مدرسة ليوبيك في حيفا تخوض في كتابات ميسون أسدي
تاريخ النشر: 03/04/14 | 9:27استضافت مجموعة طلاب من صفوف الثواني عشر لتعلم اللغة العربية في مدرسة ليوبيك الكاتبة ميسون أسدي في جو تثقيفي تعليمي احتفالي جميل.
يعد هذا اللقاء الثاني على مدار السنتين الأخيرتين والذي تم بين الكاتبة وطلاب اللغة العربية في هذه المدرسة اليهودية، ويهدف إلى التعرف على الآخر بشكل شخصي وعن قرب، ولتشجيع الحوار الثقافي والقيم والتعايش والتقاء الثقافات.
تم افتتاح اللقاء من قبل المربية المسؤولة عن هذا البرنامج، ساريت ملتسر، والتي أشرفت على تخطيط وتنفيذ هذا اللقاء الخاص، والمربية ساريت هي مركزة اللغة العربية في مدرسة ليوبيك وتحضّر الطلبة للبجروت باللغة العربية وتهتم بتوجيه الطلاب لتوثيق العلاقة بين اللغة العربية والعبرية وهمها تربية الطلبة لمبادئ وقيم التسامح وتقبل الآخر والتقارب بين الطلبة اليهود والعرب عن طريق اللغة العربية وآدابها، ولها نشاطات عديدة ومتنوعة في هذا المجال.
تحدثت ساريت أمام الطلبة والضيفة عن هدف اللقاء، وموضوعه الذي يتمحور حول “أدب الأطفال والفتيان كمرآة للأدب والثقافة والقيم. وخلال اللقاء تم قراءة وترجمة ومناقشة وعرض العديد من قصص الكاتبة ميسون أسدي ابنة قرية دير الأسد التي تقيم في حيفا.
تجدر الإشارة إلى أن قصص أسدي ليست فقط للأطفال بل للفتيان والكبار وتحوي قصصها رسائل وقيم تربوية للمجتمع.. وتشجع قصص الكاتبة التمكين الشخصي والصمود في أوقات الأزمات والمشاركة في كسر الآراء المسبقة، في معرفة الحقيقة والسعي لتحقيق التنمية والهوية الشخصية.
قام طلاب الثواني عشر الذين سيتقدمون للبجروت في اللغة العربية خمس وحدات وهم: عاميت أدموني، شيني كمينكر، افلين موسيكفتيش، عنبال شيمش، أيلون كورنفيوم، ساجي هويزنر، علاء معدي، أديب نجار، زياد علوة، كيرن جيلي.. باختيار مجموعة متنوعة من كتب أسدي التي تناسب أذواقهم وعقولهم، فالطالبة المتفوقة أخذت قصة “تفاحة جلال”، وطالبة تميل إلى المواضيع العلاجية النفسية أخذت قصة “ارنوبي يبوح بسرة”، وطالبة يمنية بآرائها أخذت قصة “الرمان المر وهكذا.
ترجم الطلاب بعض من كتب ميسون أسدي إلى العبرية، وعرضوا ملخص القصة بالعربية، وأعدوا الأسئلة لطرحها على الكاتب، وعملوا عمل إبداعي شخصي حول القصة التي تعبّر عن مشاعرهم، فمثلا حضروا سلطة الفتوش بسبب قصة “فتوش”، ومجسم لخشبة المسرح بسبب قصة “كيف أصبحت ممثلة” ولوحات من قصة “حسان صديق الحية”، وتمثال لذئب من ورق مستوحى من قصة “موعد مع الذئب” وعرضوا جميع إبداعاتهم المثيرة للاهتمام على أمام الطلبة وضيوف هذا اللقاء.
يشار إلى أن الطلاب تلقوا علامة إضافية إلى علامة امتحاناتهم باللغة العربية، بسبب ترجمة القصة من العربي إلى العبري، وعلى عملهم الإبداعي حول القصة، ومشاركة الطلاب في الاجتماع، وعلى تنفيذهم بامتياز ما طلب منهم من قبل مربيتهم.
كما جرى حوار مثير للاهتمام حول شخصيات الكتب، وحبكة القصص وحصل الطلاب على معلومات كثيرة وأصيلة من الكاتبة عن المجتمع العربي وحضارته ومشاكله، وأثيرت قضايا القومية وهوية العرب في إسرائيل.
التسامح وتقبل الآخر
تقول ساريت: برز في اللقاء الاستماع المتبادل، والمشاركة الفعالة، وساهم النقاش في تنمية التسامح وتقبل الآخر بين الطلاب، وهذه قيمة مركزية التي نسعى إليها في التعليم المدرسي.
وبرز ثلاثة طلاب عرب من عسفيا والدالية وحيفا، وهؤلاء استعرضوا بعض من قصص الكاتبة للكبار وهي “الحب كافر”، “رحلة الصيف والشقاء” و”فضائي في الدير”.
ضيوف شرف في اللقاء
شارك في اللقاء ضيوف شرف، من المدرسة وهما الأستاذ شلومو واينبرغ- عضو مجلس الإدارة ومركز طبقة تدريسية في المدرسة ومدرسا للأدب والتاريخ والمواطنة. وأيضا د. روتي آش- أخصائية معلومات ومديرة المكتبة ومدرسة التاريخ.
أبدى الضيوف والطلاب إعجابهم من اللقاء مع الكاتبة التي شرحت بإسهاب عن معتقداتها وآراءها الاجتماعية والسياسية بكل صدق، مما أثار الإنطباع الجيد لدى الحضور.
ثم قدم الطلبة انطباعاتهم عن اللقاء وجاء به ما يلي:
أثرى مفرداتي في اللغة العربية
ترجمتي للقصة من اللغة العربية الى العبرية، أثرت مفرداتي في اللغة العربية، ومن خلال الاجتماع واللقاء مع الكاتبة وإجابتها على أسئلتي بما يتعلق بالمجتمع العربي، جعلتني أتعرف على الآخر والمختلف بشكل حقيقي بسبب اتاحة الفرصة أمامي لاستمع وأصغي للآخر حتى ولو كان مختلفا عني.
كاتبة واقعية
أحببت الصدق في كلام الكاتبة، فقد أجابت على أسئلتي بطريقة واقعية ومباشرة وعرضت أمامنا عالمها وآرائها. الاستماع إليها كان مثيرا للاهتمام، وكان لها دائما ما يقال وأحببت ذلك.
مهم جدا عقد لقاءات من هذا النوع
أنا قرأت وترجمت قصتها “الرمان المر” للعبرية، وفي حواري مع الكاتبة فهمت ما يشعر به الآخر، الإنسان العربي الذي طرد من بيته، وفي الوقت ذاته رأيت وفهمت بأن الكاتبة تتقبلنا وتفهم آراءنا وشعورنا كيهود، مما وسع آفاقي بفهم الآخر، ومهم جدا إجراء لقاءات عديدة ومتنوعة من هذا النوع.
عربية حقيقية
اللقاء مع ميسون مثير جدا، خاصة ان تشعر بأنك بمعية كاتبة حقيقية، وان تكون الكاتبة التي نحاورها عربية، فهذا شيء خاص ومميز، لأنها تختلف عنا بفكرها وآراءها، الجلوس معها حول طاولة واحدة وتناولنا الطعام معا، قوّت علاقتنا الاجتماعية، وهي تجربة جميلة خففت من الرسميات وزادت الجو حميمية، ولها شكلا مختلفا.
تنتقد ظواهر في المجتمع العربي بجرأة تامة
اللقاء مع مؤلفة الكتاب الذي ترجمته عزز عندي تجربة قراءة الكتاب وترجمته. أدركت الأشياء أكثر من خلال طرح الأسئلة وتلقي المعلومات من كاتبة النص الأصلي. ومن خلال استعراض جميع قصص الكاتبة، رأيت بان الكاتبة أيضا تنتقد ظواهر في المجتمع العربي بجرأة تامة.
في سنوات لاحقة لن يذكر الطلبة قواعد اللغة العربية بل لقاء الكاتبة
وتقول ساريت متسلر: بالنسبة لي الاجتماع كان ملهم للطرفين للطلبة والكاتبة وهذا يعزز فهم وعمل الطلاب مع اللغة العربية، ولكن أيضا يغرس في نفوسهم الرغبة للدراسة والبحث والتعلم والتثقف بأساليب مختلفة ومثيرة للاهتمام لا تمليها علينا متطلبات امتحانات البجروت.
وتضيف: الطلاب اليهود الذين يتعلمون اللغة العربية، لن يذكروا في سنوات لاحقة قواعد وأفعال اللغة العربية أو بناء جملة، ولكن بالتأكيد سوف نتذكر هذا الاجتماع مع الكاتبة، وسيبقى خالدا في ذاكرتهم الكتاب الذي قرؤوه وترجموه، والكتاب الذي عمق وجهات نظرهم وجسد فهمهم عن طريق بناء منتج يمثل القصة التي عملوا عليها وتم عرضه أمام الجميع.
أنا أسعى لتعميق التعليم المختلف لدى الطلاب، المثير للاهتمام والذي يشكل تحديا بتعريفهم للجانب الإنساني والثقافي للغة العربية، ومهم جدا بالنسبة لي أن أفعل هذا لطلابي ولمهنتي.
من الجدير ذكره، أننا على مدار السنة الثالثة على التوالي نلتقي كل سنة مع طلاب قرية عين ماهل، وهذه السنة التقينا معهم في دورة تعليمية لمدة يومين. وبالنسبة لي كمعلمة لغة عربية الأمر في غاية الأهمية، بتعزيز العلاقة الشخصية والمهنية مع كاتبة مثل ميسون أسدي التي تزيد من إثرائي حول المجتمع العربي وتعزيز الثقة بين اتصال متعدد التخصصات وبين هذا العالم وقدرتي على إثراء طلابي وذاتي.
وأنهت ساريت حديثها: انتظر ما تكتبه ميسون من كتب جديدة، حيث سأعمل عليهم مع طلبتي، وسأشجع لقاءات عديدة عندي وفي مدرستي من هذا النوع، وهذا سيبقى نهجي من اجل اللغة العربية.