبِلِ.
شَخْصَيْنِ كُنْتُ هُناكَ يَوْمَ هَوى السَّرابُ عَلى شُقوقِ الوَقْتِ مُنْسَرِبًا لِـمَضْجَعِ فِكْرَتي، وَالصَّمْتُ إِصْغاءً إِلى أَثَرِ الجِدالِ عَلى
الغَنيمَةِ بَيْنَ حاكِمِنا التَّقِيِّ وَشَهْوَةِ الـمُحْتَلِّ، في قَضْمِ الهَواءِ تَحَسُّبًا أَنْ يَسْتَطيلَ بَقاؤُنا، أَوْ لا يُباغِتَنا النَّفادْ.
كُنَّا الغَنائِمَ هكَذا قالَ الأَميرُ لِسارِقينا، وَالأَميرُ كَلامُهُ شَرْعٌ تَنَزَّلَ في طَوافِ أَميرِهِ بِالسُّوقِ وَالخَمْرِ الـمُقَدَّسِ لَيْلَةَ التَّعْليجِ
وَالتَّعْجيمِ، لِلْعَرَبِيِّ إِذْ جَعَلوهُ عَبْدَ العَبْدِ مَخْصِيًّا وَمَأْمورًا، وَمَدْفوعًا إِلى أَرْضِ السَّلامِ بِلا مَنامٍ أَوْ خِيامَ فَلا بِلادَ سَتَحْتَفي
بَتَوابِعٍ وَحُثالَةٍ، باعوا البِلادَ بِسَكْرَةٍ وَبِرَقْصَةٍ عَرَبِيَّةٍ صوفِيَّةِ الشَّطَحاتِ تَخْتَزِلُ الهَنا في كاعِبٍ مِغْناجَ وافِرَةِ الشَّبَقْ.. ثُمَّ
استراحوا للأبدْ.
هذا زَمانُ الرِّيحِ لا زَمَنُ الكَلامِ فَلا تُغامِرْ قَدْ مَضى زَمَنٌ شَداكَ وَكُنْتَ فيهِ رِياحَهُ، لا ريحَ في كَفَّيْكَ تُطْلِقُها إِذا هَبَّتْ عَلَيْكَ
عَواصِفُ الإِخْصاءِ مِنْ شَرْقٍ وَمِنْ غَرْبٍ وَغابَتْ عَنْ نَواظِرِكَ الـمَسارِبُ لِلنَّجا، لا ريحَ لَكْ.
هذا زَمانُ الـمَوْتِ مُنْتَصِبًا إِذا شِئْتَ الحَياةَ بِلا انْحِناءٍ فَانْتَصِبْ، أَوْ عِشْ هَباءً لَيْسَ يُبْصِرُهُ أَحَدْ.
شعر: محمود مرعي