مطرب من بلادي المطرب الفنان احمد مدنية
تاريخ النشر: 06/12/18 | 8:58يقينًا أن الأجيال الجديدة لا تعرف الفنان والمطرب القدير احمد مدنية، صاحب الصوت الرقراق الصافي، الذي اشتهر بأغانيه الجبلية والوطنية والتراثية الشعبية.
ويعد مدنية من مطربي سبعينات القرن الماضي، وينتمي لجيل علي موسى وطه ياسين وسمير أبو فارس ووليد عابد وجميل أسعد وعطالله شوفاني وداود عيلبوني ونبيل عوض وابراهيم عزام وسواهم من الأصوات الغنائية الجميلة الراقية.
احمد مدنية من سكان باقة الغربية في المثلث الفلسطيني، اسمه الحقيقي يوسف محمد عبد القادر مواسي، الغناء والفن يجري في عروقه وشرايينه وفي دمه منذ الصغر، بدأ مشواره الفني في سن مبكرة العام ١٩٧٤. والده كان حاديًا وشقيقه زجالًا، وطبيعي ان العيش في بيئة فنية قد أثر عليه وجعله يسير في ركاب الفن وانشاء فرقة موسيقية لاحياء حفلات الاعراس والافراح في المثلث والجليل والضفة الغربية وقطاع غزة، وضمت الفرقة خيرة الفنانين والعازفين امثال محمد جميل الذي اعتزل الفن والغناء، وناجي توفيق وهشام مصالحة ويوسف لفداوي وعبد السلام يونس وسواهم ممن لا تحضرني اسماءهم الأن.
وشارك احمد في العديد من البرامج التلفزيونية والاذاعية كنجوم الفن ونادي هواة الفن وتلفزيون الفجر، وكان اعتزل الغناء لفترة من الزمن لكنه عاد في السنوات الأخيرة ليحيي بعض الحفلات هنا وهناك، وهذا ما يتبين من حفلاته المسجلة على اليوتيوب.
احمد مدنية يجيد الاغاني الجبلية والميجانا والموال العراقي والقدود الحلبية والدلعونا وظريف الطول وحلالي يا مالي، وفي صوته نكهة الجبل وعبق السريس، وهو يطلقه بدون كلفة شأن الواثق من نفسه، وهذه الثقة تتجلى في ابتسامته العريضة التي لا تكاد تفارق محياه، وهو يثير الدهشة والاعجاب بصوته الجبلي الرخيم العذب، وحنجرته القوية وادائه المتميز، والنغم العربي الأصيل، حتى أن أهل غزة اطلقوا عليه كنية ” وديع فلسطين “.
امتاز احمد مدنية بتقديم الوصلات الغنائية الوطنية، غارسًا حب الوطن والأرض والعروبة وفلسطين في قلوب ونفوس الشباب والناس بمختلف مشاربهم واذواقهم. ولا نزال نذكره وهو يغني ” بلادي عربية مليانة حرية ” و ” عالميدان ” و ” يا طلة خيلنا “، ولن ننسى رائعته ” ملوك الطرابيش “، التي تعري انطمة العهر والعار، وأغنيته الشهيرة ” صدام العرب “، وايضًا قصيدته التي كثيرًا ما غناها في اعراس الوطن ، وتقول كلماتها:
الأرض أرضي والبلاد بلادي
مهما بعدت فحبها بفؤادي
اروت دماء أبي وأمي غرسها
وبها تغنى قبلهم اجدادي
الأرض أرضي لا أروم بديلها
منها الحياة لعشرة اولادي
فيها ولدت بها كبرت ولم أزل
فترابها هو عدتي وعتادي
احمد مدنية مطرب من الزمن الجميل، اثبت حضوره الواعي الواثق في حياتنا الفنية الغنائية، وقد ابهج ليالينا بأدائه الرائع وأغانيه الطربية ومواويله الرائعة، التي تبعث في الروح الفرح والسرور والحبور والراحة النفسية.
فلاحمد مدنية كل الحب والتقدير، وكل الحنين العاصف لتلك الأيام الهادئة التي لا تنسى بتاتًا، حيث الفرح الحقيقي والتفاعل الوجداني والروحي والعقلي مع الكلمة واللحن والغناء.
بقلم: شاكر فريد حسن