أعمال المفكر أبو ديب بأمسية في نادي حيفا
تاريخ النشر: 04/10/18 | 11:03أقام نادي حيفا الثقافي يوم الخميس الفائت بحضور كوكبة من المبدعين والأصدقاء من حيفا والجليل والشمال، أمسية ثقافية لمناقشة أعمال المفكر والباحث السوري البروفيسور كمال أبو ديب: (دفاعا عن القرآن الكريم)، (جدلية الخفاء والتجلي)، (انظر في جميع الاتجاهات).كانت البداية لمسة وفاء للروائيّ الكويتيّ طيب الذكر إسماعيل فهد إسماعيل، والذي وافته المنية مؤخرا.افتتح بعدها الأمسية المحامي حسن عبادي مرحبا بالحضور قدم بعدها التعازي باسم النادي لأهل صديق النادي الفقيد أسد ورور.وأضاف، نفتخرُ بأنّنا أصبحنا قُدوةً يُحتذى بها في حيفا وخارجها، في البلاد والعالم العربيّ، في سبيل الحفاظ على لغتنا العربيّة،ومنصتُنا تعدّدية ومفتوحة للجميع – لم ولنْ نقاطع أو نُقصي أحدًا، غير آبهين لمحاولات بعض المتسلّقين التطاول على هذا المشروع المُميَّز والمُتَميّز رغم محاولات عرقلته، ورغم محاولات المقاطعة البائسة من حيفا وخارجها. يُغبطنا إقامة نوادي ومنتديات ثقافيّة في حيفا وخارجها –ما نعتبره نجاحًا لنا- ونتمنّى ألّا تكون تلك النوادي موسميّة، وخاصّة تلك المموّلة من وزارة ميري ريغيب وهدفها محاربة “احتكار المشهد الثقافيّ المحليّ” من قبل نادينا، على حدّ زعمهم.وليس صدفة أن يُدعى النادي للمشاركة في معرض الكتاب الدوليّ في عمّان، حيث لنا عدّة مشاركات ومنصّات هناك، ولقاءات مع العشرات من الكتّاب والناشرين.
تولى عرافة الأمسية المحامي فؤاد مفيد نقارة فقدم لمحة عن حياة الباحث كمال أبو ديب تناول فيها محطات من سيرته الأدبية المفعمة بالإبداع. وفي باب المداخلات قدم د. منير توما مداخلة بعنوان، كمال أبو ديب في دراستهِ للصورة الشعرية من خلال كتابهِ “جدلية الخفاء والتجّلي”جاء فيها أن البروفيسور أبو ديب في بحثه يتساءل عن كيفية اكتساب الصورة القدرة على الفعل المضيء الكاشف كي تكون عنصر حيوية وحياة في التجربة الفنية. وجوابًا لهذا التساؤل يجد الكاتب عند الجرجاني ما يوضح ذلك بتأكيده على دور المتلقي، “فمشاركة المتلقي، في فعل التحديد النهائي لبنية الصورة وحدودها، أساسية، ويطلب أن تكون حيوية وكاملة. فالمتلقي مدعو لا الى الاستجابة فقط، بل الى الخلق، ففعاليته لا تقل عن فاعلية الفنان ذاته من حيث إعطاء الصورة أبعادها النهائية التي تحدّد دورها في العمل الفني وعلاقتها به. ولكن في الوقت ذاته فإنَّ “الفنان الذي يعجز عن تحقيق التناغم بين وظيفتي الصورة يرتكب خطأ جذريًا”.
تلته المربية نائلة أبو منة بكلمة تناولت فيها ذكريات العائلة مع كمال أبو ديب عنونتها “الاخ كمال ابوديب – ذكريات قبل 50 عاما” . من جملة ما جاء فيها، أن تنقل أبو ديب من حياه صاخبه مليئة بالأحداث والنضال مع والدها المحامي حنا نقاره والعمل معه في مكتبه والتعرف على مآسي شعبنا، سلب الاراضي والحكم العسكري إلى الحياه الهادئة في مدينة اكسفورد مع الاكاديمي بطرس أبو منه -زوجها- وحياة الاكاديميين. كانت المداخلة بعدها لدكتور محمد هيبي وعنوانها ( كمال أبو ديب، ينظر في جميع الاتجاهات بغضب). ومما جاء فيها أن يُحاول أبو ديب في كتابه، رصد البنى الأساسية للوجود العربي قديما وحديثا، لا لكي يبكي على ما فات، ولا على الحاضر الذي لا يختلف عنه كثيرا، وربما يفوقه في الظلم وهيمنة السلطة على مقدرات الإنسان العربي، وإنّما يفعل ذلك ليفضح السلطة، من خلال إلقاء الضوء على بعض الأفكار الثورية التي استشعر خطورتها على الحياة العربية وعلاقة العرب بأنفسهم من جهة، ومن جهة أخرى علاقتهم بالآخَر، في زمن التحولات المعرفية الهائلة وأثرها بشكل متباين على الحالة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، في العالم عامة وفي العالم العربي بشكل خاصّ.
يرى أبو ديب أنّ العرب منذ بدايات القرن العشرين وحتى اليوم، حقّقوا إنجازات كثيرة ومهمّة في مجالات مختلفة مثل: تحرّر المرأة، تطوير التعليم، والبحث في مجالات العلم والمجتمع والسياسة والإبداع الأدبي، ولكن التخلّف والجهل المستشري أصلا والذي تكرّسه السلطة بأشكالها في المجتمع، ساقهم إلى هدم إنجازاتهم بأيديهم. وفي ذلك إشارة واضحة إلى ما فعله “الربيع العربي” الذي قد تكون هويته أيّ شيء، إلّا عربية! ويرى أبو ديب إلى السلطة العربية على أنّها سلطة ذكورية، حيث يكاد يكون التاريخ العربي خاليا من سلطة الأنثى أو المرأة، لدرجة تجعله يُشكّ في سلطة شجرة الدرّ في مصر كسلطة أنثوية، وينظر إليها كمجرّد امرأة تقف برأس هرم ذكوري. ولذلك، فهو ينظر إلى “ألف ليلة وليلة”، كحالة خاصة، إن لم تكن شاذّة، في التراث والسرد العربيين.
أما الناشطة الثقافية خلود فوراني سرية فقد قدمت قراءة شعرية مختارة من كتاب (سيمفونية سوريا) لكمال أبو ديب. قدم بعدها د. منير توما قصيدة “حيفا” وألقاها إهداء لبروفيسور كمال أبو ديب.يجدر بالذكر أنه تخلل الأمسية معرض لوحات فنية للفنانة التشكيلية كفاح اغبارية.بقي أن نذكر أن الأمسية أقيمت برعاية المجلس الملي الأرثوذكسي-حيفا.لقاؤنا القادم يوم الخميس 04.10.18 في أمسية إحتفائية لذكرى المناضل نمر مرقس وإشهار مذكراته (أقوى من النسيان) مذكرات غير عادية لإنسان عادي. بمشاركة النائب أيمن عودة، المحامي واكيم واكيم، الباحث عصام مخول، بروفيسور مصطفى كبها، المربية جنان شريف، الفنانة سلوى نقارة وعرافة الإعلامي وديع عواودة. يتخلل الأمسية وصلة فنية مع الفنان جريس مرقس بلان.
خلود فوراني سرية