سجين يناجي العيد .!

تاريخ النشر: 24/08/18 | 0:11

يا عيد..
تمرّ عليناَ لياليك
منها ليال مضت ولم تحمل معها
إلا ظلالات المصباح
*******
و منها تعود الى سجننا
لتلمَّ دموع نزفت من الجراح
وتعود لتغوص في بئر عميقة
ليس لها مفتاح
************
تمرُّ الليالي فتسفوا من عظامنا حنيناً
وتتركنا نسبح في فضاء
نطير فيه بلا جناح
*******************************
يا عيد ..
هل ما زالت الشمس تغيب في ليالي
بيتنا المسجون
لتشرق في طلعات الصباح
*********
هل ما زال القمر يحكي قصثنا
للشمس
في لياليه عندما يغيب
ضوءها المنزاح
********
هل مازالت أمهاتنا “يسرقن”
في أواخر الليل
شهقات من النواح
********
هل ما زال أطفال السجناء والشهداء
يلعبون لعبة بطولات آبائهم
في كلِّ ساح
******
هل ما زالت زيتونتنا الخضرا
صامدة في وجه العاصفات
والجنود المدججين بالسلاح
*******
هل ما زالت أمّي تدرس ثمارها
على جاروشتنا
لترسل لنا الى هنا .. الى السجن
زيتها الطَّفاح
*******
هل ما زال البلبل الحزين على لوزتنا
يبكي مع أمّي علي زمن
كان وراح
**************************
يا عيد ..
أدمنا السير الى الوراء
وعرض أشرطة الذكريات
وتقليب الصور من الآخرات
الى البدايات
******
ومن البدايات الى الآخرات
من كلِّ الجهات
ولم نستطع رسم صورة
للأيام القادمات
*********
تأتينا في الأحلام في ومضات
وبرق من اللمحات
فتغيب عنّا سريعاً لنعود
الى حوّام المتاهات
*****************************
يا عيد ..
إننا نحبُّك
لآنك الوحيد الذي
تدخل الى سجننا
فلا تمنعك أقفال ولا بوابات
ولكنك تعود في كلِّ عام
لتذكرنا
أن هناك عالم بعيد عنا
فيه شمس وبسمات
وأن هناك شعباً يدمى عشقاً
ليروي وطناَ
تاق الى الحريات
قلّي بربك .. هل ما زالت ابنتي سلمى
توزع البصل على الشباب
في المظاهرات
وان ما بذلنا في سبيله
خطوة في الطريق
الى الحياة
وبشِّر الشهيد ان ما بقي
على الأرض
يستحق الممات
وان دمع أمي الذي غسَّل الشهيد
سيحيي العظام
من الرفاة
وبشّر السجين
أن خارج القضبان
فجر جميل
يبشّر بما هو آتِ
يا عيد …
لا تسلِّم هذه الكلمات لأمّي
فلم تعد تقوى على
عذابات دموع النوّاح

يوسف جمّال – عرعرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة