من المسؤول عن وقتنا المهدور في الهواتف الذكية ؟
تاريخ النشر: 24/11/18 | 5:59هل تم اختطافنا من وعينا وانتباهنا ؟ في مواجهة الشركات التي تستغل هشاشة مستخدمي الهواتف الذكية ، هناك في المقابل من يدافع عن ضرورة التفكير في وضع أخلاقيات للرقمية ، خلال عملية تصميم التطبيقات .
الولوج اليومي المتكرر لصفحتنا على الفيسبوك أو مشاهدة سلسلة من مقاطع الفيديو على منصة يوتيوب أو اختيار محل تجاري لأن تطبيق ما قد أوصى به …
كل يوم نقضي عديدا من الساعات على شاشاتنا. حوالي 82 مرة استخداما للهواتف الذكية في اليوم بالنسبة للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 24 عامًا . أصبحنا نجد صعوبة أكثر فأكثر في مراقبة أنفسنا . وباختصار شديد ، لقد أصبنا بالإدمان . هل لأننا بتنا مرتهنين ومشتتين ومخبولين بالرقمية ؟ هل حالات ضعفنا هاته أمام الهواتف الذكية ، هي كل ما حققه نجاح المهندسين والمصممين وعلماء الكمبيوتر في وادي السليكون ؟ إنهم يصممون خدمات وتطبيقات تدفعنا إلى هدر أكبر قدر من وقتنا . والهدف أيضا هو اقتناص بياناتنا الشخصية النادرة بل أكثر من ذلك سلب وعينا وانتباهنا .
إذا كنا نريد من شخص ما فتح بريد إلكتروني أو ملء نموذج بيانات ، فكيف يمكن لهذا الشخص تحقيق ذلك لينجزه كما هو مطلوب ؟ إن من سيجيبون على هذه الأسئلة هم التقنيين المطورين والمصممين للتطبيقات . يعني ما يمكن تسميته “هندسة الاهتمام”.
في الولايات المتحدة الأمريكية ، هناك أساتذة روحيين في هذا المجال بل لقد صار يدرس كمادة مثلما هو الشأن في “مختبر التقنية ” في جامعة ستانفورد.
جميع الخدمات الرقمية التي تشغل هواتفنا الذكية هي مصممة بشكل تجعلنا خاضعين لها في ممارساتنا اليومية وتؤثر أيضا على خياراتنا . وهذا المنطق يؤثر أيضًا على بيئات جديدة للعمل .
كيف نقاوم الإدمان؟
إيقاف تشغيل الهاتف الذكي ، والبحث عن بلسم بدون إنترنت : تلك هي النصيحة الملحة على إقفال الربط الشبكي ( Deconnexion). وبتعبير آخر، على الجميع أن يكون حذرا ومنتبها . لكن هذه الوصفة التي تهم السلوك الشخصي للإنسان تثير عديدا من المشاكل : بداية إن القدرة على السيطرة على السلوك ليست متساوية بين البشر. ثم ما حيلة أي شخص في التعامل مع أنظمة صممتها منظمات عملاقة قائمة بذاتها ؟ فلا مسؤولية هناك على عاتق المصممين ؟ أخيراً ، إن اعتماد منطق الكل أولا شيء هو خيار ليس أحاديا . وعلى أي حال ، هذا ما يؤكده ” تريستان هاريس” هذا المهندس الأمريكي المعروف بكونه واحدا من الذين سئموا من “وادي السليكون” و هجر جوجل كما يقول في مقالات طويلة واهتم أساسا بالتركيز على بيان له بعنوان ( مضى وقت جميل Time well spent) ،. كانت فكرته الرئيسية هي تسمية لمعايير تصور لايستند على استغلال ارتباطنا بالإنترنت. وبعبارة أخرى ، تشجيع تصورأخلاقي ، أوالأخلاق ” بالديزاين “.
ترجمة عبده حقي