الحُزنُ الشامخُ
تاريخ النشر: 03/08/10 | 13:27بقلم الشاعر والاستاذ: فؤاد كبها
رسالة الى الاستاذ الدكتور محمود ابو فنة اعزه الله.
تحية طيبة وبعد:-
قرأت مرات ومرات مقالك في موقع بقجة الغني “كم انت رائع ايها الحزن” فبدأت تظهر في مخيلتي بعض الارهاصات والذكريات منذ ان كنت طالبا مريدا اتذوق اللغة العربية والشعر العربي عندما وقفت ايها الاستاذ العزيز بشموخ في صف التاسع في مدرسة كفرقرع في السنة الدراسية 69-70 والقيت الشعر بطريقة مميزة جذابة وكأن هذا الصوت ما زال يرافقني، ولهذا بعد ان قرأت لك العديد من الابداعات خطر ببالي ان اكتب قصيدة بعنوان الحزن الشامخ، وقد حاولت جاهدا تصوير هذا الحزن من خلال هذه القصيدة. واتمنى ان تنال اعجابك واعجاب القراء الاعزاء.
الحُزنُ الشامخُ
ألمُ الفُراقِ أحزنَ الجَمعَ كلَهُمِ والقلبُ الأبيُّ يعتصرُ شامخَا
إنَّ الفُراقَ لِلأحبابِ مُصيبةٌ جاءَتْ كَرَعدِ صَيفٍ صافيَا
حُكمُ ألالهِ الواحدِ يَجيءُ بَغتَةً سُكوتُ القَلبِ حتماً مُقدرَا
بُكاءُ العَينِ يَجْري على الثَرَى والحنينُ الى الفقيدِ الغالِيَا
والجفونُ الشّاتيةُ أشجاناً تَرَى صَوتُ الأنينِ في العُمقِ أثرا
واذا وَقفتَ شامِخاً يا هَل تُرى؟ فَحُزنُكَ الشامِخُ على مَن أثمرا
واذا سَهِرتَ الّليالي تتَفَقدُ وَطاْةً تسمَعُ خَطواتِ من كانَ مَعَا
أتذَوَقُ عُيوني تَدمَعُ مُلوحَةً وأمسَحُ دُموعي كَي لا تُرى
وأركَبُ حِصاني بلا خوذَةٍ اتفقدُ الدِرعَ وأجِدٌ مَن بَقِيا
وتَمُرُ ألليالي مع ابتِسامةً والوَصلُ الرَهيفُ لنْ يَنقَطِعا
يا فرحتي لا تَخرُجي لِلَحظةٍ رُبَ نِعمٍ فاقَت مِن نَوْمِها ألما
فأنا العرينُ والصديقُ الصامِدُ كفَى لِغُرفةِ الأبناءِ حُزناً عاتيا
إنَّ طُلوعَ الفَجرِ قد باتَ مُقتَرِباً لِيَكُن اليَومُ الجَديدُ صُبحاً نَيِرا
في كُلِ يَومٍ وَصَباحٍ مُشْمِسٍ أذودُ وَأهَمِشُ ذاكَ ألحُلمِ ألمُرعِبا
إستَيْقِظا طِفلَتَيّ الكُبْرى والصُغرى العِلمُ يا وُسطى يَعْصِفُ عَصفا
أما تَرى الدَمْعَ ألنَديَّ في تكرارهِ في الوَجنتينِ الوَردِيتَينِ قد أثرا
وحَبلُ العَقلِ والقَلبِ أطرافُهُ مُبتَلةٌ والعَبَراتُ في المآقي حِسٌ دافِئا
ألحُزنُ التعيسُ عندنا مُغيَبٌ هُو والشُموخُ عندَ الحُزنِ رصيدٌ لنا
حِكمَةُ الله لا تَسَلْ عَنها قَيدَ أنمُلَةٍ فالَمَوْتُ مُرٌّ وَحَقٌّ حَقيقَةٌ لِمَنْ وَعى
وَاللهُ يَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ بَعْدَ هُنَيْهَةٍ وَنَعْجَزُ عَنْ مَعْرِفَةِ الأمْرِ المُقَدَّرا
لا تَحْزَنوا مَساحَةَ فَدّانٍ واحِدٍ قَسِّموا المَساحَةَ كُلَّها سواءً بسوى
انَّ الثَّباتَ عِنْدَ المَصائِبِ واجِبٌ تاجاً تَعْلوهُ دُرَّةٌ ناصِعَةٌ لَونْهُا زِئْبَقا
يا شبابَ اليَوْمِ رِفْقًا وَلُطْفاً بِنا دَماثَةُ الأخْلاقِ وَاحْتِرامُ الذّاتِ مَشْعَلا
زَوْجَتي وَشَريكَةُ عُمْري قَد بَكَتْ فَقَدَتْ، سَجَدَتْ صَمَتَتْ ونالت الرِّضا
كَيْفَ تَتَذَوَقُ طَعْمَ الحُزْنِ وَمَرارَتَهُ وَمَعْرِفَةُ الضِّدِ مِثْلُ الفَرَحِ لِطِفْلٍ أخْطآ
الحُزْنُ أخّاذٌ وذاكَ الفَرَحُ وَنَشْوَتُهُ فيهِما الشُّموخُ والعُلُوُّ لو لم يَجْتَمِعا
والالَمُ عِنْدَ الفُقْدانِ عَسيرٌ قاسٍ هذا الالَمُ يَصْقلُ القَلْبَ وَالعَقْل مَعا
صَدْقْتَ أسْتاذي مُنْذُ أيامِ الصِّبا إنَّ السُّمُوَّ يا أبا سامي لَيْسَ هَيِّنا
عَظيمٌ عظيمٌ بَلْ رائعٌ كَلِمَةٌ قُلتَها لِطالِبِ عِلْمٍ شَدَّهُ الشِّعْرُ مَعِ الصَّدى
أبَيْتُ إلا أنْ أقولَ مَقولَتي بِجُرأةٍ هُنا وَهُناكَ أمامَ كُلِّ مَحْفَلٍ وَمَجْمَعا
وَما يَضُرُني إنْ أخْطَأتُ مَرَّةً فَحاوِلْ ثُمَّ ثابِرْ ثُمَّ حاوِلْ لا تَيْأَسا
جميل , معبر وصامد باذن الله امام قدره وارادته
لا يصيبكم الا ما كتب الله لكم ان كان محزن او مفرح فعلينا القبول بكلاهما
كلماتك استاذي تنعش برقتها وحلاوتها بالرغم انها تصف عظمة الحزن وقبوله
كلمات رائعه اخذتني بجبتها لبحر احزاني الذي اغرقني واحرقني لفراق اخي الحبيب ولكن هذا قضاء الله وقدره الا يا نائم الليل كيف النام يطيب والموت حق والفراق صعيب موحش جدا ايها الفراق حين تخطف احبائنا الى الا عوده كم نشتاق لهم لرائحتهم ولصوتهم وطلتهم
ان الموت حق ولا مرد له, حتمية الحياة ان تنتهي بعد ان ابتدأت بأول صرخة وانتهت بدمعة من الأقارب والأحباء على عزيز اختطفته يد المنون سواء كان في ريعان شبابه او كان كهلا…والموت واحد مهما تعددت الأسباب يدركنا ولو كنا في قصور مشيدة منيعة وقلاع حصينة, ولكن لا بد من ان نتعالى عن الأحزان ونكمل المسيرة بخطى ثابتة وشموخ نحو تحقيق ألأهداف وتكملة الرسالة مهما كانت…وأجمل الأبتسامات تلك التي تظهر وسط الدموع…ابتسامة تحد وشموخ تتلألأ بين دموع القلب الحزين, التي تصقل النفوس بأجمل المشاعر, مشاعر الأنسانية الشفافة الرقيقة…فما أروع ألحزن الذي فيه الشموخ, شموخ العقل والقلب, في الفعل والإحساس….
والالَمُ عِنْدَ الفُقْدانِ عَسيرٌ قاسٍ هذا الالَمُ يَصْقلُ القَلْبَ وَالعَقْل مَعا لكن الالام ليست بايدينا لكنها تحتلنا وتجتاح كل مشاعرنا بكل قسوه الفراق كيف لا احزن وقد سرق اخي وحش القتل وهو في عمر الزهر والرمان في عمر اثنان وعشرين كيف استطيع ان ابتسم وهو ابتسامتي وضحكتي ودمعتي وكل ذكرياتي الجميله كيف استمر في الحياه والبيت موحشا دونه دون ضحكته وصوته دون شبابه وطفولته دون لمسه يديه يقتلني الحنين لكل شيئ فيه اشتاقه بعدا كبيرا يغلف كل ايامي وبرحيله رحل معه اشياء كثيره لن تعود ابدا لانه ذهب الى طريق الذاهب فيها لن يعود لكن ذكرياتنا الجميله تبقى شاخصه حتى بعد الموت وهذا قضاء الله انا لله وانا اليه راجعون الله يرحمك يا اغلى من سكن قلبي ووجداني
الأستاذ العزيز فؤاد كبها
كم أنا فخور بك وبأمثالك من طلابنا وأبناء شعبنا الطيّب.
سيرتُك تثبتُ عصاميتك وإنجازاتك وعطاءك وإيمانك وإرادتك!
أتابع ما يبدعُه يراعُك السيّال، وأشاطرُك مأساتكم في فقدان
ابنكم الغالي مصطفى، وأحيّيك، وأحيّي جميع أفراد أسرتك
الكريمة، على صبركم واحتمالكم لهذا المصاب الجلل!
وفي الأيام الأخيرة وصلني منكم – مع الشكر – كتابك: “عطاء
وأمل رغم الفراق المؤلم” وأعكف على قراءته بحب ومشاركة
وتقدير لهذا العمل المميّز.
لك مني كلّ المودّة والاحترام
د. محمود أبو فنه
رائــــــع … رائع … رائع !!
الحزن الشامخ .. بإنكسارنا ننتصب !
كل الإحترام ..
د.محمود .. أستمتع وأستلذ بقراءة تعقيباتك المميزة بمضمونها وكلماتها !
آآه كم اشتاق لاخي الذي ذهب ولن يعد آآه كم اشتاق لسماع صوته فما زال يرن في اذني واسمع ضحكاته وابتسامته موجوده امام الحبيبتين.
آآه يا شقيقي الم يحن الوقت ان تزورني في احلامي كما كنت تفعل؟ ام انك تكتفي بمشاهدتنا عن بعد يا اخي؟!!
انني اعلم يا اخي ان هذا قدر مكتوب منذ الصغر وهذا ما اراده الله ولا اعتراض ابدا على ارادته فهو الذي اعطى وهو الذي اخذ.
اعلمك يا اخي اني في كل دقيقة اتذكرك وحنيني يتارجح فوق خيط معلق في السماء يلوح لذكراك الخالدة في قلبي…
لن انساك ولم انساك ولم انسى حنيتك وشجاعتك وعصاميتك يا من كنت زهرة تخرج رائحتها لكل محب الطبيعة..
احبك ووداعا
هكذا هي الحياه اجمل ما فيها ينتهي بسرعه … الازهار العبقه يختفي اريجها مع رياح الشتاء القويه … عمي فؤاد ليس الحزن بشامخ … ابتسامتك هي الشموخ كله .. وطيبتك وجمال كلماتك التي ترسم الابتسامه على وجوه الناس لما فيها من روعه هي الشموخ .. اسال الله ان يزرع السعاده في قلبك وابناءك ان شاء الله
هكذا هي الحياه .. نور الشمس يختفي في عتمة الليل وجمال الوان الربيع تقتله غيوم الشتاء ورائحة الازهار العبقه تخطفها الرياح القوية …ولكن ما كان للحزن شموخ استاذي امام ابتسامتك وكلماتك .. فهي والله الشموخ ذاته .. اسال الله ان يزرع السعادة في قلبك الكبير ان شاء الله .