الـمالُ يَكْفُلُ تَقْويمًا إِذا انْحَرَفَا- شعر: محمود مرعي
تاريخ النشر: 25/10/18 | 13:10جاهِدْ ضَميرَكَ إمَّا مالَ وَانْحَرَفَا.. وَناصَرَ الظُّلْمَ وَالطُّغْيانَ وَالْتَحَفَا
وَدَعْ مَقولَةَ ذي كَيْدٍ وَمَطْعَنَةٍ .. حُرِّيَّةُ الرَّأْيِ وَالتَّعْبيرِ بابُ شِفا
فَما لِخائِنِ أَهْلي أَيُّ مَنْزِلَةٍ .. مِنَ الكَرامَةِ أَوْ رَأْيٍ وَلَوْ حَلَفَا
فَما الخِيانَةُ رَأْيٌ جازَ تَقْبَلُهُ.. إِنَّ الخِيانَةَ نَهْجٌ ساءَ مُقْتَرَفَا
لَوْ جاءَها أَحْمَدٌ وَالرُّسْلُ أَجْمَعُهُمْ.. فَاكْفُرْ بِمَنْهَجِهِمْ، وَانْبِذْ وَلا أَسَفَا
قَدْ زانَ لِلْبَعْضِ إِبْليسٌ طَرائِقَهُ.. مِنْهُمْ تَقِيٌّ، بِلا تَقْوى لَهُ انْصَرَفَا
أَعْماهُ ما اسْطاعَ إِبْصارًا وَرانَ عَلى.. فُؤادِهِ فَتَوَلَّى ثُمَّتَ انْخَسَفَا
وَقالَ قَوْلَ جَواسيسٍ قَدِ انْتَشَروا.. بِأَمْرِ أَكْبَرِهِمْ، وَانْساقَ وَانْعَطَفَا
وَصَارَ تابِعَهُ في كُلِّ مَهْرَشَةٍ.. وَجَيِّدَ النَّبْحِ في الحاراتِ قَدْ عُرِفَا
فَكَمْ لِإِبْليسَ أَيْدٍ عِنْدَهُ سَلَفَتْ.. وَكَمْ لِخَيْرٍ إِذا ما لاحَ قَدْ نَسَفَا
يَقْفو الغَوِيَّ وَقَدْ أَبْدى غِوايَتَهُ.. وَلا يُفارِقُهُ لَوْ نالَ صَفْعَ قَفَا
يَقْتاتُ خُبْزَ عَميلٍ راحَ يُلْقِمُهُ.. وَتِلْكَ مَكْرُمَةٌ قَدْ أَعْقَبَتْ تَرَفَا
وَلَيْسَ يَرْضى عَنِ التَّرْفيهِ مَتْرَبَةً.. فَالعَيْشُ في العِزِّ فَوْزٌ لا الَّذي اخْتَلَفَا
يُبَشِّرُ الخَلْقَ بِالجَنَّاتِ لَوْ مَنَحوا.. كَبيرَهُ الصَّوْتَ تَشْريفًا مَعَ الحُلَفَا
وَيُطْلِقُ الصَّوْتَ بَيْنَ النَّاسِ تَحْسَبُهُ.. مَهْدي الزَّمانِ لِغَيْرِ الحَقِّ ما وَقَفَا
وَأَجْهَلُ القَوْمِ يَدْري أَنَّهُ نَجِسٌ.. لا زَمْزَمٌ نَفَعَتْ لا مَرْوَةٌ وَصَفَا
وَلِيُّ نِعْمَتِهِ الجاسوسُ أَنْطَقَهُ.. وَالـمالُ يَكْفُلُ تَقْويمًا إِذا انْحَرَفَا
هناك بيت غير لائق بحق الأنبياء إن كان فهمي له صحيحا:–
لَوْ جاءَها أَحْمَدٌ وَالرُّسْلُ أَجْمَعُهُمْ.. فَاكْفُرْ بِمَنْهَجِهِمْ، وَانْبِذْ وَلا أَسَفَا
—
الأنبياء لن يجيئوها (أي الخيانة). وإتيان الأنبياء شيئا هو دليل على أنه حلال. نسأل الله أن يحمينا من الكفر.
عليك إعراب (لو) لتقف على حقيقة المعنى، فليس كما توهمت
وفي البيت وسابقه تنزيه للأنبياء عن الإتيان بالخيانة
فلا داعي لتظهر غيرة في غير موضعها
صحيح. إعراب “لو” ينفي عن الشاعر الكريم تهمة ادعاء أن الأنبياء جاءوا بالخيانة (وهي تهمة لم أوجهها أنا للشاعر).
أنا ركزت على جواب الشرط (عجز البيت). لكنني لا أنوي الاستمرار بالجدال. فقط أردت أن ينتهي الأمر بشكل ودي خال من الضغينة.
وأسأل الله أن لا يجعل غيرتي إلا في مواضع الغيرة.
الأنبياء لن يجيئوها (أي الخيانة). وإتيان الأنبياء شيئا هو دليل على أنه حلال. نسأل الله أن يحمينا من الكفر.
هذا تعقيبك الأول وهو مناقض لتعقيبك الثاني
وما دمت تعلم أن لو تنفي عن الشاعر وتنفي اتهام الانبياء، فلماذا عقبتَ بهذه الصورة، هل لتثبت للناس أنك قارئ؟
لا مانع عندي من إرسال هذا التعليق بشكل شخصي للشاعر دون عرضه في بقجة. والقرار في هذا لبقجة وسياستها التحريرية.
أولا لم أحاول أن أثبت للناس أنني قارئ، فلا أحد يعرف من أنا إلا الله. أنا مجرد قارئ، وأحب كلمة “مجرد” ولا أسعى لتجاوزها. ولست بوارد المناكفة الشخصية.
أنا قلت بإني ركزت على عجز البيت: فَاكْفُرْ بِمَنْهَجِهِمْ، وَانْبِذْ وَلا أَسَفَا.
معنى البيت: (أي اكفرْ بمنهج الأنبياء واترك منهجهم غير مأسوف عليه – هذا لو جاؤوا الخيانة، أما والواقع أنهم لم يأتوا الخيانة فلا تكفر بمنهجهم.)
أنا قلت وما زلت أقول إن هذه الجملة الشرطية لا تجوز بحق الأنبياء. لا يجوز لمؤمن أن يقول:
“لو قال النبي محمد كذا وكذا لكفرت به. ولكنه لم يقل كذا وكذا ولذلك لا أكفر به”.
لا يجوز قول هذا لأن مرجعيتنا هي كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وبكلامه نحكم على الأمور، وليس العكس.
حدث أن مفتي سورية أحمد حسون قال مرة “لو أن محمدا أمرني بإنكار رسالة المسيح لكفرت بمحمد”. (قالها أمام حشد من المسيحيين ليشدد على إيمان المسلمين بالمسيح).
وحين سئل القرضاوي عن ذلك أنكر على حسون ذلك لأن النبي محمدا لو قال ذلك لكان ذلك صحيحا. نحن نؤمن بنبوة عيسى لأن النبي محمدا أقر بها.
حين قلت لك انك تسعى لتثبت انك قارئ، وها أنت تركب مركب الجدل، قال شوقي:
الاشتراكيون أنت إمامهم.. لولا دعاوى القوم والغلواء
ولولا هنا تمام مثل لو فهلا أنكرت على شوقي قوله؟
ثم البيت ينزه الانبياء عن الخيانة والدليل لو حرف امتناع، فكيف تقرأ؟؟
سلام عليك
ثم أنت تنكر غير منكر وهذا تنطع، فاستعمال (لو ولولا) وارد في اللغة وعن الرسول صلى الله عليه وسلم، ألم يقل: (لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها)؟؟