ثوري سيّدتي فالثورة أنثى
تاريخ النشر: 26/11/18 | 13:30ألم يحنِ الوقت لكي ما يرحل عنّا النظام الأبويّ- البطرياركيّ المستبدّ ؛ هذا النظام الموروث والمقيت والذي ينادي بفوْقيّة الذّكوريّة وحقّها في الهيمنة والتسلّط وفرض الذات بالقوّة .
ألم يحنِ الوقت لكيما نصرخ بوجه ما يُسمّى ” شرف العائلة” : ” أتركنا بسلام .. طر الى غير رجعة ، فقد أضحيتَ غير مرغوب بكَ بين ظهرانينا.
ألم يحنِ الوقت – وأنا الذي لطالما ناديت بالتروّي والسّكينة والمحبّة – ألم يحنِ الوقتُ للقيام بثورة نسائية عارمة ضد مَن تُسوّل له نفسه القيام بالقتل أيّا كان نوعه ومصدره وخاصة قتل المرأة ، مهما كانت الظروف والحالات والحيثيّات…. عالمين ومتيقنين أنّ كلمة ثورة هي أنثى لغةً وتعبيرًا. فقد طفح الكيل ولم يعد في قوس صبرنا من مُنزع، فالظّلم استشرى ، والاستبداد تمادى وليس هناك من يقول بصوت واضح جهوريّ : كفى.
كثيرُا ما تراودني قصة المرأة الزانية التي امسكت بذات الفعل والتي جاؤوا بها الى السيّد المسيح ليحكم عليها بالرجم …جاؤوا بها ولم يجيئوا بالزاني ّ: فقال لهم : ” من منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر..
فانسحب الجميع ولم يبق أحد سواها فنظر اليها قائلا : ألم يُدنْك أحد؟ فقالت لا يا سيّدي فقال لها : ولا أنا أدينك . أذهبي ولا تخطئي أيضًا.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو : هل الزّنى مقصور على النساء ؟ وإلّا فأين الشريك الذي مارس هذه الفعلة السيئة؟!
لا يغرَّنَك كلامي ، فأنا أمقت الأباحية وأرفض الزّنى ، بل وأنادي بالشَّرَف ..والرحمة..نعم الرحمة.
ثمّ مَن قال أن الشُّبهات حقائق وأن الشكوك يقين ، وحتّى وإن ثبت الأمر فهذا لا يُعطي لانسان أيًّا كان أن يأخذ روح انسان آخَر .
ألم يسمعوا بمصطلحات : الارشاد ، الوعظ ، التبكيت ، التصحيح ، التجبير ، التوبة والرجوع عن الخطأ ، لملمة الجروح .
لا اعرف كم جريمة قتل ارتكبها مجتمعنا العربي البائس بحقّ النساء تحت ستار ” شرَف العائلة” ولكنني اعرف انه عدد كبير يندى له الجبين خجلًا..
ثوري سيّدتي ، لا تنتظري عوْنًا من أحد ، لا منّي ولا من غيري .
ثوري وازرعي التّلال والوديان والجبال صُراخًا وامتعاضًا وتأفّفًا وقديمًا قالوا : ” لا يحكّ جلدك مثل ظفركَ ، فتولَّ أنت جميع أمركَ”
ثوري سيّدتي على عاداتنا الشّرقيّة المقيتة ولا تستسلمي ، ولا تهادني ، ولا تفاوضي فمثل هذا الحقّ هو مُقدّس غنته السّماء سيمفونيةً أزليّة.
فالحياة من فوق ولا يأخذها إلّا هذا الفوق..
ثوري فالثورة أنثى!!.
زهير دعيم