افنيري ولانغر خسارتان لمناهضة العنصرية
تاريخ النشر: 26/08/18 | 10:23بعد رحيل المحامية الاسرائيلية فليتسيا لانغر المدافعة عن حقوق الانسان والاسرى الفلسطينين والتي فضحت من خلال كتاباتها انتهاكات الاحتلال الاسرائيلي لحقوق الانسان ، يتبعها راحلاً الصحفي الاسرائيلي اوري افنيري الذي تحول من عضو في ميليشيات الارغون ومقاتلا في حرب النكبة الى حمامة سلام ومن ابرز اليساريين الاسرائيليين الذين دعوا الى تحقيق السلام العادل والشامل واقامة الدولة الفلسطينية الى جانب دولة اسرائيل ، وكان من الاوائل الذين تعرضوا للهجوم الصهيوني على خلفية مواقفه السياسية ولقائه ياسر عرفات في بيروت .
هاتان القامتان اللتان تترجلان في فترة متقاربة، تعتبران خسارة فادحة للمدافعين عن الانسانية والعدل والسلام ، ويأتي رحيلهما في وقت نحن احوج ما يكون لامثالهما خاصة في هذه الفترة التي تشهد انحصار كبير لمعسكر اليسار في اسرائيل وازدياد قوة اليمين المتطرف.
عندما شكلنا حركة كرامة ومساواة وضعنا نصب اعيننا الحوار ليس فقط مع اليسار في اسرائيل انما مع كافة شرائح المجتمع الاسرائيلي لاقناعه بجدوى صنع السلام الذي يضمن للشعبين الفلسطيني والاسرائيلي العيش بكرامة ومساواة .
لقد كان كل من افنيري ولانغر سندا لنجاح مشروعنا ، وفي ظل غيابهما لا يعني ذلك ان اصوات السلام قد انتهت ، فهناك اصوات كثيرة يمكن لنا ان نفعلها ونطورها بخطاب عقلاني غير متهور ليتسع ويكبر هذا المعسكر الضامن الوحيد لتسليط الضوء على معاناة شعبنا في هذه الفترة الحرجة التي تشهد تغولا لليمين الفاشي وسن المزيد من القوانين العنصرية واخرها ما يسمى قانون القومية ، فاننا ندعو اتباع افنيري ولانغر الى المزيد من العمل للحفاظ على ما آمنا به طيلة حياتهما ، وندعو معسكر اليسار في اسرائيل الى رفع الصوت عاليا ، ونحن اذ نمد ايادينا لهم لنبني معا شراكة حقيقية لاننا نؤمن بضرورة وقف الاحتلال والحروب والقمع والاعتقال ،وبناء حياة جديدة ننعم فيها نحن والاجيال القادمة بالحرية والسلام والعيش بكرامة ومساواة .
بقلم: الاعلامي محمد السيد رئيس حركة كرامة ومساواة