أريد زوجة….

تاريخ النشر: 20/09/11 | 11:01

كثير ممن يقابلني في عملي او في أماكن أخرى أسمعه يقول تلك الجملة أما مازحا أو جادا، وفى كل مرة تظهر علامات التعجب على وجهى، لأنى أعلم أن جميع من يزورنى هم رجال متزوجون، وأنا على معرفة ببعض أسرهم، لكن حين يكون الشخص جادا وليس مازاحا ويبدأ فى سرد شكواه أو رغبته فى الزواج بزوجة ثانية يتملكنى العجب، وقد كان مجرد الحديث فى هذا الموضوع قبل عدة أعوام يعتبر جرما قد يعاقب عليه من قبل زوجته ربما بعقوبة قد تصل للخلع، ثم أتت الدراما التليفزيونية بالجديد والمثير بداية من عائلة الحاج متولى ومرورا بكل عمل سوق لظاهرة التعدد، وكأن هناك اتفاقا ضمنيا بين صناع الدراما من كتاب ومخرجين للتأسيس لهذا الفكر الذى كان فيما سبق من المحظورات.

العجيب أن هذا الذى يصرح برغبته فى الزواج تتكرر تصريحاته العنترية وتمر شهورا وربما أعواما ولا أجد صدى لدعواه تلك على الصعيد العملى، بل هو تكرار كتكرار المجيب الآلى فى بعض التليفونات، وفى كل مرة أمازح أحدهم بأن لدى عروسا له أرى عجبا فمنهم من يبدأ بوضع شروط تعجيزية ليتمكن من الإفلات ومنهم من يشهر سيف عنتيريته ويجيبنى بأنه على استعداد للتنفيذ فورا، وهو يدرك تمام الإدراك أنى أمزح وحسب، والأغلب والأعم هم من يحولون الموضوع إلى مزاح ويثنون على زوجاتهم، ويثمنون العشرة والمودة التى كانت قبل لحظات هباء نثر من ذاكرتهم.

لكن حين ننظر للأمر نظرة متعمقة نجد أن ما كان تابوا ممنوع الاقتراب منه والحديث فيه أصبح عاديا ومقبولا عند الكثيرين والكثيرات ولا أدرى أهى الظروف تحكمت فى صياغة رؤاى مختلفة أم هى الدراما والثقافة التى سادت فجعلت ما لم يكن مقبولا فى السابق مقبولا الآن، أو ربما هى عودة إلى الشرع وتحكيمه فيما يخص فقه المعاملات بين العباد، وأنه ليس للعبد أن يحرم أو يجرم شيئا شرعة المولى عز وجل، أو ربما كل ما سبق مجتمعا ساهم فى تلك الصياغة الجديدة ووضع مسلمات رائدة فى هذا المجال.

وقد سمعت من نساء بل ومن بنات فى مقتبل سن الشباب من تبدى موافقتها على أن تكون زوجة ثانية شريطة أن يتقى الله فيها من يتزوجها ويكون قادرا على تحقيق كل متطلباتها فى حدود المعقول، وحين تناقشت مع بعضهن وأثرت موضوع العنوسة، وأنه ربما وراء هذا الهاجس تبين خطأ نظرتى فأكثرهن تقدم لهن أكثر من خاطب لكن فى حال رجحان كفة المتزوج خلقا وقدرة ماديه فأنها تفضله على رغم ارتباطه الأول، عن شخص تخشى الارتباط به ولا تطمئن نفسها إليه، ما أريد قوله أن موضوع أن يكون المتقدم متزوجا لم يصبح عائقا طالما استوفت شروط أخرى تراها أكثر النساء جوهرية وهى الطيبة والحنان والإحساس بالأمان فى معيته مع توافر التقوى والقدرة المادية وألا يكون طاعنا فى السن.

وعلى النقيض أرى الكثير من الرجال الآن يحجمون عن تنفيذ ما يتلفظ بعضهم به من رغبته فى الزواج بأخرى، وقد يأتى مرد هذا من تبعات الحياة وصعوباتها التى باتت لا تقتصر على الهم المادى، بل أصبحت تعقيداتها وهمومها الكثيرة لا تسمح للرجل بفرصة تنفيذ ما يحلم به، وقد يكون السبب ما يعانيه البعض على أيدى زوجاتهم وما يعيشه من هم ونكد قد يتواصل بسبب أو بدون هو دافع رئيس فى عدم رغبته فى تكرار تجربة قد تنجح وقد تلحق بسابقتها، أى أن الأمر أنقلب وتغيرت المواقع، وأصبحت عبارة أريد زوجة أو بمعنى أدق أريد زوجة ثانية لا تعدو أن تكون تنفيسا من الرجل ليعبر بها عن حقوقه التى ربما يراها قد أهدرت على مدار أعوام خلت، ولا عزاء للرجال.

بقلم أشرف نبوي

‫2 تعليقات

  1. ان حكمة تعدد الزوجات تحل بعض مشاكل كل مجتمع
    فانه يمنع العنوسه وعند منع العنوسة تحل مشاكل اجتماعيه وأخلاقيه
    وعند تعدد الزوجات تكفي بعض الناس من الانحراف فهناك من الأزواج من يحس بنفسه انه بحاجه نفسيه وجسميه لزوجه ثانيه
    بزواجه من ثانيه افضل من انحرافه
    ولوخيروني لقبلت تعدد الزوجات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة