لا.. للمستحيل .!
تاريخ النشر: 25/11/18 | 10:11كيف تقول انه مستحيل أن نبنّي
شمسنا ..
من قطع الليل االجائرة
سنجمع شعاعات نورها
المتناثرة
السابحة في حلمنا
وفي الذاكرة
الباقية في الوادي
والمسافرة
ألآتية من الأيام التي ستأتي
وما خلفته
الأيام الغابرة
*******************
كيف تقول أنه مستحيل
أن نصل الى
البحر
أما ترى أننا بنينا مسيرتنا
حجر ..حجر .
وأننا نمشي على
لهيب الجمر
ونعصر شرياننا الدامي
عصر .. عصر
ونزرع الزيتون الأخضر
في عمق الصخر
ونعلّق في سمائنا
شعلة الفجر
********
كيف تقول أنه مستحيل
ان تعود أيامنا الى
ما قبل الرحيل
الى بيتنا الظليل
والى الميجنا تحت النخيل
أما ترى أننا نمشي الى هناك
من قتيل الى قتيل
ونبحث عن فتيل وفتيل
يضئ في طريقنا
قنديل وقنديل
**************
كيف تقول أنه مستحيل
أن تعود يافا الى
أيام البرتقال
أيام كانت حورية
تغرف من البحر
زرقة الجمال
وتمشي في الأسواق
في خفر ودلال
أما ترى أننا ما زلنا نصنع ..
من كفن الشهيد
كوفية وبيارق
و من غربتنا
مناجلاً ومطارق
و نقطع بحر دمِّنا
بالزوارق
يافا ما زالت تحلم
حلم النازحين
الذين تشتتوا في المفارق
************
كيف تقول أنه من المستحيل
أن نعيد لأمي ..
عمرها المقطوع
وفرحها المنزوع
وريحانها المقلوع
وغناءها المفجوع
أما ترى أننا
نحمل على أكتافنا
دمعها المسفوح
ونمسح في كلّ يوم
جرحها المفتوح
ونحمل ذكرياتها على
ظهرنا المجروح
ونمشي الى وطن يبكي
أيام النزوح
*********
كيف تقول أنه مستحيل
أن يرسم الطفل الغزّاوي
في كراسته علماً
بالألوان المائية
ويرفعه عاليأ الى السما
على طائرة ورقية
ليصل ليحوم في سما عسقلان
ألا ترى ..
ان دم أطفالنا المصابين
ينزف بالألوان
وغصون الزيتون المقصوفة
تصرخ بالألوان
وقِدْرة أمي التي تركتها
تحنُّ إليها بالألوان
*****************
يوسف جمّال – عرعرة