الثورة الجزائرية تحتفل بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم
تاريخ النشر: 25/11/18 | 7:38تزامن الاحتفال هذا العام بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه بشهر نوفمبر. وشهر نوفمبر 1954 اندلعت فيه الثورة الجزائرية، وما يجب التركيز عليه أنّ اختيار 1 نوفمبر 1954 كان في شهر ربيع الأوّل سنة 1374 هجري، ما يعني حب الجزائري لسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، والتمسّك بالاحتفال بمولد الشريف الكريم. وفي هذا الصدد، يقول الأستاذ: بوشيخي شيخ، في مقال له بعنوان: “6 ربيع الأول أعظم أعياد الجزائر”، وبتاريخ: الثلاثاء 02 نوفمبر 2010 الموافق لـ 24 ذو القعدة 1431 ( جريدة الوطني)، وأعاد نشره عبر صفحته بتاريخ: 22 جوان 2014، حيث قال: ” للأمانة فإن ” 6 ربيع الأول“ يمثل بالنسبة لي نقلة نوعية في طريقة تفكيري الشخصي و كان ذلك في السبعينات من القرن الـ 20 حينما لفت انتباهي نشاط أحد أكبر المفكرين في العالم الأستاذ مولود قاسم نايت بلقاسم من خلال كتاباته و مداخلاته خاصة في إطار مؤتمر الفكر الإسلامي‚ هذا المؤتمر الكبير و الهام الذي كان للجزائر شرف تنظيمه. غير أني انتبهت إلى الرجل و هو يتحدث سواء كتابة أو قولا عن ” 6 ربيع الأول“ بوصفه التاريخ الهجري لاندلاع الثورة المجيدة”.
حدّثني البارحة زميلي محمد عبد الفتاح مقدود، فيما نقله عن العالم محمد الطاهر آيت علجت وهو من مواليد 1917 أمدّه الله بالصّحة والعافية، أنّه سمعه يقول منذ 3 سنوات، أنّ: انطلاقة الرصاصة الأولى لثورة 1 نوفمبر 1954 كان في شهر ربيع الأوّل تيمنا بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
حدّثني خلال هذا الأسبوع الإمام الفقيه بوعبد الله عروبين ، فيما نقله عن المفتي المؤرّخ عبد الرحمن الجيلالي، نقلا عن فضائية جزائرية، قوله: حين يرزق الجزائري بطفل أو بنت يقول رزقت بمولود، ويستعمل كلمة “مولود” تيمنا بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم. و”الطُمِينٙة” التي تقدّم بمناسبة المولود الجديد، إنّما هي تيمنا بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
وذكر أنّ لعبد الرحمن الجيلالي، كتاب عن مولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ثمّ جمعها في كتاب واحد بعنوان: “المولد والهجرة”، ما يدل على أنّ الجزائري يحب سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالفطرة السّليمة، ويفرح بمولده صلى الله عليه وسلّم، لذلك مازال يستعمل كلمة “مولود” تيمنا بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
بين يدي الآن مقال للمفتي المؤرّخ عبد الرحمن الجيلالي رحمة الله عليه، بعنوان: “المولد النبوي الشريف في الجزائر عبر العصور”[1]، يذكر أنّ الجزائر ظلّت تحتفل بالمولد النبوي الشريف من قبل الاحتلال الفرنسي بقرون واستمرّت على ذلك، وذكر الدول، والملوك، والفقهاء الذين احتفلوا بالمولد الشريف. وذكر أيضا احتفال الجزائريين بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم إبّان الاستدمار الفرنسي للجزائر، ونقل كتب الفقهاء في هذا الشأن.
حين كان المجتمع الجزائري يحتفل بالمولد النبوي الشريف أيّام الاستدمار الفرنسي، كان: جائعا، عريانا، حافيا، لا يملك بيتا، أبدته الاغتيالات والأمراض والأوبئة القاتلة، مهدّد في نفسه وعرضه وأولاده ورزقه، مطارد، مشرّد، لا حقّ له في الحياة، ما يعني أنّ الجزائري وهو بهذه الأوصاف وأكثر، فضّل حبيبه ونبيّه صلى الله عليه وسلّم، واقتطع من مايملك وهو لايملك شيئا ليحتقل بسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم. إذن المسألة لا علاقة لها بمادة بقدر مالها علاقة بالفطرة السّليمة التي فطر عليها الجزائر ، ومدى حبّه لسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
لا أعرف أحدا من علماء الجزائر وفقهائها استنكر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف إبّان الاستدمار الفرنسي للجزائر.
كان الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وسيلة من وسائل محاربة الاستدمار الفرنسي، و وسيلة للمحافظة على الهوية الإسلامية التي تميّز الجزائري عن المستدمر الفرنسي، باعتبار الاحتفال بالمولد النبوي الشريف إحدى وسائل التمييز والتميّز .
ظلّ المجتمع الجزائري يحتفل بالمولد النبوي الشريف طيلة فترة الاستدمار الفرنسي، وعقب استرجاع السّيادة الوطنية وإلى اليوم.
ظلّ المجاهد الأمير عبد القادر رحمة الله عليه يحتفل بالمولد النبوي الشريف[2]، وهو يواجه الاحتلال الفرنسي بنفسه الغالية، لأنّه يدرك جيّدا أنّ الاحتفال بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم وجه من أوجه مقاومة وصدّ ومحاربة الاحتلال الفرنسي، وهو الفقيه العارف الذي ختم صحيح البخاري وهو يحاصر العدو الفرنسي، وختم صحيح البخاري 4 مرات قراءة ودراية.
معمر حبار