انتخاباتنا نريدها أعراسًا
تاريخ النشر: 16/09/18 | 9:48 عُرسٌ في الطّريق ؛ عرس جميل لا يُكلّف نقوطًا ، بل ترتفع فيه قيمة الانسان _ أي أنسان_ ولو الى حين ، وتصبح المرحبا تتلوّن بالبسمات ، وتضحي الأفراح تعِجُّ بوجود كبار القوم ، وتبيت الزيارات البيتيّة عاديّة وأكثر ، وتولد الوعود من جديد ، والكلّ يضحك بوجهك ويبشّ ويتمنّى رضاك.
أمّا عن ” الزفتة ” في معظم بلداتنا فحدّث ولا حَرَج ، وأمّا المشاريع الاخرى والتي نامت مدّة أربع سنوات وأكثر ، فتعود فجأة الى الحياة وبقوّة ؛ تعود لتظهر على مسرح حياتنا ، كيف لا والعمل الدؤوب والمصلحة العامّة ، عذرًا الخاصّة، أضحت بيت القصيد!
وفي الكفّة الأخرى تجتمع العائلات وخاصّة الكبيرة لتنتخب مرشّحها ، وقد تنقسم هذه العائلات ، وقد لا تصمد أمام شبح التفسُّخ فالامر يتعلّق بالمرشّح ، فقد ينجح في أن يلُمّ الشّمْل وقد لا ينجح ، وقد يتناطح ” عنزان” في ساحة العائلة الواحدة أو أكثر ، وعندها قد يحدث ” إن سمح الله ” انشقاق في العائلة الواحدة.
وقد حدث مثل هذا في بلدتنا وفي معظم البلدات والمدن العربيّة ، فالرباط المتين الذي ربط العائليّة آخذ بالوهن بعض الشيء ، فقد ثارت عليه الاخلاقيات الجديدة والتي تنادي بالتغيير والتبديل وانتخاب الافضل واشراك المرأة في القيادة ( كما حدث في عبلّيننا الجميل ) كلّ ذلك بعيدًا عن الحمائلية والعائلية والعقيدة.
نعم عرس جميل ، رغم الغبار والركود ، فالأمل معقود ويبقى معقودًا على نتائج ايجابيّة ، تفاؤليّة قد تأخذ بلداتنا ومدننا الى مسارات أخرى ومشاوير جديدة فيها من التطوّر والحضارة قسط ، وللادب والفن والموسيقى قسط آخر ، فقد مللنا الروتين ، وأتعبنا غبار الشوارع والايام ، وبتنا نتمنّى هذا التغيير الذي ينقلنا نقلةً نوعيّة فيها تتكاتف الجهود من اجل المصلحة العامة ّ؛ والعامّة فقط.
ومع كلّ هذا فكما قال جدّي قبل عشرات السّنين : ” الانتخابات يوم وعبلّين دوم ( وبمقدورك أن تحذف عبلّين لتضع اسم بلدتك)… حقيقة السِّلم المجتمعيّ مطلوب ، وطول الاناة مطلوب ايضًا ، وعدم التجريح الشخصيّ مطلوب وأكثر ، فاللعبة رياضيّة والتنافس حضاريّ والفائز سيبقى ابنًا لنا ندعمه حتى ولو نكن من مؤيديه … أقولها للعبالنة ولأهل الناصرة وولكل بلدة في الجليل والمثلث والنقب .
نعم كنتُ اتمنّى فعلا ان تكون انتخاباتنا للسلطة المحليّة عرسًا ديموقراطيّا وفرحًا وقبولًا للآخَر ولرأيه ، والأهم قبولًا للنتائج مهما كانت وكيفما جاءت ، فلقد ” شبعنا” عنفًا ، وحان الوقت من خلال هذه اللعبة الرياضية والتنافس الشريف ان نقول بالفم الملآن : ” نحن وحدة واحدة، ولُحمة واحدة ، ونسيج واحد ، نعزف معزوفة المحبة على وتر المصلحة العامّة.
صلاتي وأمنياتي أن نتجاوز هذه المرحلة والسِّلم وهدأة البال يُلفّعان بلداتنا ويزنّرانها بالوئام ، آملين ان تفرز هذه الانتخابات أناسًا يستحقّون الريادة والقيادة ودفع عجلة الحضارة في قرانا ومدننا نحو الامام.
زهير دعيم