المصلحة العامّة – يخدمونها أم يسرقونها ؟!
تاريخ النشر: 28/10/18 | 8:39“المصلحة العامّة “هي اللفظة الاكثر تداولًا في موسم الانتخابات وفي كلّ المواسم والمحافل،هذه العبارة هي رمز للتعبير عن النزاهة السياسية والشّرف القياديّ. فالكلّ يتشدّق بها ويزيّن بياناته بألوان قوسها القُزحيّ، والكل يتبناها فهي “البقرة المقدّسة” التي يتعبّد في محرابها كلّ من أراد ان يتسلّق َسُلّم المجتمع وافق الحياة.
…انها الكلمة السّحرية التي تشدّ المواطن وتجعله يحني هامته اجلالًا وتقديرًا لقائلها ، حتّى ولو كانت ضريبة كلام لا أكثر ولا اقلّ.!
والرجال العظام كالجبال لا تُنقِص المغائر من عظمتها ، وقد يكون هناك جزء من هذه المغائر هو عنصر الكذب ، وهذا العنصر كالأوكسجين للرجال ، ألم يقل السالفون : انّ الكذب ملح الرجال ؟!
فلا بأس ان يكذب الرجل اذًا ؟!…بل الأجدر به أن يكذب والا ّسيبقى في عيون المواطنين ساذجًا لا يعرف من أين تؤكل الكتف، ولا يُحسن فنَّ السّياسة .فالسياسة دُنيا واسعة تستدعي التسويق والجحود والرقص على الحبال والبهلوانية ، وأحيانا تكون كثيرة الشّقاوة .
حقا الكلمات المعسولة كثيرًا ما تنطلي على الشعب فيصدّقها ويجعلها “تعويذةً ” في رقبته يتبارك بها ولا يقبل لها تبديلًا ولا تحويرًا.
والانسان على ذمّة الكاتب الرائع سلام الراسي كلمة جاءت من النسيان ، فأنه سريعاً ما ينسى الوعود التي نثرها “الزعيم” والقيادي ليعود ليصدّقها من جديد في مرحلة انتخابية جديدة .
ولعلّ التعبير المُضادّ للمصلحة العامّة هو المصلحة الخاصّة وهذا يعني حسب ادّعاء العامّة وأهل الاقتصاد والمجتمع القُرب من الكعكة ذات حبّة الكرز الحمراء اللذيذة ، والالتهام منها ما استطاع القائد الى ذالك سبيلًا .
على انّ علماء الاجتماع يبحرون اكثر في لُجّة المصالح فيقولون : ” انّ المصلحة العامّة ما هي الّا مجموعة من المصالح الخاصّة !!”
ونضيع بين “حانا و “مانا” ويختلط علينا الأمر ، وتضيع قُرانا ومدننا ومصالحنا ، وينسى قادة المجتمع او يتناسون انّ أموال السلطات المحليّة هي أموال وقف ، علينا أن نُكرّسها ونوظّفها في خدمة المجتمع برُمته، وأنّ ذاك الذي يتلاعب بها انما يخون الأمانة التي حمّله إياها المواطنون ، وأناطوا عنقه بها ، فالزعامة كانت منذ بدء الخليقة صنوًا للكرامة والخدمة ، وعنوانًا للتضحية ونِدًّا للعمل الدؤوب.فتعالوا نُرضي الرب ّ المُحبّ اله الجود والعدل ، فنكسب التاريخ والأمجاد دنيا وآخرة .
وهيّا نحاسب أنفسنا كلٌّ في موقعه ونتساءل : ماذا قدّمت ُانا لمجتمعي وشعبي من أشياء تستحقّ الحياة ؟! وماذا كان نصيبي في دفع عجلة الحضارة في بلدتي وحارتي ووطني ؟.
هل انا عضو ٌفعّال في المجتمع أم على هامش الحياة؟
هل أنا من خلال ترشّحي للانتخابات في بلدتي اتوق فعلًا الى العطاء وخدمة المواطنين جميعًا؟
أجل كم أتمنى أن نكون جميعًا كالنحلات العاملات نفكّر بالخدمة والعطاء قبل ان نفكّر بالأخذ ! .
زهير دعيم