الكاتبة والأديبة ياسمين عامر في حوار صادق, شفاف وصريح.
تاريخ النشر: 12/09/18 | 13:49تعترف ياسمين عامر وتفصح عن ماضيها وعدة أسرار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولدت ياسمين عامر في قرية مقيبلة وهي قرية فلسطينية تقع في الطرف الجنوبي الشرقي من مرج ابن عامر، نشأت وترعرعت في جو أسري دافئ ذو طابع وخلفية ثقافية أدبية، كان والدها “غازي فياض بطاح” مربي ومدير وقائد مثقف، رجل علم وأدب وثقافة، وعمها هو الكاتب الفلسطيني “توفيق فياض”.طفولتها، كانت سعيدة، مليئة بالشغف الأسطوري حول الأبجدية العربية، وكانت ذكية جداً بحيث تم ترفيعها ودمجها مع زملاء يكبرونها في السن، وكانت أصغرهم على مر السنين. فترة شبابها، كانت ثائرة بعض الشيء ومتمردة،فلم تكن الطرق التي سلكتها مفروش بالورود بل كانت شائكة. وأما الأمومة فكانت بدايتها صفعة مؤلمة ومع مرور الوقت اختفى وجع الصدمة وغرّدت قبلة لطيفة الملمس على خدها حتى سحقت أثر الصفعة، الأمومة علمت ياسمين عامر معنى الصبر والقوة ومنحتها طاقات وقدرات لم تتخيل من قبل أن تصل إليها.
أما الآن، تكتب الكاتبة والأديبة ياسمين عامر، الخواطر، المقالات والنصوص المسرحية، إنما الأقرب لقلبها وما تجد نفسها به أكثر هي القصص القصيرة والروايات، وتقول في هذا الصدد: عندما نبحر في بحر الكتابة، نجد أنفسنا بين الأمواج، نكتب عدة أجناس، ونتوق لتجربة الجديد والخوض في مختلف دروب الأدب، بعضها نتقنها وبعضها لا.
حوار أجراه: خالد ديريك
بينت الكاتبة والأديبة ياسمين عامر بأن لقاءها الأول مع القلم كان في طفولتها وفي المرحلة الابتدائية إلا أنه لم يكن حلمي بل كان كالسحر، كالشغف، أسرتني دوماً قدرة القلم على التخفّي والنبض، لم يكن جماداً بنظري. وأما في الإعدادية والثانوية اكتشفت نفسي غارقة تماماً في ضباب الكلمة ولا أقوى على هجرانها. بينما حجر الأساس للمشاريع الكتابية لم تكن هيناً بالنسبة لها، بل كان الحجر ثقيلاً على كاهلي، لكن بالإصرار والتحدي وضعته وحملته وانطلقت لتنفيذ المشاريع الكتابية والأدبية.
ترى بأن صقل الموهبة يتم بالتعليم والإدراك والشعور بها: الصعوبات كلمة عميقة جداً لمن عايشها وأدرك فحواها، ليس كافياً أن تحمل هذا الحب للكتابة في قلبك وتسير، الحب هو احترام، وحب اللغة يعني أن نحترمها، نقدرها ونقدسها، لذلك علينا فعل كل ما ينبغي من أجل صقل هذه الموهبة، علينا تعلمها وإدراكها وقبل هذا علينا أن نشعر بها عميقاً بداخلنا.
والدها كان أول من أمسك بيدها وشجعها، وتضيف: وهو الذي اكتشف حكايتي في عشق لغتنا العربية ولاحظ إنها حكاية انتماء، وكان يطلب مني كتابة المزيد، ويحثني على القراءة لأتعلم أكثر وأغذي عقلي أكثر. كان يقول: إن الكنز يكمن في الكتب، وأنا أدركت ذلك الكنز.
كتبت أول نص وهي في سن الثامنة، وقرأت أول كتاب وهي في سن العاشرة: النص الأول الذي كتبته كان في سن الثامنة وكان عبارة عن نص مسرحي لحفلة في المدرسة، وأذكر أنه كان طريفاً جداً. بينما أول كتاب قرأته، كان في سن العاشرة تقريباً حين مللت من قصص الأطفال، فلم تعد تستهويني وذهبت إلى مكتبة والدي الضخمة التي كنت ألتقط منها أكبر الكتب وأحاول أن أقرأ بعض النصوص منها، لكن الكتاب الأول الذي قرأته هو كتاب “الأيام” لعميد الأدب العربي “طه حسين”.
أصغت لنبض حروفها المتأججة بداخلها، فأطلقت لها ولنفسها العنان: كثيراً ما أسرني الخوف وكسر رصاص أقلامي وسكب بقسوة حبر ها، لكني سحقت هذا الهاجس وأصغيت لنبض حروفي المتأججة بداخلي، فأطلقت لها ولي العنان، فالكتابة حرية، نستطيع من خلالها ترجمة أفكارنا ومشاعرنا وسطرها على الورق دون قيود، وهذا عكس ما يحصل تماماً في واقع الحياة، فنحن بطبيعتنا نتردد ونصمت ولدينا مشكلة في التعبير عن ذواتنا بطرق سليمة، الكتابة كانت طريقتي وطريقي لكسر هذا الصمت.
وحول مفهومها للإبداع وضحت: الإبداع هو كون واسع مليء بالإثارة والتشويق والحياة ويملأ أيامنا بكل أنواع الطاقات الإيجابية، لكن هذا لا يعني بأنه لا يشاكسنا أحياناً، ويبدو مخادعاً مراوغاً في أحايين أخرى، لكن في النهاية هو انعكاس لما نحن عليه، هو مرآة شفافة نبصر بها دواخلنا.
تحدثت عن كتابها الأول “صرخة كيان” وصداه بإسهاب: كتابي “صرخة كيان” كتاب جمعت به عدة نصوص نثرية كتبتها منذ سنوات مضت، يحتوي على نثريات عاطفية ووطنية واجتماعية، هذا الكتاب لم ير النور بسهولة، أعوام طويلة وأنا أزرع العثرات والعقبات في دربي وأختلق الأسباب واخترع الموانع، فأنا مؤمنة بأن ليس كل من كتب بعض النصوص من حقه التطفل على اللغة وإصدار كتاب باهت يجلس على رفوف المكتبات ليلتهمه الغبار. دعم زوجي المستمر وثقته بي وإلحاح وتشجيع والدتي وإخوتي هو السبب الرئيسي لولادة كتابي وسأكون ممتنة لهم دوماً على إيمانهم بي. وأما عن صدى صرخته فقد كانت نابضة جداً، أصداء ممتازة، ولاقى الإعجاب والثناء من قبل كبار الأدباء.
كشفت لنا الكاتبة والأديبة ياسمين عامر عن بعض أسرارها الإبداعية: هي أسرار لم أفصح عنها من قبل، فأنا بطبيعتي متكتمة جداً، لكن حان الوقت ولأول مرة أن أعلن عن كتابي القادم وهو رواية بعنوان “جريمة حرف” وهي رواية انتهيت من كتابتها في العام الماضي لكن تمت عرقلتها بسبب المواضيع الجريئة التي تتحدث عنها والتي تشمل السياسة،الوطن،العنف،القتل،الحرب، المرض وعدة قضايا نعيش ونتعايش معها. لن أتنازل عنها ولن أحذف حرفاً منها، وسأنتظر لحظة صدورها بفارغ الصبر فأنا لست في سباق مع الزمن، وما يهمني هو أن تصدر الرواية بالطريقة التي ترضيني وترضي القراء. وأما عن السيناريو، فأنا بصدد كتابة قصة وسيناريو فيلم فلسطيني، كلامي عنه في الوقت الحالي ليس لصالحي ولا لصالح الأطراف الأخرى، ما زلنا نحتاج للكثير ليخرج هذا العمل إلى النور بالشكل اللائق.
أسست صحيفة “الكلمة العربية” بالاشتراك مع زوجها: في البداية كانت فكرة زوجي، وقمنا بتأسيس الصحيفة معاً، ومن ثم انطلقت في كتابة المقالات والتقارير والخواطر وغيرها، كانت صحيفة “الكلمة العربية” تصدر في منطقة المثلث في فلسطين، وهيصحيفة إخبارية أدبية تعمقت بالأدب والعلم والمعلومات العامة واحتوت على زوايا متنوعة مشوقة، وكانت لي زاوية خاصة بها بعنوان “الخيط الرفيع” قمت من خلالها بتسليط الضوء على مواضيع مثيرة للجدل، استمرت لعدة سنوات ناجحة وبعدها تم إغلاقها نتيجة مشاغل أخرى وظروف وأولويات خاصة.
الاستاذة ياسمين عامر مدمنة على القراءة وتعانق الكتب بشغف: نعم أنا مدمنة، أستنشق عبق الكتب والكتابة وأتناول جرعات مكثفة من عبيرها، وأحقن وريدي من شهدها، أحتضن الكتب ولا تكفيني منها نظرة أو قبلة خاطفة أو ذلك الوعد المرسوم بين الأهداب والمقلة، بل أطمع دوماً أن يغفو بين طياتها عمري، فلطالما كانت الكتب وما زالت منهاجاً لحياتي أدرس وأتعلم من خلالها، وترافقني الموسيقى دوماً هذا الإدمان،وتضيف: لا يمكنني التقليل منها. وأما وقت الأمور الحياتية الأخرى فهو محفوظ، لكن كلّ منا يعيش هذه التفاصيل على طريقته الخاصة للتوفيق ما بين الحياة الطبيعية العادية وبين العالم الخاص الذي نجد به أنفسنا.
الكتابة أنقذتها في بعض الأوقات والمحن من الغرق في دوامات الحزن عندما شعرت بأن هذا العالم الفسيح بدأ يتلاشى من حولها: عندما مَرض والدي بمرض عضال أثر عليّ وعلى تحصيلي العلمي، قلب حياتي رأساً على عقب، انهار العالم من حولي وابتعدت عن كل شيء، وكنت أمضي أيامي ما بين البيت والمدرسة والمستشفى، حتى وافته المنية وترك مكانه فارغاً في حياتي وأنا على عتبة المرحلة الإعدادية. لم أعد أجتهد وأهملت واجباتي المدرسية وتغيبت عن دروسي، لكني لم أتوقف عن القراءة والكتابة يوماً، بل أخرجت كل ما خالجني على الورق، وبدأت بكتابة الخواطر والقصص القصيرة ومن ثم تألقت في الكتابة الإبداعية وكنت من بين الطلاب المبدعين في مدرستي، شاركت وفزت بعدة مسابقات أدبية. اتخذت القراءة نمط يومي وأسلوب حياة، وتنقلت من كتاب لكتاب، حصدت الدرجات العالية ونلت احترام وتقدير المعلمين، وعادت حيويتي. كما وحصل هذا عندما أنجبت بكري والذي خضع لعمليات جراحية فور ولادته وعانى من وضع صحي صعب ومعقد، أمضيت معه فترات طويلة في المستشفى لا أعرف الليل من النهار. وأدركت في لحظة ولادته بأن حالته ليست مؤقتة بل حالة خاصة مصيرية كتبت علينا لمدى الحياة. نعم أنقذتني الكتابة في تلك الأوقات والمحن من الغرق في دوامات الحزن، وجعلتني أنتفض إلى ما فوق الجرح الغائر.
النشر الأدبي على متن مواقع التواصل الاجتماعي له عدة وجهات نظر وتشعبات: لا يوجد تحديد عام وبالمطلق ولا يمكننا الجزم بشكل قاطع، التعميم هنا سيظلم فئة الأقلية الرائعة ممن يستحقون هذه الثورة والقيمة، فهنالك إبداع وثقافة ونقاط تواصل جميلة حصلت، لكن بالمقابل لدينا موهبة الإبداع بالنسخ واللصق، تزوير أسماء، سرقة نصوص،اغتصاب ألقاب، تزييف شهادات، ونعم هذا يثير فوضى عارمة لا نهاية لها، بل وأيضاً يضعف من قيمة لغتنا العريقة ولا يضيف لها أبداً.
تعمل الكاتبة والأديبة ياسمين بصمت في مجال الأدب وخدمة الوطن وتقوم بالأعمال الإنسانية دون أن تثير ضجيجاً إعلامياً، من خلف الكواليس، تستمر بالأعمال التطوعية والإرشادات وتقديم المساعدة ودعم المواهب الإبداعية ليعبروا إلى بر الأمان بالطرق السليمة والصحيحة، إنها تعلم الجيل الجديد القادم عشق اللغة العربية, التمسك بالجذور, تقديس الوطن, الانتماء للأرض، تقدير الإنسانية، وفي هذا الشأن أفادت: لم أفكر يوماً بارتداء ثوب الشهرة, ولا أحب اعتلاء المنابر على حساب اللغة والأدب, ولا أهوى استغلال مثل هذه الأمور لكسب الاهتمام, ولو رغبت بعكس ذلك لفعلتها منذ أكثر من عقد من الزمن, لكني حتى الآن اتخذت طريقاً مغايراً مختلفاً وابتعدت عن الأضواء, بل وتنازلت بكل محبة ورضا عن عدة فرص وأبواب فتحت لي على مصراعيها, أما مستقبلاً فلا أحد يدري ما ينتظره.
المواجع والمضايقات التي عايشتها في فلسطين المحتلة: في فلسطين نولد لنستنشق الغصّة ونحتسي العلقم، منذ الساعات الأولى يعرف الرضيع أنه على أرض فلسطين التي محال أن تتصهين مهما فعلوا وبلغ بهم التسلط والعنصرية، نحن لا نحمل القضية على أكتافنا، نحن نحملها في قلوبنا وأرواحنا، نؤمن بها بعمق. منذ ولدت، عشت وتعايشت في هذا الوضع الراهن وبعض الأحداث عشتها عن بُعد، وبعضها مرت من خلالي. في أحداث الانتفاضة الفلسطينية الثانية،انتفاضة الأقصى، كنت شابة صغيرة وكان السيل قد بلغ الزبى وغضبت وقررت أن أتمرد على الواقع وأن أضع حداً لصمتي، ودون علم والدتي وإخوتي سرت مشياً على الأقدام حتى الحاجز الأقرب لقريتي “مقيبلة”، هتفت ورفعت راية فلسطين، وبعد مشادات كلامية وصدام ما بيننا وبين جيش الاحتلال تمكنا من الإفلات منهم بأعجوبة أنا ومن معي وسلكنا طريق وعرة للعودة إلى القرية. عدت إلى المنزل ثائرة غاضبة، مسكت القلم وكتبت “هل من مزيد يا صهيوني؟!”، علقت المقالة على باب غرفتي وأرسلتها لإحدى الصحف، وبعد نشرها بدأ الشوك يعتلي الورود أكثر ويشق طريقي، وكان لهذا التأثير الكبير في كوني لا أستطيع حتى الآن التعايش والتعامل معهم. وأثر هذا على حياتي وكتاباتي، فالقلم سلاحي الذي لا أملك سواه. ومثل هذه المواقف تجعلنا ندفع الثمن غالياً.
وفي معرض ردها على سؤال حول مدى إيمانها بالحب والصداقة الأبدية، أجابت: أنا مؤمنة حتى أبعد حدود بالحب الأبدي الذي يجمع بين الأرواح النقية، فالحب الحقيقي الأزلي هو الحب الذي يربط بين روحين. أما الصداقة الأبدية فهذا المفهوم لا يعني لي الكثير، فلدينا في حياتنا المعارف والزملاء والأقارب، يمكننا أن نمرح معاً، نضحك معاً، نتشارك بعض الأمور، نقضي الأوقات معاً، لكن في مرحلة معينة ينتهي هذا ويعود كل منا إلى مكانه وتسحبنا ظروف الحياة لكن علينا دوماً الحفاظ على العلاقة الإنسانية والمودة والاحترام بيننا حتى وإن لم تجمعنا الصداقة.
كما عرفتنا ياسمين الكاتبة والمثقفة على ياسمين السيدة المنزل من خلال هذه الجمل: مهما بلغت الأنثى من مناصب وثقافة، ستبقى سيدة المنزل داخل كل منا، وتلك فطرتها، فلديها قدرات خارقة للتوفيق ما بين عملها وبيتها، وأنا سيدة منزل من الطراز الأصيل، زوجة محبة وأم حكيمة، ومن الرائع أن تجمع السيدة عدة عناصر وصفات في شخصية واحدة، القسوة واللين، الجد والمرح،الاحتواء،الحنان، العطاء والتضحية، تقديس الحياة الزوجية والترابط الأسري، هذه أنا. وأما كوني مثقفة فأنا حقاً أطمح أن أكون واستمر، وهذا أمر لا يقف لدى الشارة الحمراء، بل علينا أن نثقف أنفسنا طالما نحن على قيد النبض.
مواهبها وألوانها المفضلة: بالإضافة إلى الكتابة، أحب الرسم، أعشق الموسيقى، كما إنني أتقن الفنون المختلفة، وأرغب أن أجعل التأمل موهبة، فأنا أتقن فنون التأمل والصمت وقضاء الوقت في العزلة، أعتبرها موهبة ملهمة.
لونها المفضل هو الأسود،لأنه يطلق العنان لخيالنا بتصور وتخيل باقي الألوان ونبصرها من خلال العمق الخيالي لهذه العتمة دون حدود، من خلال الأسود المظلم نبصر كل ما نريد دون قيود ونصنع الألوان بأنفسنا دون تطفل أي لون يحدّ من قدرة بصرنا. ولو أردت اختيار لون إضافي للأسود لاخترت الأزرق بجميع درجاته فهو لون مريح وملهم.
طموحاتها المستقبلية: طموحاتي المستقبلية والتي أجتهد لتحقيقها هي إصدار المزيد من الكتب الهادفة التي تحمل رسالة للمجتمع وتخوض بكل ما يغذي عقولنا وقلوبنا ويحرك مشاعرنا ويجعلنا نبحر بين السطور، كما أنني أحلم بتأسيس مشروع غني بهدف تنمية القراءة والكتابة في مجتمعنا، وزرع عشق اللغة العربية في قلوب أطفالنا ليكبروا على تقدير وتقديس اللغة كما يجب. هذا بالإضافة إلى ما ذكرته سابقاً حول روايتي “جريمة حرف” وحول الفيلم الفلسطيني الذي أتكتم عنه في الوقت الحالي. الطموحات حدودها السماء ولا يمكننا التحدث كثيراً عنها حتى تحقيقها.
وفي الختام وجهت الكاتبة والأديبة ياسمين عامر كلمة للقراء عامة قائلةً: أكن لهم كل احترام ومحبة، القراءة غذاء الروح والعقل، متعة مرهفة تتغلغل داخلنا وتأخذنا نحو البعيد القريب، تجعلنا أقوياء وتلهمنا الصبر وتملؤنا بالحكمة، تبني أمامنا أوسع الآفاق وتجعلنا نسافر عبر السطور. القراءة ليست مجرد قراءة فحسب، بل الغوص في عمق الحروف والانسياب مع عذوبة الكلمات.
وتذكروا أن بداخل كل إنسان منا صرخة لم تُصرخ بعد، صرخة صامتة لا تقوى على مفارقتنا، تتعدد أسبابها وفقاً للإنسان وميوله ورؤيته والرغبة المكبوتة داخله. إن كانت هذه الصرخة تسلك درب اليقين والإيمان، فهي صرخة لا بد أن تتعدّى حدود الكتمان.
أسعدني جداً تلبية الدعوة، شكرا جميلاً جزيلاً لكم، شرف كبير لي هذه الاستضافة الجميلة حيث البهاء والعراقة، أنتم منبر الأدب الراقي، ودمتم قيمة وقامة عالية.
حوار أجراه: خالد ديريك