صفحة مجهولة من حياة د. أحمد الريناوي
تاريخ النشر: 08/12/18 | 13:22قرأت مؤخرًا ما نشر عن سيرة حياة د. احمد توفيق الريناوي، وذلك بمناسبة إنهائه عمله في مؤسسة التأمين الوطني. والحقيقة أن حياة د. أحمد الريناوي زاخرة بالعمل والنشاط والانجازات والنجاحات في مجال عمله كطبيب، ولكن هناك صفحة مجهولة للكثير من الناس، واعني بها الصفحة الأدبية والثقافية.
فالدكتور أحمد كان له اهتمامات أدبية حين كان على مقاعد الدراسة الثانوية في المدرسة البلدية بالناصرة، فهو من جيل الشاعر المرحوم راشد حسين، فقد قرض الشعر ، وكتب المقالة الأدبية والنقدية، ونشر بعضًا من كتاباته في مجلة ” الفجر ” في الستينات من القرن الماضي، التي كان يعمل فيها راشد محررًا، وكان أحمد أحد الأسماء التي ملأت المشهد الثقافي آنذاك، وقد ذكر ذلك الأديب فتحي فوراني، الشاهد على العصر، في كتابه ” بين مدينتين “، والشاعر الراحل سميح القاسم، وهذه شهادة سميح كما جاءت في مقالته التي نشرها غداة رحيل راشد تحت عنوان ” احتراق واسمه راشد حسين ” نشرها في حينه بمجلة ” الجديد ” المحتجبة في عددها الثاتي الصادر في شباط العام ١٩٧٧، حيث كتب قائلًا:” عام ١٩٥٦- المدرسة الثانوية البلدية – الناصرة، كنت طالبًا يكتب الشعر، وكان راشد شاعرًا طالبا. انكم تلاحظون الفرق بين الصيغتين. في المدرسة ذاتها كان شعراء طلاب آخرون. كان شكيب جهشان، وكان فرج نور سليمان المحامي ( اليوم ) وكان احمد ريناوي ( الطبيب، اليوم ) … وآخرون قد لا نعرف مصائرهم. كانوا اكبر مني بمعدل ثلاث سنوات تقريبا غير انني اندمجت في شلتهم بحكم حماسي للشعر، ومنذ ذلك الوقت نشأت بيننا صداقات متفاوتة … وكانت صداقتي مع راشد حسين من أمتنها ان لم تكن أمتنها وابقاها “.
ولكن د. احمد ريناوي سرقه عالم الطب ولم يواصل مسيرة الأدب والشعر ، فكسبه الطب وخسرته الحياة الثقافية، ويا حبذا لو عاد الآن للكتابة من جديد بعد الاعتزال الطويل، وخصوصًا بعد خروجه للتقاعد، مع تمنياتنا له بالصحة والعافية والعمر المديد العريض ليخدم شعبنا ومجتمعنا، مع خالص تحيات التقدير له انسانًا وطبيبًا وخادمًا امينًا لقضايا الناس والمحتاجين.
كتب: شاكر فريد حسن