تبرير الفقيه لمقتل خاشقجي
تاريخ النشر: 25/10/18 | 0:11كنت متأكّدا أنّ بعض الشيوخ والأئمة والفقهاء والمشتغلين سيبرّرون لقتل خاشقجي السّعودي رحمة الله عليه بأيدي سعودية، باسم الدين والسّنة، والمقطع الذي بين أيدينا وصفحات الأتباع تؤكّد ذلك وتثبته.
يشمل المقطع تبريرا لجريمة قتل خاشقجي رحمة الله عليه من طرف صالح المغامسي عبر الفضائية السّعودية ، حيث قارن المغامسي بين جريمة قتل خاشقجي رحمة الله عليه بما يراه أخطاء سيّدنا خالد بن الوليد رضوان الله عليه، وعليه أقول :
1. كان سيّدنا خالد بن الوليد عسكريا بالفطرة ولذلك منحه سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم قيادة الجيوش التي تضمّ كبار أسيادنا الصّحابة رضوان الله عليهم جميها من أوّل يوم من إعلانه الشّهادة ودخوله للإسلام.
2. كان سيّدنا خالد بن الوليد مقاتلا يقاتل أعداء ويواجه أعداء يسعون بكلّ ما لديهم لقتله شخصيا ولتحطيم الدولة الفتية وإبادة المسلمين. كيف إذن يقارن بخاشقجي المسالم البريء والذي لا يحمل سلاحا أبيضا ولا أسودا.
3. سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم وهو القائد الأعلى للقوات المسلّحة ومن بعده سيّدنا الصّديق رضوان الله عليه باعتباره أيضا خليفة المسلمين والقائد الأعلى للقوات المسلّحة، بعث كلّ منهما قائدا عسكريا لمهمة عسكرية واضحة جليّة تتمثّل في ردّ العدوان، وتأمين الحدود، وإعادة الأمن، ونشر الأمان، والحفاظ على العهود وتأمين من يأخذ بها ويتمسّك بها، وفي المقابل تمّ إرسال “كوموندوس” من 15 شخصا للخاشقي البريء المسالم وكأنّهم يواجهون جيشا مدجّجا بالسّلاح فأردوه قتيلا. كيف يتم إذن المقارنة بين قائد عسكري وهو سيّدنا خالد بن الوليد رضوان الله عليه في مهمة عسكرية نبيلة بـ”كوموندوس” يثير الرعب والفزع والقتل لدى برئ مسالم.
4. نقل صالح المغامسي أنّ سيف سيّدنا خالد بن الوليد كان فيه “عجلة !!”، وهذا اتّهام لسيف الله المسلول واتّهام للقائد الأعلى للقوات المسلّحة وهو سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم الذي ظلّ يرسل قائده العسكري خالد بن الوليد على رأس الجيوش وعلى رأس أسيادنا الصحابة. وكلّ ما في الأمر أنّ سيّدنا خالد بن الوليد عسكري بطبعه وبفطرته، والعسكري لا يثق في أحد إلاّ بعد اختبار وتيقن عن دراية وبنفسه، والأخطاء التي عاتبها عليه قائده الأعلى سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم وسيّدنا الصّديق رضوان الله عليه تندرج ضمن هذا الإطار، ولم يعاتبه أحد على أخطاء عسكرية لأنّه لم يرتكب خطأ عسكريا في جاهلية أو إسلام.
5. حين بلغ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم الخطأ غير العسكري الذي ارتكبه سيّدنا خالد بن الوليد قال مباشرة: “اللّهم إنّي أبرء لك ممّا صنع خالد”، بينما في مقتل خاشقجي رحمة الله عليه، كذّبوا الرواية الصّحيحة، وخلقوا روايات متضاربة كاذبة، واتّهموا من قال الصدق بالكذب والبهتان، ولولا المعلومات المسرّبة عمدا وبالتقطير ولغايات تعني الأتراك وحدهم دون غيرهم لما سمع أحد بمقتل خاشقجي إلى اليوم. كيف تتم المقارنة بين الفعل الشنيع وجريمة قتل خاشقجي رحمة الله عليه بتصرف سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم مع قائده العسكري خالد بن الوليد الذي لم يرتكب خطأ عسكريا ولم يتعمّد الأخطاء غير العسكرية.
6. كان صالح المغامسي حين يتحدّث عن ولي الأمر السّعودي يقول: “حفظه الله”، وحين يتحدّث عن خاشقجي المقتول رحمة الله عليه يقول: “غفر الله له”، ولم يقل عن القتلة : “غفر الله لهم”، وكأنّ خاشقجي هو المخطئ المذنب يحتاج وحده المغفرة، أو أنّ “غفر الله له” لا تقال لولي الأمر، وفعلا لم أسمع شيخا ولا فقيها ولا إماما طيلة حياتي ولحدّ الآن يقول عن ولي أمره “غفر الله لك”.
7. صالح المغامسي قال: “السّعودية تريثت في الإعلان حتّى تتأكّد من الأمر”، وهذا من الكذب والزور، لأنّ الذي يتريّث يلتزم الصّمت ولا يكذّب الرواية الصّحيحة، ولا يقول إنّ كاميرات تعطّلت ذلك اليوم وهو يوم قتل خاشقجي، ولا يهدّد قائلا: من كان له دليل مادي فليظهره، ما يدل على أنّ السّعودية لم تتريث كما يقول المغامسي بل أجبرت على تقديم “الرواية السّعودية”.
8. لو ذكر هذا التبرير سياسي سعودي أو سياسي آخر ما كنت أردّ عليه، لأنّ التبرير من صنائع السّاسة العرب والعجم والغرب.
9. مشكلة الأمّة ليست في سياسي يبرّر لجريمته فتلك من طبيعته، بل في مفتي وفقيه وإمام ومتدين يبرّر لجريمة السيّاسي، لذلك أكرّر وأثبت وأطالب وبقوّة تسليط أقصى العقوبات على كلّ فقيه ومفتي وإمام يبرّر لجرائم السّياسي باسم الدين وباسم سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وباسم أسيادنا الصّحابة رضوان الله عليهم جميعا، لأنّ تبريهم أخطر على الأمة من أخطاء وجرائم السياسي.
10. لو صمت الفقهاء في أمور سياسية وقالوا: لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده لوجدنا لهم بدل العذر مائة، لكنهم رضوا لأنفسهم الذلّ والهوان حين برّروا باسم الدين لجريمة ارتكبت بحماقة وفي وضح النهار.
معمر حبار