متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا….
تاريخ النشر: 17/10/18 | 13:00عادةً ما ابدأ بهذه العبارة الراقية التي قالها الفاروق رضي الله عنه، عندما ابدأ تعليم طلابي في موضوع المدنيات عن الحرية…
نتناقش حول المقولة ويبدي كُلٌ رأيه حتى نصل إلى مبتغانا..هذه العبارة التي ما زلنا نرددها قيلت قبل أكثر من الف وأربع مائة سنه والتي يجب أن تكون نبراساً لكل العالم بمُسلِميه ومسيحييه ويهودييه.. لكن وللأسف ما زال البعض منا يجهل كنهها وجوهرها وحقيقتها. كُلٌ منا ينادي بالديمقراطية وبالحرية وحرية الرأي والتعبير…كلٌ منا يدعي أن الاختلاف بالرأي لا يفسد للود قضيه.. ولك كل الحق في التعبير عن رأيك كما أنه لي الحق بذلك .. غالبيتنا يدرك أن الحرية هي من الحقوق الطبيعية والتي ولِدَت مع الإنسان لكونه انساناً… أُعطيت له لكونه قادراً على التفكير واتخاذ القرار وتحمل تَبعات قراره… ومعظمنا يعرف انه ” انت حر ما لم تضر” إلا أنه في الحقيقة، وعند المحك نصاب بالصدمه… فإذ ما أردنا أن نُنْزِل ما نؤمن به إلى ارض الواقع نرى العجب العجاب من ردود الافعال، منها من يخون ومنها من يشكك ومنها من يكيل الاتهامات جزافاً ومنها من ينعت ” بالجريره”.. فعندما تريد أن تكون مختلفاً يجب أن تستعد لمواجهة هجوماً كاسحا لا يُبقي ولا يذر من ردود الأفعال غير المنطقيه والتي لا مبرر لها سوا اننا نعيش في حاله شمولية.. توتاليتاريه.. دكتاتورية …
جميعنا في الغالب الأعم يؤمن بكل المقولات التي تدعم التعددية الفكريه منها والسياسية والاجتماعية… كلنا نقول يجب احترام الرأي والرأي الآخر… رأيي صواب ويحتمل الخطأ ورأيك خطأ ويحتمل الصواب… ولكن في حقيقة الأمر لا يحتمل أحدنا أن يسمع رأياً مغايراً لرأيهِ…
يجب أن ندرك أن في هذه الانتخابات لكل منا اجتهاداته وتصوراته وافكاره التي قد لا تتوافق مع رأيك.. بل قد تتناقض معه. الاختلاف (وليس الخِلاف) هو صحي ومفيد بل وضروري للمجتمعات، أن نفكر بشكلٍ مختلف بعيداً عن التعصب العائلي والفئوي الضيق أو أي تعصب آخر هذا الأمر محمود لأنه يرقى بنا إلى مَصافِ الامم.
ان الذي يفكر بطريقة مغايرة عن المألوف والذي يغرد خارج السرب ليصل بالبلد إلى بر الأمان لهو انسان خلّاق ومبدع، يجب احترامه وتقديره.
علينا أن نعي أن الانتخابات ليست بين فريقين فريقاً بالجنه وفريقاً بالسعير.. بل هي فترةٌ للارتقاء بعقولنا إلى أبعد الحدود.. (رغم التحفظات التي لي على مجمل الانتخابات المحليه في وسطنا العربي).
واخيرا اقول كلنا أبناء بلد واحد وأبناء وطن واحد… ولتبقى بلدة الروحه وبلدة الشهيد.. معاويه موحدة (بفتح الحاء وكسرها). فلا للتجريح، لا بالتلميح منه ولا بالتصريح.
“والله غالبٌ على أمره ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون”
بقلم الاستاذ عثمان محمد عثمان
معلم مدنيات