اوراق انتخابية فحماوية – قراءه سريعه على هامش الإنتخابات
تاريخ النشر: 28/10/18 | 8:51من المتعارف عليه في الحملات الانتخابية ، الاستمرار باستخدام شعار انتخابي واحد ، يرافق المرشح حتى انتهاء الحملة وحتى في حملات مستقبلية اذا ما حقق هذا الشعار الهدف المطلوب .
وليس بعيدا عن هذا النمط ما يظهر في قائمة “أم الفحم للجميع”، التي يترأسها المحامي المعروف، توفيق سعيد جبارين، حين تبنّت في عرضها رسالةً واضحةً تخص الفحماويين دون استثناء وتحمل رؤية مستقبلية واضحه وتنقل مبدأ الأرض وأهميتها وتربط الإنسان بالجذور وتعكس أهمية النضال وتحكي قصة صراع قد تؤدي بمتابعتها نقلة نوعية للفحماويين ، وتنقل في تركيبتها رسالة مهمه للناخبين ، واحتفظت بشعارها حتى النهايه .
ليس خفِيّاً أن هذه ، بالعموم ، هي إحدى الأسس التي تُبنى عليها الحملات الانتخابية عند الشعوب المتحضّره ، ومع ذلك فمن المفضل الخروج أحياناً عن هذه القاعدة واستبدال الشعار مهما كانت قوته وتأثيره ، وفقًا للظروف والتغييرات التي تحصل على أرض الواقع ، ليتلائم وينسجم مع مجموعة الأحداث واستجابة لنبض الشارع والمستجدات التي قد تفرض نفسها على أرض الواقع وتخلق محوراً هاما للشريحة التي يتم مخاطبتها من المرشّحين .
إن ما تم ملاحظته مؤخرًا مع قائمة “البيت الفحماوي” حين اقدمت هذه المجموعة وفي ذروة الحملة الانتخابية على استبدال شعارها الانتخابي (البلد بحاجة لرئيس ، والافضل للرئاسة) الذي بدأت به حملتها بشعارٍ انتخابي جديد تحاكي فيه “جمهور الهدف” .
هذه الخطوة لم تأتِ من عبث ، وحتمًا فإنها اتخذت بعد تفكير جدّي ( بتقديري ) ودراسة جيدة ومتكررة للواقع ، وقراءة مهنيّة للتطورات الأخيرة على الساحة الانتخابية ، ومن المؤكد ايضًا تحليلًا عميقًا للمعطيات . ولذلك فإنه يبدو أن نتائج استطلاعات الرأي التي بحوزتهم كانت محفزًا للإسراع بإتخاذ هذا القرار وتنفيذه .
للتذكير ، ليس إلا ، فإن قائمة البيت الفحماوي ومرشحها للرئاسة د.سمير صبحي اعتمدت ( قبل عدّة ايام ) شعارها الانتخابي “البلد بدها رئيس” واستعملت كلمة “الافضل” بإشارة الى ان مرشحها (د. سمير صبحي) هو الافضل لهذا المنصب ، ولكنها اطلّت علينا بالشعار الجديد “البلد قررت التغيير”.. !
لماذا وما هو الدافع لاتخاذ هذه الخطوة وفي هذا التوقيت بالذات ورغم الخطورة التي تكمن فيها سيما وأن الانتخابات على الابواب ، ولا يتوفر متسعًا من الوقت اذا ما كانت نتيجة ذلك عكسية ؟
نتائج استطلاع الرأي الذي اعدّته إحدى الشركات الرياديّة المختصة بهذا المجال كانت الدافع الذي رجَح الكفة حسب رايي ، للمجازفة والمضيّ قدمًا بالشعار الجديد نحو المحاذاة الاخيرة في المنافسة الانتخابية.
وماذا عن الاستطلاع المذكور اعلاه؟
في هذا الاستطلاع (حيث نسبة الخطأ او الصواب %5) ، بيَّنت النتائج تفوقًا واضحًا لمرشحها للرئاسة د.سمير (مرشح البيت الفحماوي) وبفارق كبير جدًا على أقرب منافسيه ، رئيس البلدية الحالي ، الشيخ خالد حمدان وأظهرت نتائج الاستطلاع الذي شمل عينة من 500 شخص ان د. سمير محاميد يحظى بتأييد %44 من الناخبين مقابل %21.6 للشيخ خالد ..
تظهر النتائج كذلك ( في حالة إجراء جولة انتخابية ثانية بين المرشحَيْن د. سمير والشيخ خالد ) تفوقًا كبيرًا جدًا للكتور سمير بنسبة %61 مقابل %22 للشيخ خالد ، بينما لم يقرر حوالي %17.
وهنا لا يد من الإشارة إلى أن هذه النتائج المذكورة أعلاه قد تتغير وترتفع نسبة التأييد للشيخ خالد ، وخاصة بعد تكثيف دعاية حملته الانتخابية وطرح النخبة التي ترافقه لعضوية المجلس البلدي ، ولا يوجد أدنى شك أن لها وزنها وجمهورها ، غير إن الفارق سيبقى كبيرًا ومن الصعب تقليصه أو التغلب عليه لأسباب وعوامل عدّة وعلى رأسها ضيق الوقت .
اليوم الجمعة …..وإنّ الثلاثاء لِناظرِه قريب.
كتب سعيد بدران