الأمية الوطنية تضرب اطنابها في فلسطين!!
تاريخ النشر: 13/12/18 | 20:06لطالما تحدثنا حول النكبة والنكسة واثارهما الوخيمة على الشعب والوطن الفلسطيني وكُنا وما زلنا نعيش تفاصيلهما حتى يومنا هذا جيل بعد جيل وعام بعد عام منذ عام 1948 وحتى يومنا هذا, لكننا حتى الان لم نعير ظاهرة الانفراط الوطني والامية الوطنية التي بدأت منذ حين باجتياح عقول وشرائح ليس بقليلة من بين صفوف الشعب الفلسطيني وطنا ومهجرا اي انتباها يذكر, وعلية ترتب القول بانة لا يجوز باي حال من الاحوال الاستخفاف بهذه الظاهرة ولا بالمخاطر اللتي تهدد الهوية النضالية الوطنية الفلسطينية في ظل استمرار الاحتلال ومحاولتة الدؤوبة لشراء عقول ابناء وبنات الشعب الفلسطيني عبر تقديم الامتيازات الاقتصادية والوظائف والرواتب ضمن مشروع اوسَّع يضمن تذويبهم داخل المنظومة الاقتصادية الصهيونية ومن ثم تحييدهم وطنيا وجعلهم موالين للراتب والامتيازات الصهيونية اكثر بكثير من ولاءهم واهتمامهم بقضايا وشجون شعبهم الذي يعاني الأمَّرين تحت وطأة الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الذي يفرضها الاحتلال على الشعب الفلسطيني داخل وطنة فلسطين وخارجة في المهجر داخل مخيمات اللجوء اللتي تعاني هي بدورها من عواقب الاحتلال وافرازاته على مدى عقود من الزمن..!!
رغم ان نسبة لايستهان بها من الشعب الفلسطيني ما زالت تُقاوم وتحافظ على كينونة شعلة المقاومة والتصدي للاحتلال الغاشم الا ان نسبة لا يستهان بها قد انفرطت وانشطرت عن العنقود الوطني الفلسطيني وانضمت موضوعيا واسميا اما لمعسكر اللا مبالاة والجهل الوطني او لمعسكر المنصهرين داخل المنظومة الصهيونية الاقتصادية الاجتماعية التي توفر لهم الامتيازات من وظائف ورواتب ومستوى عيش مقبول وهذا الاخير هو عامل التبرير والتمرير اللتي تستعملة هذة الفئة او الشريحة من ” الفلسطينيين” المنصهرون داخل المنظومة الصهيونية الى حد انهم يفضلون اللغة العبرية على العربية في تخاطبهم مع الاخر وفيما بينهم وبالتالي ما هوحاصل وفي ظل واقع الانفراط وغياب برنامج وطني فلسطيني هو إتساع دائرة الامية الوطنية التي يشجعها ويغذيها اكثر من طرف وعلى راسهم سلطات الاحتلال وسلطة اوسلو الفاسدة والاحزاب اللا ” عربية” المنتسبة للكنيست الصهيوني وتحاول بشتى الاساليب صهر فلسطينيي الداخل داخل المنظومة السياسية والا قتصادية الصهيونية فيما تقوم سلطة اوسلو الفاسدة والعاجزة بالترويج لثقافة الراتب والمصلحة على حساب حقوق الشعب الفلسطيني..
منذ نشأة سلطة اوسلو العاجزة والفاسده 1993 وحتى يومنا هذا والقضية الفلسطينية لا تراوح مكانها سياسيا ووطنيا فحسب لابل انها تتراجع بشكل خطير والاخطر هو زرع اليأس في نفوس الشعب الفلسطيني واتساع دائرة الامية واللامبالاة الوطنية بما هو حاصل في فلسطين من احتلال وظلم يطال الشعب الفلسطيني ع طول وعرض فلسطين الى حد تغلغل الاستيطان الصهيوني داخل احياء وحارات فلسطينية في القدس مثل سلوان وغيرها..!!
الخطورة المنبثقة عن الامية الوطنية واللتي تزداد تشظيا وتفرعا من يوم الى اخر تكمن في مسارها السائر دون اي بوصلة تمسك بلباب هذه الظاهرة وتوجهها نحو الوعي الوطني من جهه و في تركيز سلطات الاحتلال على تعميقها وتجذيرها عبر تقديم الامتيازات للفئات المنفرطة والمنعزلة عن قضايا شعبها الفلسطيني وعبر الدعاية بان حال الفلسطيني في ظل الاحتلال افضل من حال الفلسطينيون في دول اللجوء والمهجر من جهة ثانية وبالتالي ما نلحظه من تطور سلبي هو تصديق الضحية بكون الحياة في ظل حكم الجلاد والاحتلال افضل من الحياة في ظل دولة فلسطينية مستقلة او في الدول العربية.. نجحت الدعاية الصهيونية في تدجين وترويض شرائح فلسطينية واسعه عبر الراتب والامتيازات الحياتية التي تُقدم لهذه الشرائح المشطوبة وطنيا…ظاهرة الخيانة الوطنية الموضوعية والامية الوطنية تضرب اطنابها في فلسطين في ظل وجود عينات سياسية ساقطة وطنيا كوجود سلطة اوسلو اللا وطنية واحزاب “فلسطينية” صهيونية داخل الكنيست الصهيوني!!
العلاقة في الوقت الراهن بين الداخل والمهجر الفلسطيني ليست بالقوية ولا بالافضل وكذلك العلاقة التضامنية بين اطراف الوطن الفلسطيني تتشظى بين مناطق فلسطين عام 1948 والضفة والقطاع وبالتالي الجاري هو ان الاحتلال والاستيطان الصهيوني قطع ويُقطع اوصال الشعب الفلسطيني جغرافيا وديموغرافيا فيما قامت سلطة اوسلو بتقطيع الوصال الوطني بين مناطق تواجد الشعب الفلسطيني وطنا ومهجرا…نعم.. في فلسطين اشكالية قائمة وهي ازمة الهوية الوطنية في ظل انتشار الامية الوطنية بين شرائح لا يستهان بعددها لايهمها الشأن الفلسطيني لا من بعيد ولا من قريب ولا تجد نفسها حتى مجبرة على التضامن مع قطاع غزة المحاصر او مع اي قضايا فلسطينية راهنة لابل انك تجد في فلسطين رواد المساجد والمصلين وخطباء الجمعه المٌحيَّدين بالكامل عن القضية الفلسطينية بكل شجونها وشؤونها.. جموع مصلين في مساجد فلسطين لاتهتم بالشان الفلسطيني ولا تذكرة حتى في خُطب ايام الجمعه…!!
نحن نتحدث عن قضية او بالاحرى حالة تراكمية بدأت منذ عقود وتواصلت في ظل صمت فلسطيني على هذه الحالة من جهه وظل ظروف سلبية فرضتها افرازات اتفاقية ” اوسلو” بقيادة تيار فلسطيني خائن وجد له حلفاء وامتداد داخل فلسطين الداخل والمهجر الى حد انة صار ” معيار” ومثال لايقتدي بة الناس لكنهم يوردونة كمثال بالقول ” شووف القيادة الفلسطينية في رام اللة تنسق مع الاحتلال وفاسدة وماذا تريد منا نحن الشعب الغلبان الواقع تحت ظروف اقتصادية وانسانية صعبة”… نعم.. جماعة اوسلو لم يساهموا في زرع اليأس والامية الوطنية في فلسطين فقط لابل حوَّلوا الخيانة الوطنية الى مجرد وجهة نظر ومصالح شخصية تُبرر وتُمرر التعامل مع الاحتلال كمصدر رزق ومصدر امتيازات شخصية..!!
في فلسطين شعب فلسطيني يرزح تحت الاحتلال وضمن ديناميكيتة الوطنية يوجد وطنيون كُثر, لكن هنالك جزء لايستهان بة من الشعب الفلسطيني قد اندمج وانصهر داخل منظومة دولة الاحتلال اقتصاديا واجتماعيا ونسي فلسطين لابل نسي ان فلسطين ارض محتلة.. احتلال وخلل وطني فلسطيني يتجلى في ظاهرة الامية الوطنية الاخذه في الازدياد والتفاقم الى حد عدم اظهار اي مظاهر تضامن مع مأسي وقضايا الشعب الفلسطيني وطنا ومهجرا وبالتالي ماهو حاصل ليس شرذمة الهوية الوطنية الفلسطينية فحسب لابل تصحير الوجدان الفلسطيني عنوة وزرع الامية الوطنية بشكل لافت للنظر في وعي وحديث الناس المتدني وطنيا الى حد الشطب والتصحير… احذروا الامية الوطنية في فلسطين وقابلوها ببرنامج وطني شامل كامل وتذكروا مقولة ان ” التربية اساس الشعوب”…. الأّمية الوطنية تضرب اطنابها في فلسطين والمطلوب مواجهتها ببرنامج وطني يعيد الخيل الى مرابطها ومرابضها الوطنية..!!
د.شكري الهزَّيل