قنبلة زعفرانية تدمر الأورام السرطانية

تمكن الباحثون في معهد علاج الخلايا السرطانية التابع لجامعة برادفورد البريطانية من اكتشاف مادة موجودة في إحدى النباتات المزهرة، يمكن تحويلها إلى عقار يعتبر بمثابة قنبلة ذكية في غاية القوة، قادرة على العمل ضد سلسلة من الأمراض السرطانية.

ويرتكز العقار الجديد على مادة الكولشيسين عالية السمومية الموجودة في نبات الزعفران الخريفي، ويمتاز بقدرته الكبيرة على منع وصول الدم إلى الأورام الخبيثة الصلبة، فيكبح نموها ويمنع انتشار الخلايا السرطانية إلى أعضاء الجسم الأخرى.

وأظهرت التجارب التي أجريت على الفئران في المختبر، أن هذا العقار شديد الفعالية، وقادر على مهاجمة الأورام المختلفة في سلسلة من الأمراض البشرية، كالأورام اللحمية والأمراض السرطانية المختلفة مثل سرطان الثدي، القولون، الرئة والبروستاتا. والعقار مصمم أيضاً لاستهداف الأورام الصلبة مباشرة دون التأثير على الأنسجة السليمة، كما يشير الباحثون البريطانيون.

وهذا العقار معروف جيداً بخصائصه المضادة للسرطان، غير أن سموميته الشديدة، وتأثيرها في العادة على الخلايا السليمة، جعلت احتمالات استخدامه في مجال الطب محدودة.

غير أن الباحثين استخدموا وسيلة خادعة للاستفادة منه، من خلال وصل الكولشيسين بجزيء آخر يجعل العقار غير فعال إلى أن يحتك بفئة من الأنزيمات بين الخلوية المسماة «البروتيازات الفلزية»، التي تستخدمها الأورام الخبيثة بصورة فريدة للولوج إلى الخلايا السليمة، فيطلق العقار مادة فعالة تدمر الأوعية الدموية لهذه الأورام ويجعلها تتضور جوعاً حتى الموت.

ويقدر الأطباء نسبة الشفاء من الجرعة الأولى بأكثر من 70%، دون آثار جانية. ويأمل الباحثون الآن بدء التجارب السريرية على المرض في غضون الأشهر المقبلة في مستشفى سانت جيمس البريطاني.