يوم ثقافي أدبي لدواة على السور
تاريخ النشر: 01/04/14 | 8:20في يوم ثقافي مميز.. جاء احتفاء دواة على السور (الملتقى الأدبي الشبابي في القدس) بعامه الثالث تحت عنوان (جوري القدس الآتي) يوم الجمعة الموافق 28.3.2014. هذا اللقاء بمبادرة وتنظيم دواة على السور بالتعاون مع ندوة اليوم السابع – المسرح الوطني الفلسطيني، مؤسستي دار الطفل (دار اسعاف النشاشيبي، ومتحف دار الطفل)، وعدد من كتاب الداخل الفلسطيني.
دعت الدواة عددًا من أدباء الداخل الفلسطيني للقاء ثقافي أدبي بأدباء مقدسيين وللتعرف على عدد من المراكز والمؤسسات الثقافية في القدس. جاء اللقاء في دار اسعاف النشاشيبي إذ حضر من شمال فلسطين الشاعر نزيه حسون، الناقد د.بطرس دلة، الفنان والكاتب عفيف شليوط، الشاعرة ناريمان كروم، الشاعرة أمل عياشة، الشاعر جورج فرح، الكاتبة الناشئة مروة أيوب، الناشطتين عدالة جرادات وزينة فاهوم. واستقبلهم من القدس من ندوة اليوم السابع ودواة على السّور، الأدباء جميل السلحوت، ابراهيم جوهر، ديما السمان، نسب أديب حسين، مروة خالد السيوري، جمعة السمان، حسين ياسين، رفعت زيتون، عيسى القواسمي، براءة يوسف، خليل أبو خديجة، خالد قرش، عبدالله قضماني، ومدير دار اسعاف النشاشيبي م.خالد خطيب، ثم انضم الفنانان أحمد أبو سلعوم والفنان حسام أبو عيشة. وحضر من رام الله الشاعر د.إيهاب بسيسو، ومن تلفزيون فلسطين (برنامج صباح الخير يا قدس) الاذاعية مي أبو عصب والمنتج نادر بيبرس.
ابتدأ اللقاء بالتعارف والتعريف بالنشاطات الثقافية المجتمعة ليتحدث الكاتب جميل السلحوت عن ندوة اليوم السابع، ود.بطرس دلة عن اتحاد الكتاب الفلسطينيين في الداخل، والكاتبة مروة السيوري عن دواة على السور، ليدور حوار في المجموعة عن الوضع الثقافي في القدس وما تتعرض له من عمليات تهويد والوضع الثقافي في الداخل الفلسطيني. ثم تجول الحضور في دار اسعاف النشاشيبي ليُحدثهم مدير المركز م.خالد خطيب، عن فعاليات المركز وعن مؤسسات عن دار الطفل وعن الكاتب المرحوم محمد اسعاف النشاشيبي. وفي جلسة حوارية أخرى تحدث د.ايهاب بسيسو عن الوضع الثقافي في رام الله، وأشار الكُتّاب الى أهمية هذا اللقاء في زيادة التواصل الأدبي الفلسطيني والاهتمام بدور جميع المثقفين والأدباء الفلسطينيين بالوضع الثقافي المقدسي، فأشارت الكاتبة نسب الى أنّ الدواة سعت لتنظيم هذا اليوم ليتعرف الأدباء الضيوف من الداخل الفلسطيني على الجو الثقافي في القدس، فيزوروا بعض المراكز الثقافية في المدينة ويتعرفوا على أدباء القدس، ثم يحضروا عرضًا أدبيا فنيا في المسرح الوطني الفلسطيني الذي هو بيت لكل مبدع في القدس. بعد تناول الغداء انتقل الأدباء نحو الساعة الثالثة والربع الى متحف دار الطفل ليقوموا بجولة هناك ويتعرفوا على أعمال المؤسسة. ومن هناك توجه الجميع نحو المسرح الوطني الفلسطيني حيث عُرض في مدخله معرض كتاب مُصغر لدار الجندي للنشر والتوزيع ليبدأ الاحتفال الأدبي الفني (جوري القدس الآتي) في الساعة الخامسة.
افتتحت الاحتفال الكاتبة نسب أديب حسين بكلمة للملتقى مرحبة بالحضور معلنة عن فرحها وأعضاء الدواة ببلوغ الملتقى عامه الثالث، مشيرة الى مسيرة الملتقى وأعماله في الأعوام الثلاثة الماضية، مؤكدة على أهمية القدس الثقافية والأدبية بعيدًا عن الشعارات التي تُطلق من بعيد دون حضور أو دعم للنشاط الثقافي في المدينة، فالقدس صامدة ثقافيا بعيدًا عن كل بريق الشعارات، آملة أن تستمر الدواة بعملها ونشاطها الأدبي في القدس وخارجها.
الكاتب جميل السلحوت في كلمته عن ندوة اليوم السابع رحب بالحضور، وأشار الى سعادته بعمل دواة على السور وأمنيته باستمرار نشاطها هي والحركات الثقافية الشبابية الأخرى في المدينة، هذا وتقدم الناقد د.بطرس دلة بكلمة عن اتحاد الكُتاب الفلسطينيين في الداخل.
جاءت فقرة الفنانة ريم تلحمي الفنية لتلهب المسرح بجمال أدائها وصوتها، متقدمة بأغانٍ من ألبومها “يحملني الليل”. وارتفع صوت التصفيق والحماس لدى الجمهور مع قصيدة “ليبقى الصوت في أرضي فلسطيني” للشاعر نزيه حسون، ليتقدم الشاعر خليل أبو خديجة بقصيدة عن الأرض، وتشارك الشاعرة ناريمان كروم ابنة قرية الرامة بقصيدتين. ليتقدم الفنان والكاتب عفيف شليوط بمقطع مسرحي، لتأتي مشاركة الكاتبة مروة السيوري بنصٍ لها، ثم دعت الكاتبة نسب الفنان الكبير أحمد أبو سلعوم لتسلمه درعًا تقديريًا من الدواة على عطائه ومشاركته الدواة بفقرات فنية في عشر من أمسياتها متبرعًا، وقدم أبو سلعوم مقطعًا مسرحيًا من مسرحية (الشقيق). واستمرت القراءات الأدبية مع الشاعر بكر زواهرة وصاحبة القلم الناشئ براءة يوسف، والشاعر النبطي لؤي زعيتر. كانت آخر فقرات الأمسية عرض دبكة لفرقة العودة الفلسطينية. وختمت الكاتبة مروة السيوري بإشارة الى جندي الدواة المجهول السيد خالد قرش والذي انضم الى الدواة منذ لقائها الأول والتزم بها وبمساعدتها رغم أنّه ليس كاتبًا فلم يعتلي المنصة في أي من ندواتها، لتدعوه الى استلام درع تقديري من الدواة على مساهمته ومساعدته بأنشطتها. تولى عرافة الحفل كل من الكاتبتين نسب أديب حسين ومروة خالد السيوري والشاعر خليل أبو خديجة.
هذا ويجدر الذكر أنّ مع هذا الاحتفال وزعت الدواة على الحضور إصدارها الأول وهو عبارة عن نشرة تقع في 22 صفحة تشمل افتتاحية ملخصة عن أعمال الدواة وأهدفها، مقتطفات من الأمسيات التي أثّرت في مسيرة الدواة، وكتاباتٌ لأعضاء الدواة.
كما ورافق الأمسية معرض كتاب مصغر لدار الجندي للنشر والتوزيع.
جاء هذا الحفل واليوم الثقافي بدعم من رجل الأعمال المقدسي علي شقيرات، وحضر الاحتفال في المسرح أكثر من مئة وعشرين شخصًا بينهم فنانين وأدباء ومثقفين انضموا لاحقا لهذا اليوم الثقافي.
وكان الكاتب ابراهيم جوهر قد أعلن ودعا على صفحة التواصل الاجتماعي لحضور العرض الأدبي قبل أيام قائلا:
( لماذا اختارت صديقتنا (نسب أديب حسين) هذا العنوان (جوري القدس الآتي)!!!!
الجوري ذو اللون الجميل، والشذى العميق، والأشواك الجارحة….
هي الكلمة حين تغمس بماء الروح… البقاء للجمال والأصالة، فبهما تحيى القلوب وتكون الحياة التي نتمنى)
وقال عن الاحتفال بعد انتهائه : (ثلاث وردات على السور والدواة – اليوم حضرت روح الشباب وهموم الثقافة في دار إسعاف النشاشيبي ومتحف دار الطفل والمسرح الوطني الفلسطيني – الحكواتي.
هي روح الكلمة – الحلم التي يحملها الشباب بهمّة وتفاؤل).
فيما قال الشاعر رفعت زيتون عن هذا اللقاء ” لقاء الشتات الفلسطيني بكل اطيافه في القدس عاصمة الثقافة العربية”.
وكتب الشاعر نزيه حسون: “عقد اللقاء في جوري القدس بمثابة عناق ثقافي راقٍ ومتوهج بين القدس والجليل، هذا العناق الثقافي الذي يجب أن نوطده ونرعاه، وأنا اشكر الدواة والأخت نسب القاسم حسين على هذه المبادرة الرائعة وأتمنى الاستمرار في خدمة المشهد الثقافي الفلسطيني”.
أما الشاعرة ناريمان كروم فكتبت: “تفاجئنا الدواة بكرمها الأدبي وثرائها الأخلاقي في كل نشاط وأمسية أدبية وفنية له، وهذا ما وُثق في أمسية “جوري القدس الآتي”، التي استضافت أدباء وشعراء وفنانين من الجليل والقدس. أسعدني اللقاء والاحتفاء بمرور ثلاث سنوات على تأسيس الدواة في احتفال كبير وغني بالثقافة”.
وكتب الكاتب جميل السلحوت:”يوم ثقافي بامتياز لدواة على السّور احتفال التجمع الثقافي الشبابي “دواة على السور” بالذكرى الثالثة لميلاد الدّواة، جاء برهانا جديدا على الفكر الشّبابي الخلاق، وعلى اهتمام زهراتنا وزهورنا بالثقافة الشبابية، بمبادرات شبابية رائدة…فأن يلتقي عشرات الكتاب والشعراء والمثقفين من الداخل الفلسطيني ومن القدس، على موائد ثقافية في دار اسعاف النشاشيبي والمسرح الوطني الفلسطيني في القدس العاصمة الدائمة للثقافة العربية، وعاصمة دولة فلسطين العتيدة، يحمل رسائل ثقافية حضارية تتعدى حدود القدس وحدود الوطن…وأن يشدو الشباب بابداعاتهم في عروس المدائن على مدار ساعات يوم كامل، فهذا ترسيخ لقدرات شبابنا على المبادرة والابداع…واذا كان شهر آذار هو شهر الثقافة الفلسطينية، فقد تجلى بأبهى صوره في مبادرة شباب جبل المكبر غير المسبوقة عالميا في سلسلة القراء التي أحاطت بسور القدس التاريخي يوم 16- آذار 2014. وقد لا تعلم الشابتان القائمتان على “دواة على السور”-بحكم العمر- أن الاحتلال قد أصدر قراره بعزل القدس عن محيطها الفلسطيني وامتدادها العربي في 28-3-1993، فهل جاءت انطلاقة “دواة على السور” عفوية بهذا التاريخ لتحمل رسائل ثقافية بأن القدس عربية اليد واللسان؟ فتحية الى الشابتين المبدعتين نسب أديب حسين ومروة خالد السيوري اللتين أبدعتا لنا هذا الجسم الثقافي الرائد…وتحية أخرى لهما على الجهد الفردي الذي بذلتاه لانجاح الاحتفال بالذكرى الثالثة لانطلاقة الدواة…وتحية كبرى الى كل من شارك في فعاليات الاحتفال خصوصا الشباب منهم”.
كلمة الكاتبة نسب أديب حسين في احتفال (جوري القدس الآتي):
مساؤكم عطر ولوز وياسمين..
يسعدني بداية أن أرحب بضيوفنا من الأدباء الحاضرين من شمال فلسطين وأواسطها الذين شرفونا بمشاركتهم إيانا بيوم ثقافي في القدس، كما وأرحب بالأدباء والفنانين المقدسيين، وكل من أتى مشجعًا داعمًا وفرحًا بمشاركة الدواة عيدها الثالث، بكم يصبح العيد عيدًا.
أقف على خشبة هذا المسرح العظيم أنظر إليكم وأتساءل أهو حلم الحلم..؟ أم عبثيته في رؤياه؟
هو جنون الفكر في تمرده على ظلامٍ يأسر أمنيات المدينة.. لتدرك أنّ الحلم الوليد ما عاد مستحيلا.. حين تنفس الهواء في الثامن والعشرين من آذار 2011 فامتدت الأيدي تحضنه.. وهمست الصدور سيحيى، لن يبق وحيدًا.. ابتسم وراح يكبر يومًا فيومًا وعلى الحلم الطفل ألقينا اسم الدواة..
الدواة التي جمعت حبرنا ودروبنا وقلوبنا لنصير عائلة واحدة، والدواة التي مهما باعدت تعود بنا لنستند الى سور القدس نبحث عن أمل وإلهام.. والدواة التي تدفعنا للمضي قُدمًا في جنون الحلم كأن نحتفي بعيدها الثالث بحضور كهذا الحضور، وتبقى جوريتنا وجوري الأمل والقدس الآتي..
هذا المسرح بيتُ كل كاتب وفنان ومثقف في القدس كان قد جمعنا أنا ومعظم الأصدقاء في الدواة في رحاب ندوة اليوم السابع، ووُلد اللقاء الأول للدواة في سبيل التخصص والتباحث بشأن الأدب الشبابي في القدس.
سعينا وحلمنا بزيادة الدور الأدبي للقلم الشاب في القدس، وتشكلت النواة من أقلام مقدسية متميزة، سرنا هناك من انضم الى الدرب وهناك من باعد عنه.. وبقي المسار يتجدد لنمدّ أيدينا للناشئة ويحظى العشرات منهم بالمشاركة في منصة الدواة. سعينا بأساليب مختلفة عقد أمسياتنا لتحقيق أهدفنا وأهمها جذب الجمهور الى عالم الأدب، وتنقلنا بندواتنا بين مناطق ومراكز متعددة في القدس للتعرف على شريحة أوسع من أبناء المدينة.
منذ انطلاقة الدواة أدركنا أهمية التواصل الأدبي الفلسطيني وجسر المسافات بين الأدباء وأبناء شعبنا في المناطق المختلفة، فتنقلت الدواة لتعقد ندوات في مناطق متعددة من الوطن، هذا واستضافت الدواة أدباءَ شبابا من الجليل في القدس، واليوم سعيا من الدواة على تأكيد التواصل الفلسطيني وترسيخ أهمية القدس كمركز ثقافي نستضيف أدباء من الجليل والمثلث، في سبيل الاطلاع على الوضع الثقافي المقدسي عن قرب. وذلك من خلال لقائهم بأدباء مقدسيين وزيارة بعض المراكز الثقافية في القدس.
وأقول هنا لضيوفنا الأعزاء ولأبناء مدينتنا دعوناكم اليوم لهذا الفعل الثقافي في سبيل الارتقاء بالعمل الأدبي والثقافي في القدس، ولمنح جمهورنا الأفضل، بعيدًا عن الشعارات البراقة الملمعة التي تُلقى على كاحل المدينة، والتي تأتينا من بعيد، وكثيرًا ما يغيب المنادون بها عن تلبية نداء المدينة حين تستصرخهم وتسألهم المجيء.
ما زلنا في الدواة يجمعنا حب القلم والوطن، أكثر ما يهمنا هو قيمة عطائنا ونتاجنا الأدبي الثقافي للقدس خاصة ولفلسطين عامة.. التزمنا بأهداف وضعناها لأنفسنا منذ انطلاقتنا، وما زلنا نعمل على تحقيقها رغم كل شيء.. لأننا نؤمن أننا مهما قدمنا لعيون القدس فنحن مقصرون.
الى هنا وبعد مسيرة ثلاث سنوات وعقد اليوم امسيتنا الثانية والثلاثين، فمن واجبي أن أشكر كافة المراكز والجهات التي تعاونت معنا خلال مسيرتنا وتبرعت أو لم تتبرع بقاعاتها في القدس وخارجها، أشكر جميع الأدباء الذين حضروا أمسياتنا في القدس وخارجها وأخص بالذكر أدباء اليوم السابع، كما وأشكر الفنانين الذين شاركونا في أمسياتنا تبرعًا ودعما لمسيرتنا، أشكر رجل الأعمال علي شقيرات والذي كان المتبرع الوحيد الذي وافق على أن يدعم أمسيتنا اليوم وعرض “هي قدسنا”. وأشكر كل من تعاون لإنجاح هذا اليوم.
في الختام الجوري يبعث شذاه بحضوركم.. يحلق مع تقلبات صفحات اصدارنا الأول..
والجوري صعب المنال، لتحظى به لا مفر من أن تُدمى يداك..
والجوري هنا للقدس.. لما يأتيها من أيام..
دمتم ودامت القدس.