ولدت ..وكبرت مع الحنين إليها .!
تاريخ النشر: 01/10/18 | 11:17ولدتني أمي على مصطبة البيت
في آخر الليل الطويل
وكان قد شارف ان ينفذ الزيت
من زجاجة القنديل
وشعلة حمراء صارت ترقص
على قمة الفتيل
*****************
قالت أمي
يا ولدي – يومها بكيت
بكاء جميل
مثل كل الأطفال الذين يولدون
وكان لك مثلهم أنف صغير وعيون
وكان لك مثلهم جبين صبوح وجفون
وارتشفت حليبك من صدري مثلما
فعلوا
ويفعلون ..
********************
عشتُ ..
في حضن أمي المسحور
أتنفس عبق السنابل
وأتحسس براحتي
تشققات راحتيها
من زغزغات المناجل
و أتدفأ بلهاث
أنفاس شوقها لي
عند عودتها من المشاتل
**********
بعد مولدي
لم تفتح الخوابي
قالوا لي ..
اجتاحت أرضنا
جماعات من فلول التاتار
تعبد لهيب النار
فنشرت في البلاد الدمار
وصلبوا الأرض
ومنعوا عنها البذار ..
وبقيت فرسنا محبوسة في الدار
وكسا جاروشتنا الغبار
************
كبرت على الحنين الى
حكاياتها
عن سمر الغمارات
مع جبين القمر
مع خطف “الزِرْعي” للحبِّ
وقت البَذِر
مع ” التقييل ” في فَيَّة
“زعرورتها ”
وقت الظهر
ما زلت ..
أمشي على لهيب الجمر
أسبح َضد تيار النهر
أكدح بكوفيتي الصخر
حتى أصل الى ما وراء
الوصايا العشر
يوسف جمّال – عرعرة