غزوة أحد ليست هزيمة
تاريخ النشر: 01/12/18 | 0:00اشتريت لأصغر الأبناء من المعرض الدولي للكتاب، سلسلة تضمّ 10 كتب تحت عنوان: “السّيرة النبوية”، تحت إشراف مكتب الدراسات، ومنها كتاب: “صلح الحديبية”، دار الهدى للأطفال، 2016 (دون ذكر إسم الدولة)، من 17 صفحة، فكانت هذه الملاحظات التي وقف عليها الأب، والقارىء المتتبّع:
ما دفعني للتعقيب على صاحب الكتاب قوله في أوّل سطر، صفحة 2: ” وبرغم هزيمة المسلمين في أحد”، وقوله في آخر سطر من الكتاب، صفحة 16: “… حتّى أنّ خالد بن الوليد الذي كان سبب هزيمة المسلمين يوم أحد قد أسلم”، وعليه أقول:
1. من الكذب والزور القول أنّ غزوة أحد تعتبر “هزيمة للمسلمين !!”.
2. قواعد الهزيمة كـ : تثبيت أقدام جندي العدو فوق أرض عدوه، والاستيلاء على الأرض والخيرات والجند لم تتحقّق في غزوة أحد كما يقول أهل الاختصاص في المجال العسكري، ولذلك لا يمكن اعتبار غزوة أحد “هزيمة للمسلمين !!” بأيّ حال من الأحوال.
3. شهدت غزوة أحد اختلال ميزان القوة لصالح قريش في النصف الثاني من المعركة، بسبب أخطاء عسكرية ارتكبها بعض أسيادنا الصّحابة رضوان الله عليهم جميعا، حين خالفوا أوامر القائد الأعلى للقوات المسلّحة سيّدنا رسول الله صلى الله ىعليه وسلّم.
4. سيطرة قريش على المعركة بفضل قائدها العسكري يومها سيّدنا خالد بن الوليد، لأنّه أحسن وببراعة فائقة استغلال الثغرة التي كان الرماة سببا فيها، حين خالفوا أوامر القائد صلى الله عليه وسلّم.
5. بالقدر الذي نعترف بقوّة واحترافية سيّدنا خالد بن الوليد في استغلال الثغرة وقلب ميزان القوة لصالحه ولو لحين، نعترف أيضا بأخطاء ارتكبها أسيادنا الصحابة رضوان الله عليهم جميعا، وهم يخالفون أوامر قائدهم صلى الله عليهم وسلّم، وهذا من تمام العدل والإنصاف، لأنّه لا عصمة لأسيادنا آل البيت، ولا للعشرة المبشّرين بالجنّة، ولا للخلفاء الأربعة، ولا لأمهات المؤمنين، رضوان الله عليهم جميعا.
6. من قال أنّ غزوة أحد كانت “هزيمة للمسلمين !!”، فكأنّه قال أنّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم منح لقب “سيف الله المسلول” لسيّدنا خالد بن الوليد لدوره في “هزيمة للمسلمين !!” في غزوة أحد، وهذا من الكذب والزور على سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ولم يقله أبدا سيّدنا خالد بن الوليد، ولا صحابي رضوان الله عليهم جميعا.
7. ما يجب التأكيد عليه، أنّ الرسل لا تُهزم طبقا لقوله تعالى: “وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ” الروم – الآية 47، وإن كان يصيبها ما يصيب أيّ جندي في المعركة كالجروح، ككسر الرباعية، والسّقوط، وغير ذلك مما لايمسّ بجوهر النبوة والرسالة، كتمام العقل والذاكرة.
8. المسلمون ينهزمون كما تهزم الجيوش الماضية والحاضرة والمستقبلية، لكن الجيش الذي يضمّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم لا يمكنه بحال أن يهزم، لأنّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم منتصر ولا يهزم أبدا.
9. قرأت أو سمعت منذ سنوات طوال أنّ الصهاينة يدرّسون أبناءهم غزوة أحد مدّعين أنّها كانت “هزيمة للمسلمين !!”، ليغرسوا في نفوس المسلمين اليأس والقنوط والاستسلام والهزيمة، وفي نفس الوقت ليغرسوا في أبنائهم أنّهم “الجيش الذي لا يُقهر !!”، وما يؤسف له حقّا أنّ المسلمين مازالوا يردّدون نفس ما يردّده الصهاينة.
معمر حبار – الجزائر