لقاء مع الفنانة المشهورة فريال خشيبون
تاريخ النشر: 01/04/14 | 8:28اجرى اللقاء: حاتم جوعية
مُقدِّمَة ٌ وتعريف: الفنانة ُالمعروفة ُ والمُخضرمة ” فريال خازن – خشيبون “، وُلِدَت في مدينة ” حيفا ” عام 1954، مُتزوِّجَة ٌ من الأستاذ حبيب خشيبون (مدير سابق لمدرسة الأخوّة في حيفا ومتقاعد حاليًّا)، حيث التقيا كممثلَين في المسرح الناهض في حيفا. لهما بنتان وولد، وهم : (سلمى، ميساء وحسام). إبنتُها سلمى إشتهَرَت كمُمَثِّلةٍ، مُطربة، مُذيعةٍ، إعلاميَّةٍ وَعُضوةٍ في فرقةِ “سلمى” للفنون ِ الإستعراضيَّة وتسكنُ حاليًّا في نيويورك – أمريكا، حيثُ حصلت على شهادةِ الدكتوراه في موضوع علم النفس وتعمل في المجال، كما قدّمت برنامَجَ لقاءات إجتماعيَّة وفنيَّة مع شخصيَّاتٍ مغتربةٍ من الدول العربيَّةِ تعيشُ في أمريكا، أو ضيوف يأتونَ كزيارةٍ إلى أمريكا من الوسط ِ الفنِّي، والبرنامج إسمُهُ (من أمريكا). كما تشارك كمُطربة في احتفالات ومهرجانات فنيّة.
وأمَّا ” ميساء ” فحاصلة ٌعلى شهادةِ سكرتاريا، حسابات وإدارة مكتب، تعملُ حاليًّا كسكرتيرة ومُديرة مكتب في معهد سلمى للفنون الإستعراضيَّةِ الذي أفتتحَ مُؤَخَّرًا في حيفا. تشارك في الغناء في عروض الفرقة.
والابن الأصغر حُسام حاصلٌ على شهادةِ مهندس كهرباء ألكترونيكا من التخنيون- حيفا ويعمل في المجال، وهو عضو سابق في الفرقة حيث شارك لمدة 11 سنة في عروضها الفنيّة.
أما فريال (الأم) التي نجري معها هذا اللقاء فأنهت دراسَتها للمرحلةِ الإبتذائيَّة في مدرسة راهبات الكرمليت في حيفا، ودراسَتها الثانويَّة في الكليَّة الأرتوذكسيَّة في حيفا، ثمَّ تابَعت دراسَتهَا الجامعيَّة في موضوع الفنون التشكيليَّة واللغة الإنجليزيَّة وحاصلة ٌ على شهادة معلِّمة مُؤَهَّلة في الفنون. عملت 14 سنة في مدرسةِ الكرمل مُدَرِّسَة ً شاملة لطلابِ الابتدائيَّةِ. عملت في التلفزيون مقدِّمَة َ برامج مواهب للأطفال : (نجوم الغد) و (دروب الفن). وفي الإذاعةِ (راديو الفن) و (راديو 2000) حيثُ قدَّمَت برامجَ عديدة وَمُتنوِّعة وَمُمَيَّزة نالت إعجابَ الجميع، عملت
كمُصمّمة ومدرّبة في مجالِ الفنِّ الاستعراضي والدَّبكة، في عدَّةِ مدن وقرى عربيَّة مثل : دار المعلِّمين، بيت الكرمة ومدارس مختلفة في حيفا، إضافةً لمُؤّسَّسات ومراكز جماهيريَّة في مختلف أنحاءِ البلاد. هي أوَّلُ من أقامَ (عام 1979) فرقة ًعربيَّة ً فنيَّة للرَّقص الاستعراضي الشَّعبي الشرقي التعبيري والفولكلوري لعرب الداخل. وقد حقَّقت شُهرة ً واسعة َ النطاق محليًّا وخارجَ البلاد… وقد أجرينا معها هذا اللقاء المطوَّل والشَّائق في معهدِها الذي أفتتحَ حديثا ً في مدينة حيفا.
سؤال) الفنانة ُ المعروفة ُ والمُخَضرَمة ُ ” فريال خشيبون ” أشهرُ من نار ٍ على علم ٍ… كيفَ تُقدِّمين نفسَكِ لِجماهير القُرَّاء، من هيَ فريال خشيبون ؟؟
– جواب- أنا إنسانة ٌ عاديَّة ٌ يجري الفنُّ في عُروقي منذ ولادَتِي، حياتي هي عائلتي وفنِّي، آمنتُ أنَّ للفنِّ رسالة هامة هامَّة في مُجتمعنا يمكنُ من خلالِها خدمة أبناءِ بلدي بالمُحافظةِ على تراثنا الأصيل وعلى التربيةِ الجسديَّة والأخلاقيَّة والنمُوِّ السَّليم لأطفالِنا. أحترمُ ذوقَ المُشاهدِ، وينعكسُ هذا الشَّيىءُ من خلالِ أعمالِنا الفنيَّة الإستعراضيَّة التي تُحاكي مُجتمعنا من جميع الجوانب.
سؤال) حَبَّذا لو تُحَدِّثيننا عن حَياتِكِ ونشاطاتِكِ الفنيَّةِ منذ البدايةِ إلى الآن ؟؟
– جواب- عمليًّا بدأ عملي كهاوية – من عمر 14 سنة – (سنة 1968) في المسرح ” الناهض المشهور آنذاك في حيفا الذي كانَ يُديرُهُ الفنَّانُ القدير أديب جهشان ومجموعة من الشباب… وهنالكَ عملتُ مع العديدِ من الفنانين الذينَ أصبَحوا اليومَ فنانينَ مشهورين في مجالاتٍ مُختلفة… كالمسرح السينما والتلفزيون حيث قدّمنا مسرحيات من الأدب المحلي والعالمي التي شوهدت من قِبَل عدد كبير من أهالي المنطقة والقضاء. لقد تعلّمت هناك دورات في التمثيل، تصميم الديكور والملابس على يد معلمين مهنيين مما أكسبني خبرة واسعة في المجال.
عملتُ في المسرح كهاوية لفترةِ 8 سنوات.. إلى ما بعدَ زواجي من الفنان “حبيب خشيبون” الذي كانَ زميلي في المسرح الناهض وإنجابي لابنتي البكر “سلمى” حيثُ وللأسف توقَّفَ المسرحُ عن العمل. مارستُ بعدَ ذلكَ مهنة َ التعليم في مدرسة ” الكرمل ” في حيفا لمدَّة 14 عاما خلالها قمتُ بالعديدِ من النشاطاتِ الفنيَّة للطلابِ في المدرسةِ واكتسبتُ من خلالِها خبرة ً كبيرة ً في تعليم وتصميم الرَّقص وإقامةِ الحفلات وتقديمها. وفي عام 1979 أسَّستُ فرقة َ ” سلمى ” للفنون ِالإستعراضيَّة، وعام 1989 سُجِّلت فرقة ” سلمى ” كجمعيَّة عثمانيَّة.. وفي نفس ِ السَّنةِ انتقلتُ للعيش ِفي كفر كنا، وفي سنة 1991 عملتُ في المجال ِالإعلامي، بالتلفزيون، فقدَّمتُ برنامجَ ” نجوم الغد “- من إنتاج “علي عبَّاسي ” وإخراج الفنان المرحوم ” فكتور قمر” لِمُدَّة خمس سنوات حيثُ استضفنا من خلالِهِ حوالي 500 طفل هاو ٍ وفنان أصبحَ العديدُ منهم الآن فنانين معروفين. وكما قدَّمتُ برامجَ إذاعيَّة مُختلفة في راديو الفن وفي راديو ألفين (2000) الذ كانَ الرَّاديو القانوني العربي الاوَّل في البلاد… وخلال عملي في فرقةِ ” سلمى ” قدَّمتُ العديدَ من العروض ِ الفنيَّةِ الخاصَّة التي جَمَعت ما بين الدَّبكة والفلكلور والرَّقص الشَّعبي والشِّرقي والإستعراض الحديث… وحاولتُ من خلالِها أن أعيدَ الإحترامَ لِمفهوم الرَّقص والإرتقاء إلى مستوىً يليقُ بجميع أفراد العائلة. واليوم وبالإضافةِ إلى إدارةِ فرقةِ ” سلمى ” وتصميم رقصاتها وتدريبها أعَلـِّمُ الرَّقصَ لأجيال صغيرةٍ في المعهد وفي مدرسة الكرمليت للحفاظِ على التراثِ أوَّلاً وعلى لياقةِ أجسام ِ أطفالنا وعلى احترام ِ العقل من خلال العقل السَّليم في الجسم السَّليم والمُعافى والتفكيرالمُحترم لِمفهوم الرَّقص والظهورعلى المسرح والمسؤوليَّة والإلتزام.
وفي سنة (2002) افتتحتُ معهد سلمى للفنون الإستعراضيَّة – في قرية كفر كنا،وهو أوَّلُ معهد عربي يُبنى وَيُقامُ خِصِّيصًا لتعليم الرَّقص العربي…الشرقي والغربي، وقد أغلقناهُ عام (2005) بسسب عدم إعطائهِ الدَّعم المادِّي الكافي الموعود بهِ للإستمرار في نشاطاتِهِ الفنيَّة.
سؤال) أنتِ مُديرة فرقة “سلمى” للفنون الإستعراضيَّةِ – كيفَ تأسَّسَت هذه الفرقة ُ ومن كانَ المُبادِرَ على تأسيسِهَا..ولماذا أقيمَت… وأهمُّ النشاطاتِ والإنجازات التي قامت بها هذه الفرقة ُ ؟؟
– جواب- فرقة “سلمى ” أسَّستُهَا عام 1979 وكنتُ قد درَّبتُ الرَّقصَ والفنون لِمُدَّةِ خمس سنوات من قبلِها في مدارس حيفا… وقمنا بعروض مدرسيَّة عديدة، وَعُرضَ عليَّ الإشتراك في مهرجان ” طمره ” الفنِّي آنذاك فوَحَّدتُ وجَمَّعتُ جميعَ الطلاَّبِ الموهوبين والمُمَيَّزين من مدارس مُختلفة تحت جناح فرقة واحدة وأسميتُها ” سلمى ” تيَمُّنا ُ باسم ِ ابنتي البكر ” سلمى “… وبعدَ أن نجحنا وحصلنا على الجائزةِ الأولى آنذاك وحصلنا على مبلغ (5000 ليرة) – زمن الليرة وقبل أن يظهر الشيكل – اشترينا بها جلاَّبيَّات لشباب للفرقةِ وقرَّرنا الإستمرار في العروض والتدريبات خارج نطاق المدارس.. ومنذ ذلك الوقت انتقلنا من مكان إلى مكان في تدريباتنا لعدم وجود بيت أو مركز للفرقة، وقد تدرَّبنا في بيوتنا وفي ساحاتِ البيوت… في مراكز ومدارس مختلفة في حيقا لمُدَّة 32 سنة تقريبا حتى افتتاح معهدنا الجديد.
ومن أهمِّ أعمال الفرقة : ” ألوان من الرَّقص ” – سنة 1981. و ” بقاء ” سنة 1989، و ” حوض النعناع ” – سنة 1996، و” النجار والحكيم ” وهي مسرحيَّة للأطفال – سنة 2000، وفي سنة 2003 قدَّمنا عمل ” على بالي “. وفي سنة 2005 ” عِشْ أنتَ “، و ” هذه ليلتي ” عام 2007. وفي سنة 2008 تمَّ إعادة حوض النعناع مع إجراء بعض التعديلات. وفي سنة 2010 قدَّمنا ” صَرخة ماريا ” – إخراج نورمان عيسى، ألحان ريمون حداد، شعر” بريخت ” وترجمة الشَّاعر الكبير سميح القاسم.
أنتتجنا مؤَخَّرًا (نهاية عام 2013) العمل الإستعراضي ” الدنيا غنوة ” الذي يُعيدُ الكلاسيكيَّات القديمة إلى أذهان جمهورنا الحبيب. وكما أننا نقومُ بالتحضير لعمل ٍ آخر سنقوم بتقديمهِ في نهاية عام 2014، وذلك لمرور 35 سنة على تأسيس قرقة سلمى.
سؤال) المهرجانات التي شاركت فيها هذه الفرقة – محليًّا وخارج البلاد ؟
– جواب – شاركنا في العديد من المهرجاناتِ المحليَّة والعالميَّة، مثل : مهرجان ” جرش ” الدولي – إشتركنا فيهِ مَرَّتين، ومهرجان ” المدينة ” في تونس، ومهرجان ” ديجون ” في فرنسا… ومهرجانات أخرى في دول بلجيكا وفرنسا وألمانيا… وغيرها.
سؤال) هل فرقة سلمى للفنون الإستعراضيَّة تأخذ دعمًا مادِّيًّا الآن مقابل نشاطاتها والعروض التي تقدِّمُها ؟؟
– جواب – اعتمَدَت الفرقة ُ والجمعيَّة ُعلى مدخول أعمالها الفنيَّة إضافة لقروض مادية لفترة طويلة من الزمن كي تستمرَّ وتواصل نشاطاتها. وكنتُ أعملُ طوالَ هذهِ المُدَّةِ وأدرِّبُ الفرقة (30 سنة) بدون مقابل مادِّي.
أما اليوم نتلقـّى الدعم المادِّي السنوي من وزارةِ الثقافةِ والرياضة – عن طريق دائرة الثقافة العربيَّة التي تدعمُ الجمعيَّات العربيَّة بإدارة : الآنسة لبنى زعبي التي تقوم بمجهوداتِها لدعم ِ الجمعيَّات رغم الميزانيَّات القليلة التي تساوي (2 بالمئة) من الدَّعم العام الذي تتلقاهُ الجمعيَّات والمُؤَسَّسات العبريَّة.
أوجه الشكر باسمي واسم الجمعية لدائرة الثقافة العربية وبلدية حيفا لدعمهما الكبير في المساهمة في تغطية جزء من التكاليف الباهظة للترميمات الجذريَّةٍ التي أجريناها في المبنى الذي استأجرناهُ لإقامة “معهد سلمى” في مدينة حيفا.
سؤال) برنامج ” نجوم الغد ” الذي كنتِ تقدِّمينهُ في التلفزبون لماذا توقَّفَ ؟؟!.. وهل منَ المُحتمل أن يعودَ وَيُبَثَّ من جديد ؟؟
– جواب- برنامج نجوم الغد من إنتاج السيِّد “علي عبَّاسي ” وإخراج المرحوم ” فكتور قمر ” كانَ حينذاك من أهمِّ البرامج ِ العربيّةِ التي قُدِّمَت في التلفزيون وكان أوَّلَ برنامج ٍ فنِّيٍّ للمواهب في حينهِ، وكانَ لهُ جمهورٌ كبير من المُشاهدين، خُصوصًا أنَّهُ لأوَّل مَرَّةٍ استطاعَ الطفلُ والفنانُ والعائلة ُ كلّها أن ترى نفسَها وأن يُظهرَ الطفلُ مواهبَهُ في التلفزيون… توقَّفَ البرنامجُ كالعادةِ بسببِ عدم وجود الميزانيَّات.. وربَّما خمس سنوات كانت كافية ً في نظر التلفزيون في إظهار ِ وإبراز ِ كلِّ مواهب أطفالنا آنذاك. وبعدها بدأ برنامج الأطفال الناجح(آمال وكمال وفوكسي) مع إبنتي ” سلمى ” و ” إلياس عبود ” و ” سعيد سلامه “، والذي نجح بشكل كبير.
قبل سنوات عرضتُ فكرة إعادة هذا البرنامج (نجوم الغد) على المُخرج المرحوم ” فكتور قمر ” لإظهار الأطفال الموهوبين الذينَ ظهروا صغارًا وكيفَ أصبحوا فنانين… وإعادةِ إظهار المواهب الجديدة التي ظهرت وما زالت تظهرُ بكثرةٍ في وسطنا العربي لِتشجيعها ودعمِها… ولكن للاسف الكبير توفيَ هذا الصَّديق والأخ والاب الرُّوحي للفنانين.
سؤال) كمُمَثلةٍ هل تفكِّرين بالعودةِ للمسرح ِ والسينما والتلفزيون ؟؟
– جواب – عُرضَت عليَّ الكثيرُ من العروض في مُختلفِ المجالات (المسرحيَّة والتلفزيونيَّة والسينمائيَّة)… لكن لا أرى نفسي الآن كممثلةٍ. أشعرُ بأنَّ عملي هوَ وراءَ الكوليس مع الأطفال ِ والشَّبابِ ليكونوا هم في المُقدِّمةِ.
مرَّة واحدة أحببتُ دخولَ مغامرةِ التمثيل السينمائي لتجربةٍ وحيدةٍ – فمثَّلتُ دورًا صغيرًا في فيلم من إخراج الرَّائع ميشيل خليفه وبطولة الفنان الممثل محمد بكري وقمتُ بدورِ والدَتِهِ التي يراها في ذاكرتِه، وكانت من أهمِّ التجاربِ التي أثَّرت بي كثيرًا… وأحببتُ كثيرًا العملَ معهما ومع الطاقم بأكملهِ.
سؤال) هل تشعرين بينكِ وبينَ نفسكِ أنكِ أنجزتِ وحققتِ كلَّ شيىءٍ يجبُ تحقيقه في حياتكِ… أم أنَّ هنالكَ الكثير من الطموحاِت والمشاريع والأفكار والمُخَطَّطاتِ (فنيًّا ومهنيًّا وحياتيًّا) لم تتحقَّقْ بعد ؟؟
– جواب – الإنسانُ الطموحُ يحلمُ دائمًا ولا يكفُّ عن الأمل بتحقيق جميع ما كان يصبو إليهِ… أشكرُ اللهَ على أنَّني استطعتُ تحقيق الكثير من احلامي الفنيَّة، وأهمُّها ترسيخ الفنّ الإستعراضي الرَّاقي واحترام الناس لمفهوم الرَّقص ومشاركة المئات من أولادِنا في دوراتٍ مختلفة للرَّقص في جميع انحاءِ البلاد.
ثانيًا – إقامة معهد سلمى للفنون الإستعراضيَّة الذي يُعتبرُ نقطة َ تحوُّل ٍ كبيرةٍ، يُعتبرُ أكبرَ حُلم ٍ فنيٍّ رَاوَدَنِي منذ 35 عاما حتى اليوم.
طموحاتي رغم مرور السنين ما زالت كثيرة ً… ولا تنتهي. إنسانٌ بلا طموح وأهداف لا معنى لحياتِهِ.
سؤال) هل تختلفُ نظرة ُ المجتمع والناس للفنون على أنواعِهِا قبل عشراتِ السِّنين عمَّا هوعليهِ الآن، وخاصَّة ً في صددِ حضورهم ومشاركتِهم للعروض الفنيَّةِ والرَّقص ؟؟
– جواب – طبعًا – إختلاف كبير جدًّا.
في بدايةِ السبعينيَّات وعندما كنتُ راقصة ً في فرقةِ الدّبكةِ التابعةِ لبيت الكرمةِ كانَ يُنظرُ إلينا كبناتٍ خرجنَ عن مسار المجتمع العادي الذي كانَ يرفضُ فكرة َ الرًَّقص التمثيل والمسرح. واليوم وبعد اقتناع الناس برُقيِّ العمل الفنِّي وبأنَّ الرَّقص يمكنُ أن يكونَ رسالة ً وهدفا ً إجتماعيًّا وليسَ إغراء… ويمنحُ الرَّاقصة والرَّاقصَ : ليونة جسديَّة، فلسفة حياتيَّة، صحَّة عقليَّة وجسديَّة وتقوية شخصيَّة نستطيعُ مواجهة الجمهور على المسرح وفي الحياة. إختلفت النظرة ُ السَّلبيَّة إلى إيجابيَّة وأزداد بشكل كبير جدا تسجيل الاهل لاولادهم و وبناتهم في جميع المجالات الفنيه : الرقص ،التمثيل والموسيقى
سؤال) ما هو السَّببُ والحافزُ الذي يجعلكِ تغامرين وَتُصَمِّمِين على الإستمرار في مجال الفنِّ والعطاءِ المتواصل رغم الصُّعوبات والعراقيل الكثيرة ؟؟
– جواب – إيماني القويِّ وثقتي الكبيرة بهدفي في ترسيخ ِ الفنِّ الأصيل والمُحافظةِ على التراثِ وإيماني بأنَّ المسرحَ والرَّقصَ وسيلة ٌهامَّة ٌ جدًّا لِحمايةِ أولادِنا من الشَّارع والعُنفِ وتربية جيل مُثقَّف وواعد فنِّيًّا وإنسانيًّا وأخلاقيًّا، مثل الشَّعب الأوروبي الذي يَعتبرُ أنَّ الفنَّ هو شيىءٌ أساسيٌّ في كلِّ بيت.
منذ ُ طفولتي وبعد أن واجهتُ العديدَ منَ المُعارضةِ والنظرة السَّلبيَّة لِمُجتمعِنا للرَّقص- شعرتُ أنني أوَدُّ التحَدِّي وإثبات نظرتي الإيجابيَّة ومحو النظرة السَّلبيَّة الخاطئة عن الفنِّ، وكنتُ من أوائل من حاربَ هذهِ النظرة. نشكرُ اللهَ أنَّنا وصلنا إلى هنا، فالأهلُ يُسجِّلونَ أولادَهم ويهتمُّونَ بأن يتربُّوا على المثل ِ الذي يقول : العقل السَّليم في الجسم السَّليم). كلُّ عرقلةٍ في حياتي تجعلني أتحدَّى أكثرَ وأصمِّمُ بالإستمرار ِ إلى أن أخرجَ نفسي الأخير رغمَ الوضع المادِّي الصَّعب الذي وصلتُ إليهِ بسببِ القروض الكثيرة التي أخذتُها على نفس على مرور سنوات لأحافظ على المعهد وللاستمرار في انتاج اعمال الفرقه الباهظهٌ، لن ادع عدم وجود المال ان يقفَ حائِلاً أمامَ إيماني ومسيرتي ومسيرةِ جمعيَّة وفرقة ومعهد سلمى للفنون الإستعراضيَّة. فالفن في نظري رسالة مقدسه
سؤال) أنتِ ما زلتِ محافظة ً على رشاقتكِ ولياقتِكِ البدنيَّةِ وتألُّقكِ وأناقتكِ وجمالكِ وأنوثتكِ ورونقكِ كفتاةٍ في العشرين.. ما هو السَّببُ !! ؟؟
– جواب – مُجاملة لطيفه… شكرا.. كُلَّك ذوق… أعتقدُ أنَّ الرَّقص في الصِّغر كالنقش ِ في الرُّوح ِ والجَسد
– (فلسفة مقبولة هه هه هه)
– الرَّقصُ يجعلُ الأدرينالين يعلو ويزداد.. ومن لا يعرفُ ما يُعطيهِ الرَّقصُ للجسدِ والرُّوح والعقل ِ لا يستطيعُ أن يفهمَ أهميَّة َ هذا الموضوع للأفق ِ البعيد.
حُبِّي للأطفال ِ لكلِّ الرَّاقصين والرَّاقصاتِ في فرقةِ سلمى وَحُبُّهُم لي واعتباري أمًّا وجدَّة لهم يُعطيني نشوة ً غريبة ً تجعلني أشعرُ بطفولتي وشبابي معهم. هنالكَ ناسٌ تهرمُ في صغرها من الهمِّ والنكد والإستسلام ولا يوجدُ إستسلام في قاموسي والمسرحُ هو حياتي وفرقتي هي عائلتي الثانية، بالإضافةِ إلى عائلتي الغالية : زوجي وأولادي.
سؤال) كيفَ تُنظِّمينَ وقتَكِ بينَ عملِكِ وحياتِكِ الشَّخصيَّةِ والأسريَّةِ والفنيَّة !!؟؟
– جواب- ليسَ سهلاً أبدًا.. في البدايةِ عندما كانَ أولادي صغارًا كانت الفرقة ُ في بداياتِها وكنتُ أعلِّمُ في مدرسةِ الكرمل – قسَّمتُ نفسي بين تربيةِ أطفالي وبيتي والمدرسةِ – أمَّا الفرقة ُ فكانت مرة في الأسبوع – لم يكن العمل كثيرا مثل اليوم ولم يكن سهلاً في ذات الوقت وأكيد في بعض الأوقاتِ كانَ يأتي شيىءٌ على حسابِ شيىءٍ آخر. لكنني كنتُ وما زلتُ أعشقُ أولادي وأعطيهم أغلبَ وقتي، وكانت والدتي المرحومة تساعدني في طفولتِهم بوجودها معهم عندما كنتُ أعملُ. اليوم أولادي كبروا وخرجوا من العش… سلمى في أمريكا، وحسام تزوَّجَ… وميساء تعملُ معي، وهم مصدرُ فخر لنا – ولزوجي حبيب ولي… نفخرُ بتربيتهم التربية الصالحة.
مسؤوليّاتي العمليَّة والفنيَّة وإلتزاماتي بينَ عملي كمربيَّةٍ ل 11 فرقة في مدرسة راهبات الكرمليت والمعهد وبين إدارتي للمعهد وبين تصميم وتدريب واخراج أعمال جديدة لفرقة سلمى لا أجدُ وقتا لنفسي فأنا أهتمُّ بكلِّ الشُّؤون الإنتاجيَّة للعروض – (، إضاءة، موسيقى، ديكور، ملابس،مطبوعات…)… إلخ. لا أنكرُ أنني في بعض الأوقات أشعرُ بالإحباط والتعب الكبير، خصوصا مع تقدُّمي في العمر، لكن أعودُ بسرعةٍ لنشاطي وعملي الذي يستغرقُ ليلَ نهار.. وآملُ أن لا أكلّ أبدًا وأن أموتَ وأنا واقفة ً على المسرح.
سؤال) أنتِ تُصَمِّمينَ ملابسَ فرقةِ الرَّقص وديكورات العروض… حَدِّثينا كيفَ تقومينَ بهذا !!؟؟
– جواب – لقد ذكرتُ سابقا ً أنَّني تعلَّمتُ الفنونَ التشكيليَّة َ وتشملُ الرَّسمَ والنحتَ، كما قمتُ بعمل ِ دوراتٍ من خلال ِ مسرح الناهض في تصميمِ الديكورات والملابس المسرحيَّة والإخراج.
عندما أصَمِّمُ رقصة ً أراها في خيالي جاهزة ً على المسرح بملابسِها، إضاءاتِها وديكورها… وهكذا صَمَّمتُ غالبيَّة َ ملابس فرق الصِّغار والكبار.. لكني بطبعي أحِبُّ إعطاءَ الخبز ِ لخبَّازهِ، فعملتُ مع مُصَمِّمي ملابس في البعض من أعمالي الفنيَّة، مثل : المُصَمِّمين الرائعين ” كميل شاهين ” من حيفا، و”سامر عزام” من شفاعمرو، وكما قامت مصمِّمتان من تل ابيب بتصميم ديكور وملابس عرض ” صرخة ماريَّا “.
سؤال) أسئلة ٌ شخصيَّة ٌ ؟؟
– البرج : الأسد – يعني اللبؤة – (مواليد 1954\7\29)
– الوزن : هههه.. وزن مريح.
– الأكلة المُفضَّلة : أحبُّ الأكل العربي البيتي.
– الشَّراب المفضَّل : الماء والقهوة صباحا.
– اللونُ المفضَّل:الأخضر والأزرق في الطبيعة. الاسود للحفلات… ألوان قوس القزح. يعني كل مناسبة ولونها وكل مكان لونه.
– العطر المفضَّل : أيُّ عطر له رائحة جميلة يناسبني.
سؤال) أكثرُ مكان تحبِّينَ أن تكوني موجودة ً فيهِ دائما ؟؟
– جواب – 1 – بيتي وعائلتي 2 – اعشق المسرح 3 – البحر. 4- المعهد
سؤال) صوتكِ جميلٌ وعذبٌ وإذاعي لماذا لا تعملينَ بشكل ٍ مستمرٍّ في الإذاعةِ… ولماذا لا تُمارسينَ الغناءَ والتمثيلَ كاحترافٍ وتفرُّغ ؟؟
– جواب – صوتي؟ا ً صوتي لا يصلحُ نهائيًّا للغناءِ، ولكنني مُستمعة جيِّدة وأعرفُ النشازَ عندمَا أسمعُ المُغنَّين.
بالنسبةِ للإذاعةِ – أحببتُ العملَ كثيرًا في الإذاعةِ فالإذاعة لها نكهة ٌ خاصَّة وجميلة… وبالنسبة للتمثيل إذا كانَ هنالك دور يشدُّني أغامرُ بتمثيلهِ لو وجدت الوقت لكن التفكير به بعيد جدا.
لا أجدُ نفسي اليومَ سوى في المسرح ِ الإستعراضي وراءَ الكواليس في التصميم والتدريب والانتاج الفني
سؤال) هل لكِ مواهِبُ وهواياتٌ أخرى غير مجال الإعلام وتقديم البرامج ومجال تعليم وتصميم الرقص ؟؟
– جواب – كانت لديَّ موهبة ُ الرَّسم والكتابة، لكنني لضيق الوقت لا أمارسُهما.
سؤال) هل تُحِبِّينَ القراءَة والمُطالعة وما هيَ أنواعُ الكتب التي تقرئينها ؟؟
– جواب – في طفولتي علًّمنا والدُنا الأستاذ ” شكري الخازن ” أن نقرأ يوميًّا قبلَ النوم، و كانَ لدينا مكتبة ٌ كبيرة جدًّا تحتوي على جميع أنواع الكتب. اليوم للأسفِ ليسَ لديّ الوقت للقراءةِ سوى قراءةِ سيناريوهات وأعمال فنيَّة. الحقيقة أحنُّ إلى تلكَ الأيَّام.
سؤال) كم لغةٍ تُتقنين ؟؟ – منذ طفولتي تعلَّمتُ خمس (5) لغات في ابتدائيَّة راهبات الكرمليت وأجيدُ كتابتهم والتَّحَدُّثَ بهم حتى الان، وهم : عربي إنجليزي، إيطالي، عبري وفرنسي.
سؤال) هل تحبِّينَ الشّعرَ والأدبَ وَمن شاعرُكِ وكاتبُكِ المفضَّل : عربيًّا وعالميًّا ؟؟
– جواب – طبعا أحبُّ – أحببتُ قراءة الادب النثري اكثر من الشعر- قرأت لنجيب محفوظ،جبران خليل جبران الخ بالنسبه للشعر قرأت كثيرا لنزار قبَّاني وصمَّمتُ رقصات من شعرهِ التي تحوَّلت إلى أغاني، مثل قارئة الفنجان وغيرها
سؤال) أيُّ نوع ٍ من الموسيقى تحبِّينَ الاستماع إليها دائمًا… ومن هم المطربون المفضَّلونَ لديكِ : محليًا، عربيًّا وعالميًّا ؟؟
– جواب – لكل مقام مقال… بطبيعة عملي استمع يوميا الى العديد من الموسيقى لتصميمها للفرق التي ادربها…وعندما احتاج الى الهدوء الفكري استمع الى الموسيقى العربيَّة القديمة.. أعشق أم كلثوم وأحبُ سماع عبد الوهاب وفريد الأطرش وشادية. زمن مطربات اليوم احب سماع شيرين عبد الوهاب والمرحومة وردة الجزائريَّة. ومحليًّاهنالك العديد من المطربين والمطربات الذين لديهم اصوات جميله جدا لا يقلّون ابدا عن المطربين في الدول العربيه…لكن للاسف ليس لديهم منفذا للوصول الى العالميه.
سؤال) كلُّ فنَّان ٍ رومانسي… هل أنتِ رومانسيَّة ؟؟
– جواب – رومانسيَّتي تقلُّ مع الزَّمن والتجارب الصعبةِ، كنت رومانسيَّة ً وعاطفيه جدًّا جدًّا…رومانسيتي تحولت مع العمر الى انسانيه اكثر منها عاطفيه.لكن ما زلت في تصميم رقصاتي اقدم الكثير من الحب والرومانسيه وفي نفس الوقت الكثير من القوه والفرح والكوميديا.المسرح يجسد الحياة بكل ما فيها…وانا بطبيعتي اسعد و افرح جدا جدا بمشاهدة الازواج ونظرة الحب والاحترام في عيونهم، ويتعسني جدا الظلم… كما تبكيني المشاهد القاسية والحزينه التي ينقبض قلبي ولا استطيع مشاهدتها..الرومانسيه متعددة الاوجه.
سؤال) ما هيَ مقاييسُ الجمال حسب رأيكِ ومفاهيمكِ للرَّجل ِ وللمرأةِ ؟؟
– جواب – لا أريدُ أن أتفلسف… لكن برأيي جمال الرَّجل بطيبتهِ ورجولتِهِ واحترامِهِ وحنيّتهِ وعيونهِ التي تنطقُ حُبًّا واحتراما وتقديرًا… وابتسامته… كذلك المرأة، لا أحبُّ المرأة المبتذلة في كلِّ شيىء – تصرُّفاتها لبسها وقاحتها- عدم احترامها للغير. برأي المتواضع جمالُ المرأة أنوثتها الطبيعيه، رقتها، إحترامها لنفسها وللآخرين وطيبتِها وعطاؤها العائلي والاجتماعي.
سؤال) صفاتُ ومواصفاتُ الشَّاب والرَّجل المثالي والمرأة المثاليَّة حسب رأيكِ ؟؟
-ليس هناك رجل او امرأة مثاليه…لكل شخص نواقصه…وايجابياته.
سؤال) ما هي فلسفتكِ وحكمتُكِ في الحياةِ ؟؟
جواب -.
1- لا تدُسْ على أحد عندما تصعد لأنك ستواجههم عندما تنزل.
2-كن كالسنبلة المليئة الحانية تواضعا ولا تكن كالسنبلة الفارغة متكبِّرا.
3-لا تتباهي بما لديك فبلحظة واحده يمكن ان يزول كل شئ
4-اتّق شرَّ من أحسنتَ إليهِ (لو تابعت لن تكفي الصفحات)
الاهم هو اتكالي على ربي كبير وايماني به اكبر.
سؤال) يُقالُ : إنَّ الفنَّ وليدُ المعاناةِ ولا يوجدُ فنٌّ وإبداعٌ حقيقيٌّ بدون بدون معاناةٍ وألم… وأنَّ جميعَ الفنانين والعمالقة الكبار الخالدين كانوا قد مرُّوا في ظروفٍ صعبةٍ، في مرحلةٍ مُعيَّنةٍ من حياتهم، ولعبت دورًا كبيرًا في نُمُوِّ وصقل ِ موهبتِهم وتفجير طاقاتِهم الإبداعيَّة ووصلوا للعالميَّةِ شهرة ً وإبداعًا بفضل ِ المعاناةِ والظروف القاهرة والعصيبةِ التي مرَّوا بها… ماذا تقولينَ في هذا ؟؟
– جواب – إنَّ الفنَّ وليدُ الحياة عامَّة – بمعاناتِها وأفراحِها، بتجاربها وبكلِّ شيىء.. الفنانُ ينجحُ من خلال مشاعرهِ ومواجهاتهِ وخيالهِ وابداعه ورؤيته وتجسيده لها على المسرح…
سؤال) يقالُ إنَّ الفنَّ والزَّواجَ لا يلتقيان تحتَ سقفٍ واحد ما رأيُكِ بهذهِ المقولةِ ؟؟
– جواب – ذلك يختلفُ بينَ فنان ٍ وآخر ونوع الفن الذي يُمارسُهُ.
الفنانُ المُبدعُ الذي يُنتجُ أعمالاً تنبعُ من خيالهِ وتصميمهِ يحتاجُ إلى الكثير من الإختلاءِ بنفسِهِ في أجواءٍ ملائمةٍ بدون ِ سيطرةِ الوقت أو الزَّمن او انسان، وهذا طبعًا يُؤَثِّرُ سَلبيًّا على الحياةِ الأسريَّةِ رغمَ تفهُّم ِ أعضاء العائلة. إضافة ً لساعاتِ العملِ الكثيرةِ والمتواصلةِ وغير العاديَّة.
سؤال) رأيُكِ في : الحُب، الأمل، الحياة، السَّعادة ؟؟
– جواب – الحُبُّ هو الذي يُحيي الأملَ ويملأ الحياة َ سعادة ً.
سؤال) هل تُحِبِّينَ : السفرَ والرّحلات والطبيعة والبحر ؟؟
– جواب – أعشقُ الطبيعة ِ والبحر… لا أحبُّ السَّفرَ كثيرًا.. وطبعا أحبُّ الرحلات التي تعطي راحة ً نفسيَّة ً وجسديَّة وفكريَّة.
سؤال) الشَّخصيَّة ُ المثاليَّة التي تتخذينها قدوة ً ومثالا ً أعلى لكِ ؟؟
– جواب – والديَّ،
والدتي ” وداد دانيال خازن ” التي كانت في حياتِهَا إنسانة ً متعلّمة أنهت دراستهَا الثانويَّة (وهذا نادرٌ جدًّا في تلكَ الفترة – سنوات الثلاثين من القرن الماضي) وكانت تتقنُ اللغة َ الفرنسيَّة. كانت تُشَجِّعُنِي دائمًا من الناحية الفنيَّة والعلميَّة وكانت تقرأ معي المسرحيَّات التي كنتُ أمثلها في المسرح الناهض وَتُحفظني الأدوارَ غيبًا. كانت تحَفزُني على الإستمرار دونَ الإهتمام بأقوال الناس ما دُمتُ مُؤمنة ً بما أفعلُ.
أمَّا والدي الأستاذ ” شكري نجيب الخازن ” الذي كانَ المديرَ الأوَّلَ ومن مُؤَسِّسِي الكليَّة الأورتوذكسيَّة في حيفا وعضوالمجلس المِلِّي الأورثوذكسي ومن جماعةِ “الأرض” التي كانت تناضلُ من أجل ِ إعادةِ أراضينا المسلوبة. كانَ إنسانا سابقا لعهدهِ بأفكارهِ بليبراليتِهِ وعلَّمَ أجيالا ً معنى الحُريَّة َ والوطنيَّة،والجرأة في المدافعه عن الحق إضافة ً للمواضيع العلميَّةِ واللغتين العربيًّة والإنجليزيَّة الضليع بهما. آمنَ بقدراتي وشجَّعني رغمَ مُعَارضةِ المجتمع حينذاك، وكانَ يقولُ لي دائمًا : ” ثقتي بكِ كبيرة.. أعطيكِ حرِّيَّة ً للمُشَاركةِ في أيِّ عمل ٍ ترغبينَ بهِ فأنا أرى أنَّكِ ستكونينَ فنانة ً تعملُ وتتركُ بصمة ً كبيرة ً في هذا البلد، بشرط أن تحافظِي على هذهِ الثقة وإيَّاكِ يومًا أن تتكبَّري على نعمةِ ربِّك… فالسُّنبلة ُ المليئة ُ تنحني من ثقلِها… واعملِي بالمثل ِ القائل : ” كلُّ مَن ِ ارتفعَ اتَّضَعَ وكلُّ مَن ِ اتَّضَعَ ارتفع “. و ” إعمل مليح وارم ِ في البحر “). وكانَ يأملُ بالمقابل أن أكونَ محامية ً كبيرة ً لكنني أحببتُ الفنَّ واتجهتُ إلى هذا المجال.
وهناك ايضا اختي الراهبه البرتينا خازن التي كانت مديرة مدرسه الكرميليت واليوم موجوده في جنوب مصر وهي تتميز بأفكارها وعطائها وايمانها الكبير بالله وبالشباب صانعي المستقبل وما زالت محبة للفن والثقافه عامة وورثت عن والدي جرأته ودفاعه عن الحق وتشجعني دائما وترى ان ما افعله هو رسالة مقدسه للحفاظ على اولادنا وتراثنا وفننا تماما مثل رسالتها الانسانيه الهامة المقدسه….كل منا في اتجاهه.
سؤال) يقالُ : وراء كلِّ رجلٍ عظيم ٍامرأة ووراء كلِّ امرأةٍ عظيمةٍ رجل… ما رأيُكِ بهذهِ المقولة ؟؟
– جواب – أنا أقولُ : إلى جانبِ كلِّ امرأةٍ عظيمةٍ ورجل ٍ عظيم ٍ(سَند)… ممكن أن يكونَ الرَّجل لزوجته او المرأة لزوجها او الدعم المتبادل بين الآباء والابناء… أو أي انسان يدعم ويشجع ويدفع المركب الى الامام.
سؤال) كلمة أخيرة تُحِبِّينَ أن تقوليها في نهايةِ هذا اللقاء ؟؟
– جواب – أوَّلا ً أشكرُ عائلتي الصَّغيرة التي أحِبُّهَا كثيرًا ووجودهم سبب سعادتي…وعائلتي الكبيرة فرقتي وأعضاء جمعية سلمى الرائعين… وأشكرُ كلَّ من ساندَني وَدَعَمنِي في مسيرتي الفنيَّة الطويلة وآمَنَ بي وبرسالتي الفنيَّة…شكرااا للجمهور الرائع الداعم بحضوره ومحبته لمعهد وفرقة سلمى للفنون الاستعراضيه. وأشكركَ على هذا اللقاء.
آمل أن اكون عند حسن الظن وأن يستمر الفن الراقي الجميل في انارة حياتنا الثقافيه.