ولا تيأسوا من روح الله

تاريخ النشر: 10/09/14 | 15:00

اليأس نقيض الحياة، وهو الموت المبكر، وذلك لان اليائس قد أظلمت الدنيا في وجهه قبل ظلمة القبور، ومات الأمل في نفسه وذهنه وقلبه قبل موت أعضائه، فهو في الدنيا جسد لكنه معدود في عالم الأموات الذي يشمل أصنافا كثيرة منها من خرجت روحه وفارق الدنيا، ومنها اليائس، ومنها الكافر، ومنها الضال عن منهج الله، إذ حياة أولئك أشبه بموتهم والعياذ بالله تعالى.

واليائس عاجز لا يستطيع حيلة ولا يهتدي سبيلا، لا لأنه مسجون أو مقهور بل لأنه قد سجن نفسه بتصوره أن لا فائدة من الإصلاح ولا رجاء في الخلق ولا خير عند الناس.

والأنبياء- عليهم الصلاة والسلام- لم ييأسوا، بل دعوا إلى الله- تعالى- بعزم وجد سنوات طويلة وبعضهم دعا قرونا كنوح عليه السلام, وقد كانت حصيلة الدعوة ضئيلة في بعض الأحيان كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم: “يأتي النبي ومعه الرجل, والنبي معه الرجلان، والنبي ليس معه أحد”. (أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: كتاب الطب: باب من كوى أو كوى غيره).

وقد اخبر الله تعالى عن نوح بعد أن دعا ألف سنة تقريبا انه “وما آمن معه إلا قليل“. (هود:40).

و”من المؤثرات النفسية التي يواجهها الدعاة ويستشعرون بها، ويجدون الكثير ممن يحسبون على الإسلام يتشدقون بها ويرفعون لواءها المؤثر التيئيسي الانعزالي الذي يقعدهم عن مسؤولية الدعوة، ويثبطهم عن فريضة الجهاد، ويدفعهم إلى عزلة المجتمع والركون إلى الاسترخاء والانطوائية… وهذه الظاهرة من التيئيس والتثبيط إذا استفحلت في امة وترسخت في نفسية الدعاة فإنها- في الحقيقة- القاصمة التي تقصم مسيرة العمل الإسلامي، والحالقة التي تحلق التفاؤل بالنصر، ولم يبق لإقامة العزة الإسلامية في النفوس رجاء، ولم يعد لاستعادة الأمجاد التاريخية أمل”. (عقبات في طريق الدعاة:222).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة