لنزرعِ الأملَ في بلداتنا
تاريخ النشر: 12/10/18 | 18:50في كلّ يوم خبر جديد !!!
بل وأكثر من خبر، وفي مجملها أخبار سيئة : فسيّارة هناك في البلدة الفلانيّة اشتعلت بها النيران والخلفيّة الانتخابات .
وطوشة هنا وشِجار هناك ، وتجريح مشاعر لا ينقطع خيطه ، وتمزيق مُلصقات الغير تحت جُنح الظّلام هنالك ، والخلفيّة ايضًا الانتخابات البلديّة…. هذه الانتخابات والتي ومن المفروض أن تكون عرسًا للديمقراطيّة وتنافسًا شريفًا ، أضحت في بلداتنا العربيّة غيومًا تحمل لنا غبار المشاكل والهموم والعنف الذي لا نسلم منه في الايام العادية فزاد بِلّة في هذه الأيام.
راقبت وسائل ووسائط الاعلام العبرية في البلاد بكلّ انماطها وأشكالها وأنواعها لعلّي أجد نفس الامور تحدث هناك ونفس الظواهر السّلبيّة ، فلم أجد شيئًا يُذكر ، علمًا أنهم هم ايضًا في معمعان الانتخابات البلديّة مثلنا .
فأين المشكلة يا تُرى ؟! وأين يكمن السّرُّ ؛ هذا السرّ الذي يوحّد العائلات حينًا ويمزّقها حينًا آخر ، وكأنّي بالديمقراطيّة والانتخابات جاءت للفُرقة والتمزيق وزرع المشاكل في دروب بلداتنا ومدننا … تمزيق العائلة الواحدة مرّة والتمزيق بين عائلة وأخرى مرّة.
قد أكون متشائمًا بعض الشيء ، ولكنّه الواقع المرير والذي بات ” يُلوّن” حياتنا بالسّواد والتشاؤم.
حان الوقت ان ندركَ أن بلداتنا هي بيوتنا الدافئة والتي نطمئن بها واليها ، بل هي ملاعب الصّبا ومسكن أهلنا وأقربائنا وجيراننا وأصدقائنا ، وكلّنا أهل وأحبّاء ، فحريٌّ بنا أن نحافظ على لُحمة أهلها ، وعلى طمأنينة أوضاعها ، وعلى الأمان ، فالانتخابات ما جاءت إلّا لزرع التحدّي الجميل من جديد ؛ هذا التحدّي الذي يزرع الأمل في النفوس من جديد ويزرع الزهور في الحدائق العامّة !!!- هذه الحدائق التي ما زالت نسيًا منسيًّا… نعم انّه التحدّي الجميل المبارك الذي يدعو كلّ من له القدرة على العطاء والقيادة ورفع شأن بلدته أن يُقدم على الخدمة ، فالقيادة الحقيقيّة ما كانت ولن تكون في معناها الحقيقيّ إلّا خدمة المواطن بعيدًا عن العصبيّة الحمائلية والعائلية والطائفيّة.
قد أظلم في مقالي الصغير هذا بعض بلداننا وخاصّة ” عبلّيننا ” الجميلة والتي تنعم بالهدوء والأمان والطمأنينة، فتسير فيها الدعايات الانتخابيّة سيرًا حسَنًا وحضاريًّا لا عنف فيه ولا تهديد أو وعيد.
عبلّين ليست الوحيدة التي ” اقتنعت” أنّ السّلم المجتمعيّ هو الشّرارة الاولى المضيئة والمؤثّرة في بناء الانسان الجميل الراغب دومًا بالحياة الكريمة.
صدقَ من قال : الانتخابات يوم ويمرّ ، يوم عابر ، فليأت بمن شاء ، فالكلّ اهلنا وناسنا وأخوتنا وجيراننا ومعارفنا ، فلنبارك له ونبارك لهم ونهنّيء ، ونُبدي الاستعداد لمدّ يد العون ، فالسفينة لنا وكلّنا فوقها ، والريح الشديدة ستقلقلنا جميعًا.
أملي كبير في أن تمرّ هذه الانتخابات المحليّة كما غيمة الصّيف مرورًا جميلًا هادئًا ، هادفًا ورقيقًا.
زهير دعيم