تأثير تغيير الأوضاع والظروف على الطفل
تاريخ النشر: 15/09/11 | 0:11هناك بعض التغييرات فى بعض الأوضاع التى قد تؤثر على الطفل، مثل تغيير الوظائف، وانفصال الوالدين والانتقال لمدرسة جديدة ، فمثل تلك الأمور تكون صعبة على الطفل وكل أفراد العائلة الذين سيضطرون لبدء حياة جديدة في مكان آخر، كما أن آثار تغيير الأوضاع أو الانتقال من مكان لآخر على الأطفال ما قبل سن المدرسة تكون أكثر تعقيدا. فالطفل الصغير فى العادة يكبر وسط بيئة مستقرة وروتين معين ومعروف، ولذلك فإن انتقالهم لمكان آخر يحتم عليهم أن يبدأوا من جديد فى تعويد أنفسهم على كل شئ جديد والتأقلم مع العديد من الظروف المختلفة.
إن الانتقال من مكان لآخر ومن منزل قديم لآخر جديد يعنى أن الطفل سيغير كل ما هو مألوف له ومحيط به وهو الأمر الذى قد يكون صعبا على الطفل ما قبل سن المدرسة التأقلم عليه أو حتى على الطفل الذى دخل المدرسة. واعلمى أن مجرد الانتقال لمنزل جديد سيجعل الطفل يشعر بأنه غير مرتاح حتى يأخذ بعض الوقت يتعرف فيه على المنزل الجديد، وهذا بالرغم من أنك قد تحضرين معك أغراضا من المنزل القديم.
إن الانتقال لمنزل جديد ومنطقة جديدة أو حتى بلد آخر سيكون صعبا على الطفل أيضا، خاصة إذا كان قد كون أصدقاء وهو فى الحضانة أو المدرسة أو حتى قد كون أصدقاء من الجيران، لأن هذا سيعنى أن الطفل سيتخلى عن أصدقائه القدامى وهو أمر صعب، خاصة إذا كان الطفل مازال صغيرا ولن يتمكن من التواصل مع أصدقائه عن طريق الإنترنت ورسائل البريد الإلكترونى. وبالإضافة إلى ما سبق، فإن الطفل سيضطر إلى التعرف على أصدقاء جدد وتكوين صداقات جديدة وهو ما قد يكون صعبا عليه خاصة إذا كان من النوع الخجول.
وهناك أيضا عامل مهم قد يؤثر على عملية الانتقال، وهو فكرة الانتقال من مدرسة لأخرى أو من دار حضانة لأخرى لأن مثل هذا التغيير سيؤثر على الطفل من ناحية لأنه سيحتاج لوقت لتعلم قوانين المدرسة الجديدة ووقت ليعرف كيف يتعامل مع المدرسين الجدد بالنسبة له.
إن الطفل يتعود على روتين يومى معين فى حياته مثل ذلك الذى يتبعه عند تناول الإفطار فى وقت معين كل صباح مع زيارة محال تجارية معينة كل أسبوع مثلا. وبالتالى فإن الانتقال من منزل لآخر أو حتى من بلد لآخر سيجعل روتين الطفل يتغير، فمثلا بعد الانتقال من منزل لآخر جديد فإنك لن تكونى قد قمت بإفراغ الصناديق التى تحمل الأطباق وهو الأمر الذى قد يزعج الطفل بسبب روتينه فى تناول طعام الإفطار وهو الأمر الذى قد يولد شعورا بعدم الارتياح عند الطفل. وقد يشعر الطفل فى سن المدرسة بالضغوطات بسبب الانتقال لمنزل جديد وهو الأمر الذى قد يصيبه بالصداع وآلام المعدة والعصبية.
وقد يشعر الطفل أيضا بالحزن لأنه يترك وراءه أصدقاءه ومعارفه وقد يطول هذا الحزن مع الطفل حتى يتحول لاكتئاب. ويجب عليك أن تناقشى أمر الانتقال مع طفلك جيدا مع منحه فرصة ليعبر عن مخاوفه وقلقه حتى يقل حزنه.
واعلمى أن ضيق الطفل من الانتقال لمكان أو منزل جديد أو بلد آخر قد يتحول لغضب ونوبات من التمرد تجاه الأب أو الأم بسبب الانتقال، مما قد يجعل الطفل يبدأ فى التغيب عن المدرسة أو يبدأ فى عزل نفسه عن الآخرين أو حتى قد يبدأ فى التمرد داخل المنزل.
وعليك أن تعلمى أيضا أن ابتعاد الطفل عن محيطه المألوف سيجعله يصاب بالقلق لأنه لن يرى الأشخاص المعروفين بالنسبة له ثانية. ولذلك يجب عليك أن تقومى بتهدئة طفلك لكي يركز على الأشياء الإيجابية