أمسية حول “ألأصولية الإسلاموية” بحيفا
تاريخ النشر: 12/09/18 | 12:02أقام نادي حيفا الثقافي يوم الخميس الفائت أمسية ثقافية مع الباحث عبد الغني سلامة تم فيها مناقشة وإشهار بحثه “الأصولية الإسلاموية الجديدة” – تأملات في فكر وممارسات قوى الإسلام السياسي، الصادر عن دار الرعاة للنشر في رام الله لصاحبها نقولا عقل.كانت البداية لمسة وفاء لطيب الذكر الشيخ يوسف النبهاني.افتتح الأمسية ورحب بالحضور رئيس نادي حيفا الثقافي المحامي فؤاد مفيد نقارة، ثم قدم شكره للمجلس الملّي الأرثوذكسي الوطني، راعي أمسيات النادي الثقافية. هنأ بعدها المحامي الكاتب سعيد نفاع على إصداره الجديد ” الدوري المهاجر” متمنيا له دوام العطاء.وتناول إصدارا جديدا عن دار الجندي في القدس، رواية ” قافلة الذهب والموت” للكاتب فوزي عبده. ثم استعرض أمسيات النادي المقبلة والنشاطات على الساحة الثقافية عامة، داعيا لحضورها.
تولّى عرافة الأمسية د. ماجد خمرة فكان له تقديم وافٍ للمحتفى به وبحثه مع مداخلة فصيرة له عن موضوع البحث الذي هو مُلح وآني.أما المداخلة الرئيسة فقدمها المحامي الكاتب سعيد نفاع استهلها بكلمة الكاتب عن كتابه التي قال فيها إن الإسلام السياسي مصطلح برز في ثمانينات القرن الماضي، وهو ليس على شاكلة واحدة، فهناك قوى معتدلة تبحث عن السلطة من خلال الانتخابات، وقوى متطرفةٌ تستخدم العنف، على أن أغلب قوى الإسلام السياسي تطرح نظريات شمولية تسعى إلى أسلمة كلّ مظاهر المجتمع… الغرض من الكتاب هو توصيف الجماعات والقوى والأحزابِ التي تعمل تحت غطاء الدين والفصلِ بينها وبينه، وإيجادِ علاقة بين حركات الإسلام السياسي، والطائفيةِ، والتكفير، والعنف الديني، ويُستنتج أن معظمَ الحركات تورطت في المسلكيات الثلاث. ثم تابع أن الباحث يتناول في الكتاب تعريف الطائفيّة ومخاطرَها ونتائجها، والطائفيّة والوطنيّة والمجتمع المدنيّ، وطائفيّة الأحزاب السياسيّة، وإن كانت الدولة الدينيّة طائفيّة بالضرورة، والعوامل الخارجيّة في تأجيجها، وخدمتها للصراعات السياسيّة في منطقتنا، والطائفيّة والصّراع العربيّ الصهيونيّ، ويفتح نافذة على الحلّ.
يُمكن أن يكون للقارىء رأيٌ أخرُ في التعريف الذي اعتمده الكاتب وحصرِها في النّظام، ولكن بغضّ النظر، نحن نتجمّل، والتجمّل نوع من الكذب، إن كنّا ندّعي أن الطائفيّةَ لا تنخرُنا وتفاقمت بين ظهرانينا زمنيّا وسببيّا تماما كما يقول الكاتب عنها في بقيّة المواقع من وطننا العربيّ الكبير، وكذا في الدّول الإسلاميّة. الكاتب يفتح نافذة على الحلّ وعلينا نحن هنا الولوج من تلك النافذة، لا بل أن نجعلها بابا مُشرعا، إن أحسنّا قراءة ما يقول وإضافةً على ما يقول. الطائفية وإسقاطاتها لا تشفيها قوائم انتخابيّة “مْوَنّسِهْ” لا قطريّا ولا محليّا، ولا يشفيها “حشو” النقاش تحت السجاجيد ومهما اخملّت. وفي السّياق الكاتب يتطرّق بعمق إلى المصائب التي حلّت بنا حين أقفلوا علينا أبواب الاجتهاد.
وفي باب العنف، العنفُ صار صباحَنا ومساءَنا، فمن منّا لا يشغله هذا الموضوع ويوميّا وعلى المستوى الفرديّ والجمعيّ، وعطفا على ما جاء أعلاه عن التحدّيات الوجوديّة التي نواجه لتشويه شكل وجودنا، فإنّنا نتخبّط في أسبابه، وكعادتنا المتأصّلة، لشديد الأسف، نضع دائما الحدّ في “موارس” غيرنا.
كانت الكلمة بعدها للباحث عبد الغني سلامة فتحدث عن بحثه وعنوانه، سيرورته وصيرورته، عن موضوع الإسلام السياسي وتحول العلاقة بينهما بعد وفاة الرسول (ص)، عن عصر الفقهاء الذين أسسوا بدايات العنف والأيديولوجية التي تقوم عليها حركات الإسلام السياسي، ثم مرحلة التراجع أو الغيبوبة على حد تعبيره.وأضاف، نحن مدعوون لفهم العوامل والظروف التي أدت إلى نشوء هذه الظاهرة المتمثلة بتلك الحركات وعن بداياتها قال إنها بدأت كحركات اجتماعية إلا أنها قوبلت بعنف من السلطات الحاكمة في بلدانها قوبل بعنف مضاد دار في حلقة مفرغة.تناول بعدها عوامل داخلية وخارجية أدت إلى ما يسمى بحركات الإسلام السياسي.فُتح بعدها باب الأسئلة والنقاش للحضور فكانت مشاركة واسعة ونقاشا حمل وجهات نظر متعددة ومختلفة حول الموضوع.من الجدير بالذكر، ولاهتمامنا بتكثيف حضور إخوتنا من شتى أرجاء الوطن والشتات، ولأننا لم نعد نؤمن بأن للبرتقالة شقّين، فنحن جناحا الوطن، استضاف النادي عريس الأمسية وزوجته خلود بجولة في حيفا بوادي نسناسها، كرملها وبحرها.وبأجواء ودية واعدة اختتمت الأمسية على أن نعود ونلتقي يوم الخميس 13.09.18 في أمسية ثقافية مع الباحث داوود تلحمي وإشهار دراسته ” الفكرة… والدولة” مع مداخلة رئيسة لدكتور جوني منصور وعرافة الأستاذ سهيل عطالله.
خلود فوراني سرية