صلاة العيد في عمر المختار يافة الناصرة

تاريخ النشر: 22/08/18 | 12:02

إستقبل جامع عمر المختار يافة الناصرة صباح الثلاثاء عيد الأضحى المبارك حيث شارك حشد من أهالي البلدة والمنطقة لأداء شعائر صلاة العيد وسط أجواء إيمانية روحانية مفعمة بالفرح والسرور والبهجة والسعادة على وجوههم إحتفالًا بالعيد.وبعد التكبيرات والتهاليل وأداء ركعتي العيد، ألقى الخطبة الشيخ موفق شاهين إمام وخطيب الجامع وإفتتحها بالتكبيرات والشهادة بالرسول الكريم النبي محمد صلى الله عليه وسلم والصلاة عليه وعلى أصحابه، وقال: “ها هو عيد الأضحى قد أطل علينا بأول أيامه، والأضحى يحمل في طياته معانٍ كثيرةً من أجلها قدرًا وأعلاها مرتبة وأرفعها منزلة أن التضحية لا تتوقف الظاهر بمعنى الأُضحية وإنما إكتسبت هذه الصورة المادية الظاهرية بأنك تأتي أُمنية تقدمها قربانًا لله ولكن قبل ذلك أن تقدم أخلاقك وسلوكك وقلبك وطيبة نفسك وكلامك الطيب ومواقفك الجميلة بين سائر الخلق كافة”.وأشار فضيلته إلى الآية الغريبة التي الله عز وجل ذكرها في القرآن الكريم على قضية الأضاحية فقال تعالى ((لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم))، معنى ذلك أن الله تعالى لا يأكل منها لا يشرب منها لا يستفيد من أكلها ولا من شربها لأن الله لا حياة له كحياة البشر، حياة البشر متعلقة بأسبابها من مأكل ومشرب الله ليس كذلك، الله حي لا يموت لا يأكل كما يأكل الناس ولا يشرب كما يشرب الناس.

وأضاف: “عندما تضحي لله عز وجل وتقسمها ثلاثة أثلاث ثلث لك ثلث للأقرباء ثلث للفقراء وتستطيع كلها لك أو كلها للفقراء أو للأقارب ليس مهم، السنة تقسيمها ثلاثة أثلاث ويوجد أُناس يسألون الشيخ كيف أُضحي السؤال يعيد نفسه، التضحية كيفما كانت وأهم شيء في هذا العمل النية لله، الله يريد أن يقدم الإنسان نيته خالصة قلبًا طيبًا وإخراجها من نفس زكية وعدم المن على الناس كما قال الله عز وجل ((ولا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى))، ممكن التصدق بدينار خالصًا لله يسبق ألف ألف دينار، ((لن ينال الله لحومها ولا دماؤها)) تقديم المفعول على الفاعل لفتة لغوية من علو شأنها، الله لا ينظر إلى حجم الأُضحية ولا إلى شأنها، هذه صورة لكن حقيقة الصورة منزلة الروح بلا الجسد هي تقوى الله عز وجل في مواقفك في أفعالك في سلوكك في العيد وغير العيد في رمضان وغير رمضان في السر والعلن هذا القصد”.

وتابع: “ولا بد في هذا المكان والمقام الكريم أيضًا أن ننوه أن الله عز وجل قدر في مثل هذه الأيام أن يكون الحج وأن إخواننا هناك ضيوف الرحمن قد وقفوا على عرفات الله كما قال النبي عليه الصلاة والسلام (الحج عرفة)، هذا أُسلوب معتمد مجتزل مختزل في لغة العرب مبتدأ وخبر مثلًا (الدين المعاملة)، (الدين النصيحة)، (الدين الخلق)، قال مختصرًا (الحج عرفة)، من وقف على عرفات الله فقد بلغ وتر الحج الأكبر ما سوى ذلك أُمور ثانوية ممكن أن ترفض وتجبر بأُضحية أو بفدية لكن من فاته عرف هذا هو الحج كله”.
وأردف: “أيضًا سن لنا الإسلام في مثل هذه الأيام التكبير والتهليل التسبيح والتحميد والقول الطيب والصدقات ليس من الضروري أن تكون صدقات كبيرة لكن يعول على الحجم وعلى نية المتصدق، كذلك صلة الأرحام والأقارب وإفشاء السلام بين الناس يقول عليه الصلاة والسلام (لن تدخلوا الجنة حتى تحابوا أفلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم) قالوا (بلى يا رسول الله) قال (أفشوا السلام بينكم)، ما أحوجنا ما أحوج الإنسان ما أحوج البشرية كلها إلى كلمة السلام أن تعيش بسلام في داخلك ثم تنقله للآخرين”.

وفي الختام دعا الله سبحانه وتعالى أن يديم المعروف بين المصلين وأن يكون هذا العيد عيد لطفٍ وسلامٍ ومحبة وعدم سماع مشاكل بين الناس ولا سماع علاقات سيئة ولا سماع “معارك العيد” كما حدث في عيد الفطر السابق راجيًا من الله سبحانه وتعالى أن يعيد وفده الكريم حجاج بيت الله الحرام سالمين غانمين مأجورين غير مأزورين، وهنأ بحلول العيد ثم تبادل المصلين التهاني، وكل عام والجميع بألف خير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة