نعم للزي المدرسي الموحد لطلاب مدارسنا
تاريخ النشر: 17/09/11 | 2:02أقولها قوية ومدوية: نعم لزي الملابس الموحد في مدارسنا العربية..ونحن أحوج ما نكون من غيرنا الى لباس الطلاب الموحد ولأسباب عدة منها المادية ومنها ما له علاقة بالقيم كالمساواة والبساطة وعدم التبرج فأوضاعنا الاقتصادية المتردية وليدة غبن وظلم بارزين وعلى مدار ستة عقود ونيف أدت إلى أكثر من خمسين بالمئة من أطفالنا من هم دون خط الفقر ، أي تحت الخط الأحمر هذا الخط الذي يرمز إلى الشح في كل شيء: في الموارد ، في التغذية ، في المسكن ، في التعلم ، في الرفاه ، والملبس جزء من هذا الشح فالذي يرتديه ابن أي “تايكون” أو ابن موظف أو مدير مؤسسة يتقاضى عشرات آلاف الشواقل شهريا لا يحلم الطالب العربي ارتداءه لا في الأحلام الحقيقية ولا حتى في أحلام اليقظة .
ومن تجربتي وزملائي في طاقم الهيئة التدريسية وخلال عملي كمدير مدرسة ثانية إقليمية وعلى مدار عقدين كاملين من القرن الماضي والتعاون المثمر ما بين المعهد وأولياء أمور الطلاب تعمقت لدي قناعة تامة ومطلقة مفادها أن اللباس الموحد في المدرسة هو حالة إنسانية ، أخلاقية ، اجتماعية من الدرجة الأولى تذوب بها ومعها الفوارق الاجتماعية والطبقية ، يتساوى فيها الجميع ، من عنده ومن ليس عنده ، يكون الطلاب (طبعا ونعني الطالبات كذلك) فيها كأسنان المشط ، متساوون ، مع اختلاف طبقاتهم الاجتماعية…ومن خلال عملنا بنظام الزي الموحد نكون بذلك قد أسدينا خدمة جليلة للآباء والأمهات الذين يقفون أحيانا عاجزين أمام طلبات أبنائهم وبناتهم وفي ظلال الموضات وجنونها والتي تطالعنا بين الفينة والأخرى بصرعات جديدة… والالتزام بنظام الزي أو اللباس الموحد معناه الانضباط واحترام التعليمات والأنظمة المدرسية والتقيد بها وهذه عوامل أساسية ومصيرية في حياة الطالب/ة المستقبلية وهي كفيلة بالنجاح في أي عمل مستقبلي في أي عمل ومهما كان .
وفي غياب نظام الزي الموحد وانتهاج مبدأ قوس قزح ، نرى العجب العجاب من أزياء ومن شتى بيوت الأزياء وتبدو معها الفوارق الاجتماعية بين الطالبات والطلاب في أبشع صورها مخلفة وراءها أحقادا ، وقد تقود هذه الأحقاد إلى العنف ، الكلامي والجسدي أحيانا ، نحن في غنى عنه ، وهي في واد ورسالة التعليم المقدسة في واد آخر… وأصحاب هذه المدرسة وأنا أسميهم معارضو الزي الموحد ، يقولون إن إلزام الطلاب ارتداء الملابس الموحدة معناه التدخل في حياة الطالب/ة ، تدخل في الأمور الشخصية وهذا مس صارخ بحرية وكرامة الطالب/ة ، ورواد هذه المدرسة “قوس قزح” يلتقون وأصحاب المدرسة الحرة على صعيد واحد ، والمدرسة الحرة هذه قد نشأت في بلادنا منذ زمن ليس بالبعيد جدا تنادي بالحرية المطلقة للطالب ، حرية اختيار المدرس اختيار الموضوع الدراسي وطبعا اختيار الملابس التي يرتأيها.
وأنا لا أدعي أنني قمت وزملائي أعضاء الهيئة التدريسية بعمل فذ وخارق فالذي قمنا به قامت به عشرات المدارس ونخص بالذكر الأهلية منها أملته علينا ضمائرنا ، انتماؤنا إلى مجتمعنا وتفهمنا لأوضاعه وظروفه المادية المتدنية وانعكاس ذلك على أوضاعنا الاجتماعية والتربوية ، والمدرسة جزء لا يتجزأ منها ، ولنغض النظر ولو لبرهة عن الفوارق الاجتماعية والمادية ولننظر إلى طابور الصباح الطلابي في ساحة المدرسة استعدادا للتمارين الرياضية الصباحية والاستماع إلى كلمة الصباح ، تراهم وهم في زيهم الموحد في تناسق وانسجام ونظام يثير التقدير والاحترام وكأنهم أشبه بسرب من طيور النورس أو البجع ، منظر فيه كل ما هو جميل ومبهج ومسر للنفس وممتع فيه مسحة من القدسية تذكرنا جميعا خاصة أولئك الذين أدوا مناسك الحج أو العمرة بلباس الإحرام الأبيض في رحاب المسجد الحرام والكعبة المشرفة وليس صدفة أختير هذا الزي المتواضع البسيط ولكنه جميل بلونه الأبيض ، ففيه تتجلى أسمى آيات المساواة ما بين أسمر وأبيض ، ما بين عربي وعجمي جميعهم متساوون كأسنان المشط ، لا فرق بين غني وفقير ولنا في منسكنا هذا قدوة حسنة….
والمثلج للنفس والمسر للعين أن من خلفونا في المعهد الذي عملنا به سوية ، ساروا على نفس المنهج ، حافظوا عليه وطوروه وأبقى على المعهد ميزته التي امتاز بها وتميز .
وخلاصة القول: آمنت وبقناعة تامة بانتهاج الزي الموحد ، كما آمن بذلك زملاء كثيرون غيري ، ولا زلت أرى فيه المسلك القويم والسليم لمدارسنا العربية… لأقول نعم وألف نعم للزي الموحد ، شريطة أن تبقى عليه المدرسة ولا تغيره كما يحدث مع الكتب المدرسية التي يشكل تغيرها كل سنة عبئا ثقيلا على كاهل أولياء أمور طلابنا. وكل عام ومدارسنا بطلابها ومعلميها والعاملين فيها بألف خير وعافية وأمان وسلامة .
نعم صدقت ابا اياد بكل كلمه وكل حرف نحن نعجز عن تعداد الحسنات للزي الموحد لما لذلك من مردود ايجابي على الكثيرين كان يكونوا جميع الاطفال متساويين باللباس وان تتميز كل مدرسه بلون زيها المخصص لها والذي يميزها عن باقي المدارس فما اجمل منظر الاطفال كل صباح كل في زي مدرسته فرق وزرافات
كل الاحترام. استاذ حسني وتحيه لابو مسلمه
الف تحيه وبارك الله بك سيدي الفاضل على ما اعطيت وما زلت تعطي وما دعوتي الا ان يطيل الله عمرك لتطعي وتنصح الاجيال الشابه وتنير لهم دروب الخير
أنت، يا أبا إياد، لا تعيش في “برج عاجيّ”، بل تكتب
عن قضايا موجودة في واقعنا المعيش، وأسلوبك
واضح متسلسل بعيد عن الزخرف المتكلّف!
بوركتَ على عطائك المميّز.