القراَن الكريم
تاريخ النشر: 21/11/18 | 5:32يقول الدكتور زغلول النجار: جاءني طبيب أمريكي أسلم، ولم يقرأ من القرآن سوى قوله تعالى: ﴿الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِين﴾ [البقرة: 1-2] فقال: كتاب يصف نفسه بذلك لابد أنه كتاب من رب العالين( )، فالواحد منا إذا كتب خطاباً، وبات حتى الصباح، يقوم بتغيير نصفه على الأقل، وهو مجرد خطاب، ولو بات الخطاب معه مرة أخرى، فإنه سيقوم بتعديله كاملاً.
كما يقول: غير أن الذي يعيش في الغرب، ويطالع هذا التقدم سوف يكتشف أنه تقدم مادي فقط، رافقه تخلف ديني وأخلاقي ومعنوي وروحاني، وسلوكي، وأن هذه الحضارة سوف تدمر ذاتها بذاتها، يقولون إنها حضارة تتآكل من داخلها وهي حضارة عفنة، تهتم بالمادة وتهمل الجوانب المعنوية والروحية.
إن القرآن الكريم لا تنقضي عجائبه، وهو كلام الله الذي لا تنفد معانيه وإعجازاته، فهو المعجزة الفكرية الخالدة، فكلما أحدث الناس شكوكاً جاءهم القرآن الكريم بالبرهان المبين. وإذا كان العلماء القدماء يتحدثون عن الإعجاز البياني للقرآن الكريم، فإن علماء هذا العصر يتحدثون في وجوه أخرى من الإعجاز، مثل الإعجاز التشريعي والتاريخي والعلمي والرياضي. هذه الوجوه وغيرها جعلت مهمة المسلم اليوم أسهل لإقامة الحجة.
إنه كان معلوماً من حال النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان أمياً لا يكتب ولا يقرأ، وكذلك كان معروفاً من حاله أنه لم يكن يعرف شيئاً من كتب المتقدمين، وأقاصيصهم وأنبائهم وسيرهم. ثم أتى بجمل مما وقع وحدث، من عظيمات الأمور ومهمات السير، من حين خلق الله آدم عليه السلام، إلى حين مبعثه، فذكر في الكتاب -الذي جاء به معجزة له-: قصة آدم عليه السلام، وابتداء خلقه، وما صار أمره إليه من الخروج من الجنة، ثم جملاً من أمر ولده وأحواله وتوبته، ثم ذكر قصة نوح عليه السلام، وما كان بينه وبين قومه، وما انتهى إليه أمرهم، وكذلك أمر إبراهيم عليه السلام، إلى ذكر سائر الأنبياء المذكورين في القرآن.