خطبة الجمعة للمعرض الدولي للكتاب بالعاصمة
تاريخ النشر: 12/11/18 | 7:05زرنا البجمعة وللمرّة الثانية المعرض الدولي للكتاب ضمّ مجموعة من المثقفين والأساتذة الجامعيين والثانويين والمتوسطات، والكتاب، والروائيين من ولاية الشلف، ومنهم: محمد حراث معمر عيساني مع جمال زناقي محمد عبد الفتاح مقدود سالم أبو جابر الجزائري يوسف لخمي Kanit Mohammed Amin محمد عبدالمرايم وWinaruz Amray صليحة زروقي أحمد ملياني، وKanit Mohammed Amin، وMohamed Benazouz، و العالية طالب، و علي حاجي نوال، و حسين بن فرج، شريفي إبراهيم، هواري إلهام، و فطمة قرزو، وغيرهم من الذين لم أستطع ذكرأسمائهم، وضمن #رحلة_ثقافية المعروفة برحلاتها وزيارتها عبر الوطن والمنشورة والمنثورة عبر مقاطع أبدع في تصويرها شباب رزقوا النشاط والموهبة.
اتّجهت رفقة شاعرنا الأنيق محمد حراث والباحث في التّاريح حسين بن فرج إلى أقرب مسجد، فكان مسجد “النجاح” بحي “الكثبان” كما عرّفه لنا أحد القاطنين بالحي.
دورة المياه كانت في غاية النظافة رغم العدد الكبير من المصلين خاصّة القادمين من مختلف الولايات للمعرض الدولي للكتاب.
أوّل مالفت انتباهي صوت الأذان المقلّد والتّابع للأذان السّعودي، وكانت تلك من البدايات السّيئة التي ماكان المرء يتمناها لمجتمعه والجزائر تزخر بالأصوات الصّاعدة.
رزق خطيب الجمعة بصوت حسن، وتلاوة جيّدة، وقراءة مميّزة وكأنّي لأوّل مرّة أسمع للطريقة الحسنة التي قرأ بها الآيات البيّنات في ركعتي صلاة الجمعة، سائلا المولى عزّجل أن يحفظ صوته ويحفظه لصوته.
تطرّق الخطيب في خطبة الجمعة إلى موضوع حماية البيئة ومن خلال نقاط أنست بعضها بعضا من كثرتها وتعدّدها، وكان عليه أن يختار نقطة واحدة فاعلة ويركّز عليها وفي مناسبات أخرى يذكر الثانية وهكذا حسب المقام. ومما يجب قوله في هذا المقام، أنّ: الخطبة ليست درسا تعليميا فإن ذلك له وقته وأصحابه وأستاذه، إنّما الخطبة موعظة قصيرة تذكّر النّاس بمختلف أصنافهم، لذلك كان التبكير للجمعة من آداب الجمعة ولو كان المرء أعلم وأفقه وأفضل من خطيب الجمعة والعيدين، لأنّ المسألة لها علاقة بالموعظة التي يحتاجها ويظلّ يحتاجها كلّ النّاس مهما كان مستواهم الجامعي والعلمي والفقهي. ثمّ إنّ المجتمع بحاجة إلى أفكار فاعلة يحسنها ويعرفها وفي متناوله، كالحثّ على شراء الأشجار، وغرسها، وشراء قضبان الحديد التي تحميها من الحيوانات وعبث العابثين، وهكذا في مواضيع مختلفة متعدّدة حسب كلّ مجتمع، وكلّ ولاية، ودائرة، وبلدية، والحي.
ظلّ الخطيب موجها بصره نحو الورقة التي قدّمت له لا يلتفت لغيرها، بل حتّى الدعاء ظلّ يقرأه من الورقة ولا يلتفت للمصلين. وأكرّر ما كتبته منذ سنوات: إذا كانت من آداب الاستماع لخطبة الجمعة هي نظر المأموم للخطيب، فعلى الفقهاء أن يضيفوا أيضا أن من آداب الاستماع لخطبة الجمعة نظر الخطيب وهو فوق منبر سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم للمأمومين، لأنّه لا يليق بالخطيب أن يلقي خطبته على الأسماع والأنظار ولا يلتفت للسّامعين والحضور. ونفس الملاحظة تقال للأستاذ والمحاضر والمربي والوالدين وكلّ من يتصدّر المجلس ويصعد للمنصّة، وأنصح في هذا المجال بقراءة كتاب: “Comment parler au public” للأستاذ الأمريكي ديل كارنيجي، فقد أبدع في طرق إيصال الخطيب والمتحدّث للمعلومة التي يريد أن يوصلها.
بعدما سلّم الإمام من صلاة الجمعة معلنا انتهاءها، قام عدد كبير للانصراف لشأنه، إذ به يعلن عن صلاة الجنازة، فكانت فوضى عارمة بين المنصرفين والعازمين على أداء صلاة الجمعة، وكان على الإمام أن يذكّر المصلين بصلاة الجمعة قبل تكبيرة الاحرام وبعد الإقامة فإنّ ذلك أضمن لعدم الانصراف بعد تسليمة الإمام، وأحسن وأفضل من حيث النظام، والسّلوك الحسن، والوقار الذي يليق بالمسجد والصلاة والإمام ورواد المسجد.
معمر حبار – المغرب العربي