عارة تودع المعمرة عبلة خالد يونس
تاريخ النشر: 27/09/18 | 18:10انتقلت الى رحمة الله تعالى الحاجة عبلة خالد سلامة يونس (أم غازي) عن عمرٍ ناهز المئة وأربع سنوات. وكانت تعتبر الحاجة عبلة يونس من أكبر المسنين المعمرين في المنطقة، ولدت في نهاية الحكم العثماني، وعاشت وتعايشت مع أحداث كل فترة الحكم البريطاني فأحداث النكبة الى يومنا هذا.وتعتبر مسيرة حياتها شهادة على تاريخ عارة والمنطقة خلال ما يزيد عن القرن.
يقول المحامي حسام فاروق يونس، حفيد الفقيدة “أن الجلسات عند عتبة بيت الجدة عبلة كانت بمثابة دروس في التاريخ، أو عملية تنقيب في أرشيف التاريخ المحكي. لقد ضعف نظر وسمع جدتي في السنوات الأخيرة، ولذلك كانت تفوتها بعض التفاصيل لأحداث الفترة الأخيرة، ولكن كان يكفي أن تسمع طرف خيط عن حدث تاريخي قديم أو عن شخصية من شخصيات المنطقة ، لكي تبدأ بسرد القصص والتفاصيل دون توقف.فحدثتنا عن ثورة ال- 36 عندما اتخذ عز الدين القسام من سراديب حارة المسقاة في عارة، وهي سراديب تعود للفترة الكنعانية وكيف تم تعيين عمها مصطفى سلامة يونس مسؤولاً عن مخزن ومستودع السلاح.وتتطرق للعلاقات مع قائد المنطقة يوسف أبو درة، الذي كان بعلاقة مع والدها خالد سلامة يونس بسبب علاقة النسب بينهما، اذ كانت والدتها مع عائلة الجرادات، وهي عائلة يوسف أبو درة.وكانت تتنهد عندما تتذكر تعبيد شارع وادي عارة من قبل الحكم البريطاني بهدف تسهيل عملية ملاحقة الثوار. وتقول أنها لم ترى الخير من هذا الشارع، وكان زوجها علي محمد يونس أول ضحية دهس على الشارع، اذ صدمته مركبة عسكرية بريطانية مطلع الأربعينيات وسقط قتيلاً.
ويضيف “ثم تتابع عن أحداث النكبة وتسرد أحداث فقدانها لأخيها عمر خالد يونس الذي استشهد ضمن خلية حامية حيفا عند مشارف حيفا الشمالية.وما أن تستعيد أنفاسها حتى تنتقل الى استشهاد شقيقها أحمد خالد يونس الذي استهدفته قوات حرس الحدود عند قرية أم الريحان سنة 1952 هو وزميله الشهيد سعيد عبد الرحمن يونس، واصيب ابنها غازي في رجله وأصيب قريبها الطفل عاطف محمد يونس برصاصة في رأسه وبقيت ساكنة هناك حتى يومنا هذا.وتتذكر الطائرة العراقية التي قصفت تجمعًا للجيش في سهل عارة في حرب ال- 67، حيث سقطت قذيفة على بيت أبنة أختها.وتتذكر كيف حاصر الجيش والشرطة حي المسقاة أكثر من فترة وخاصة عند هروب حمزة يونس ومكرم يونس من السجن ووصول اخبارية للشرطة عن زيارتهم للحارة في مطلع الستينيات. والحصار والملاحقة التي تعرض لها حي المسقاة عند اعتقال شقيقها الأسير السابق سامي يونس والذي بقي في الزنازين ما يقارب ال- 30 عامًا، مع رفاقه القابعين حتى الأن في السجن كريم وماهر يونس.وحتى في المجال الاجتماعي، كان حديثها بمثابة توثيقًا انثروبولوجيًا، يصف حالة المرأة الأرملة التي يجب عليها اعالة 4 أولاد دون أن تكون هناك مؤسسات للرفاه الاجتماعي تقف معها ” .
هذا وقد تم تشييع الحاجة عبلة خالد يونس بعد صلاة ظهر الخميس 27/9/2018 من جامع عارة القديم ومن ثم الى مقبرة عارة في حي المسقاة
الله يرحمها ويجعل مثوها الجنه
الله.يرحمك.يا.ستي.ويجعل.مثواك.الجنة
الله يرحمها يجعل مثواها الجنه