الطرق الفاعلة للاستفادة من الكتاب
تاريخ النشر: 13/09/18 | 6:04اتّصل بي هذا الشهر عبر الخاص، وقدّم التهنئة بعيد الأضحى، وبعدما بادلته التحية قال: “أريد منك خدمة أو نصيحة. أنا أحب مطالعة الكتب ولكن أحس أن قراءتي عديمة الفائدة لأنّي بعد مدة أمرّ على نفس الكتب وأحسّ كأنّي لم أمرّ عليها بتاتا لذلك أطلب منك بعض النصائح والتوجيهات والطرق لقراءة كتاب لتستفيد منه كثيرا مع شكري لك على تجشمك في أخذ قسط من وقتك للرد والإجابة.
أجبته: أنا الآن أحدّثك عبر حاسوب ابني، وفي انتظار إصلاح حاسوبي سأجيبك بما فتح الله على عبده. وفي انتظار ذلك، حاول أن تعدّ إجابة للأسئلة التالية: ما ذا تريد من الكتاب؟ لماذا تقرأ الكتاب؟ ماهي الكتب التي تتفاعل معها؟ ما هي الصعوبات التي تواجهك وأنت تقرأ الكتاب؟ ما شكل الراحة التي تجدها في الكتاب؟. لك متّسع من الوقت للإجابة، وسأجيبك ابتداء من يوم السبت أو الأحد لأنّ الأمر متعلّق بإصلاح حاسوبي. وأرجو من فضلك أن تذكّرني من جديد إذا غبت عنك. ليلة سعيد.
أعدت الاتّصال به خلال ذلك الأسبوع، قائلا: السّلام عليكم. مازلت أنتظر اتّصالك.
أجاب: أنا أريد قراءة الكتاب وأستفيد منه، مع العلم أني أقرأ مرات وأحسّ أن قراءتي تذهب هباء منثورا لذلك طلبت منك تقديم بعض النصائح والمساعدات، لأنّي على دراية أن لك طريقة مميّزة في التعامل مع الكتاب، ثمّ أضاف: أقرأ بطريقة سريعة، وأقرأ كتب التاريخ خصوصا مع بعض الكتب الثقافية والسياسية، ولكن بعد مرور مدّة أحسّ كأنّي لم أطّلع فأجد نفسي مضطرا لإعادة قراءة الكتاب مرة ثانية.
ذكرت جملة من الطرق في كيفية التعامل مع الكتاب والاستفادة منه، وقلت: لتثبيت القراءة والاستفادة منها، يستلزم الخطوات التالية:
1. من مساوئ القراءة السّريعة، عدم رسوخ المعلومة.
2. ضرورة حمل القلم مع كلّ كتاب أو مقال.
3. كتابة ما يراه القارىء مهما على هامش الكتاب.
4. تمييز بين ما ينقله القارىء عن الكاتب، وما يذكره القارىء كملاحظة، حتّى يتمّ التمييز بين قول الكاتب وملاحظة القارىء.
5. كتابة ما توصّل إليه القارىء عبر صفحته، أو مقال، أو عرضه على الزملاء، ومن خلال الردود يتمّ التقويم والتصحيح.
6. حين تكثر من القراءة، ضع لنفسك ملفا حسب المؤلفين أو حسب المواضيع لتعود إليها حين تحتاجها، فتصبح لديك مكتبة خاصّة بك تساعدك في التثبيت، والنفي، والمقارنة، ومساعدة الزملاء، ومن يطلبها منك.
7. إذا كنت من أصحاب الرأي وممن يثقون في رأيهم، قدّم رأيك حول الكتاب والكاتب في حينه، وبعدها إذا أضفت قراءة أخرى يمكنك حينها أن تضيف أو تنفي طبقا لرأيك السّابق حول الكتاب والكاتب.
8. من حين لآخر راجع الكتاب الذي قرأته لتزداد ثباتا ويقينا.
9. حين تُسأل عن كاتب أو كتاب، قل لا أعلم إذا لم تكن قد قرأت له، واستغلّها فرصة لقراءة ذلك الكتاب و الكاتب.
10. استغلّ جلوسك والطابور للقراءة وتسجيل ملاحظاتك في الكتاب.
11. إذا قرأت الكتاب ولم يكن لديك قلم لتسجيل ملاحظاتك، استمر في القراءة ثمّ أعد المقطع الذي قرأته وبين يديك قلم للتدوين فإنّ ذلك مما يثبّت المعلومة ويغرس الثّقة.
12. كتب التاريخ – مثلا – فيها مدارس متضاربة وقناعات مختلفة، اختر لنفسك في البداية كتبا ذات اتّجاه معيّن يناسب قناعاتك ومستواك، فإذا ما تمكّنت عبر الخطوات أعلاه، اختر لنفسك كتبا مضادّة لأفكارك، فبالتضاد تظهر الصورة جليا.
13. إذا قرأت مجموعة من الكتب في وقت واحد، احرص على أن يكون لكلّ كتاب قلم خاص به، لأنّ البحث عن القلم وأنت تقرأ يشوّش ويبعد التركيز، ثمّ إنّ القلم لا يساوي شيئا من حيث الثمن مقابل ما يقدّمه من فوائد جليلة، وقد قرأت هذا العام كتاب “أعظم 100 اكتشاف علمي، اكتشافات واختراعات غيّرت مجرى البشرية”، للأستاذ أكرم مؤمن، دار الهدى، عين مليلة، الجزائر، 2015، من 193 صفحة، ومما جاء فيه: القلم الجاف من الاختراعات التي غيّرت مجرى التاريخ والانسانية.
14. حين تعيد نقل ما دوّنته في الكتاب من ملاحظاتك الخاصّة وأقوال الكاتب اختر منها مايفيد، لأنّه ليس بالضرورة أن تنقل كلّ شيء خشية أن تفقد كلّ شيء، وحين تعود للكتاب أو كتاب آخر، فانقل حينها المعلومة الجديدة وقد تكون نافية للأولى أو مثبتة لها.
في الأخير، وبعد عرض طرق القراءة وكيفية الاستفادة منها ومن الكتاب، قال: شكرا لك على هذه النصائح والمعلومات والارشادات القيّمة. نسأل الله عزّوجل أن يوفّقنا لتعلّمها وتفهّمها حتىّ نستطيع الوصول إلى المستوى المطلوب. باراك الله فيك وأعانك الله في خدمة الحرف وأدان رقي حرفك.
معمر حبار