حفل تأبيني في رام الله للمحامية فليتسيا لانغر
تاريخ النشر: 26/09/18 | 14:40أقيم في مدينة رام الله أمس الثلاثاء، حفل تأبين للمناضلة التقدمية المحامية فليتسيا لانغر بمبادرة، هيئة شؤون الأسرى والمحررين، والتحالف الاوروبي لمناصرة أسرى فلسطين ومؤسسات الأسرى. وقال رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد بركة، إن مرافعات لانغر دفاعا عن الأسرى كانت بمثابة محاكمة للاحتلال.
وحضر الحفل الذي أقيم في قاعة بلدية البيرة، حشد من القيادات الوطنية وأهالي الشهداء والأسرى، تعبيرا عن وفائهم للراحلة التي أفنت حياتها دفاعًا عن شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة.
وقال رئيس المتابعة محمد بركة في كلمته، إن احياء ذكرى لانغر التي رحلت عنا في 22 حزيران الماضي عن 87 عاما، له أهمية، ليس فقط لأنها تستحق منا هذا، بل لأن سرد محطات في حياتها الكفاحية، كمحامية وكمناضلة سياسية من أجل القضية الفلسطينية، له وقع هام، في ظل تصاعد تطرف الحكومة الإسرائيلية، التي تصعد قمعها تنكيلها وقلتها للشعب الفلسطيني، وتسعى الى تشويه حقيقة قضيته، بكونها قضية حرية واستقلال، لتصبغه بما تسميه “إرهابا”، و”لا سامية”، بينما هي الأشد لا سامية في حربها على الشعب الفلسطيني.
وتابع بركة قائلا، إن المناضلة لانغر الناجية من النازية، جاءت لتقول كلاما واضحا للمؤسسة الصهيونية، وتكشف عنصريتها وقمعها واضطهادها لشعبنا. فأذكر بدايات نشاطي السياسي في السبعينيات، كشاب في صفوف الحزب الشيوعي والشبيبة، دور لانغر في الدفاع عن قضية شعبنا وأسراه، خاصة بعد احتلال العام 1967، ودورها في الدفاع عن الملاحقين سياسيا في الداخل، في العام 1976 في اعقاب يوم الأرض وما بعده.
وقال بركة، إن لانغر كانت عضوا في الحزب الشيوعي، وعضوة لجنته المركزية ومكتبه السياسي، وملتزمة به سياسية وفكريا، وعلى أساس تلك القناعات الفكرية والسياسية خاضت معاركها أمام محاكم الاحتلال دفاعا عن الأسرى والمعتقلين. وكانت مرافعاتها عنهم بمثابة محاكمة للاحتلال. وشدد على أن مؤلفات لانغر، هي توثيق هام جدا لكفاح شعبنا الفلسطيني، وتوثيق لجرائم الاحتلال، وهي عمليات مؤلفات تعد مرجعا هامة لتلك الحقبة.
ودعا رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر إلى تدريس كتب المناضلة لانغر. وأشار إلى أنها “من بين القلائل الذين لم تدفعهم ذكريات المحرقة على اضطهاد الآخرين والإساءة لهم، بل وجدت ذلك محرّكًا للدفاع عن الظلم الذي ارتكب بحق شعبنا الفلسطيني”.
ولفت أبو بكر إلى أن الراحلة عملت على حمل الرواية الفلسطينية إلى كل المحافل العالمية التي شاركت بها. وأوضح أنها “لم تنظر إلى قضية الأسرى في سجون الاحتلال كقضية إنسانية فقط، بل كقضية مقاتلين من أجل حرية شعبهم، ولديهم الحق في النضال ضد الاحتلال وفقا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية”.
وقال علي أبو هلال، في كلمة التحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين، إن المناضلة لانغر اشتهرت بدفاعها الشرس عن الأسرى الفلسطينيين، ونقلت في مؤلفاتها بالتفصيل ممارسات التعذيب على نطاق واسع بحق الأسرى، فضلا عن الانتهاكات المتكررة للقانون الدولي الذي يحظر الترحيل والعقاب الجماعي.
وقال رئيس نادي الأسير قدورة فارس إن لانغر “كانت شاهدا تاريخيا على جرائم الاحتلال المنظمة بحق الأسرى، وكانت مدافعة عن عدالة وشرعية نضال المعتقلين الفلسطينيين، حتى لقبت بـ(أم المعتقلين) لما حظيت به من حب وتقدير من قبل الأسرى”. وأضاف، “لقد جسدت لانغر ما آمنت به من خلال جهد وعمل دؤوبين استمرا حتى وفاتها، حيث انحازت لإنسانيتها، وكانت مدرسة وأيقونة ورمزا من رموز الكفاح الإنساني”.
وقال نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية قيس عبد الكريم في كلمة القوى الفلسطينية، إن حقوق الأسرى مرتبطة بالقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف. ودعا إلى شحذ أسلحتنا النضالية والفكرية والسياسية للدفاع عن قضية الأسرى، ولمواجهة التحديات التي اتسعت وتعاظمت في ظل الهجمة الأميركية- الإسرائيلية على شعبنا وقيادته.
وقد عرض في الحفل، فيلم وثائقي عن الراحلة.