وَعَلَيْنا دَمُ القَتيلِ الثَّاني
تاريخ النشر: 17/12/18 | 7:20كُلُّ شَيْءٍ غالٍ سِوى الإِنْسانِ.. فَلَدَيْنا الإِعْدامُ بِالـمَجَّانِ
وَكَأَنَّ الرُّؤُوسَ سِلْعَةُ شارٍ.. تَشْتَريها بِأَرْخَصِ الأَثْمانِ
مَوْتُنا بِالـمَزادِ وَالرُّخْصُ فيهِ.. مَلِكُ السِّعْرِ دونَما أَوْزانِ
أَوْ عَلَيْكُمْ دَمُ افْتِتاحِ مَزادٍ.. وَعَلَيْنا دَمُ القَتيلِ الثَّاني
وَيُنادي التُّجَّارُ جَهْرًا عَلَيْنا.. أَوَ لَسْنا تِجارَةَ الخَسْرانِ؟
وَلِكُلٍّ سِعْرٌ وَسَوْمٌ وَمَوْتٌ.. وَلِكُلٍّ رَصاصَةٌ لِضَمانِ؟
وَلِكُلٍّ حَتَّى الجَنينُ أَوانٌ.. أَوْ يُفاجي الأَوانُ دونَ أَوانِ؟
ما وَجَدْنا فَوْقَ الـمُسَدَّسِ عِلْمًا.. يُجْتَنى وَالحَديثُ غَيْرُ العِيانِ
فَجَعَلْناهُ لِلثَّقافَةِ بابًا.. وَوَجَدْناهُ وافِرَ الأَكْفانِ
فَاسْتَريحوا كُلُّ الرُّؤُوسِ مَشاعٌ.. لِاقْتِناصٍ كُلَّ الـمَواسِمِ داني
وَتُنادي أُمٌّ وَزَوْجٌ وَبِنْتٌ.. وَشَقيقٌ وَثاكِلُ الوِلْدانِ
يَسْتَغيثونَ رَبَّهُمْ مِنْ مَصيرٍ.. وَمَآلٍ، وَالـمَوْتُ سُوقُ رِهانِ
وَيَصيحُ الضَّميرُ مِنْ قَعْرِ جُبٍّ.. بَعْدَما أَبْعَدوهُ كَالجَرْبانِ
لَمْ يَمَلَّ الصُّراخَ فيهِمْ وَفينا.. أَنْ أَفيقوا، لا سَمْعَ لِلطُّرْشانِ
فَرَصاصُ الغَريبِ أَسْهَلُ وَقْعًا.. رَغْم غَصَّاتِ الـمَوْتِ وَالفُقْدانِ
إِنَّما إِنْ تَقِسْ رَصاصَ قَريبٍ.. فَرَصاصُ القَريبِ قَتْلٌ ثاني
وَهْوَ قَتْلٌ بِجَنْبِهِ كُلُّ قَتْلٍ.. هَيِّنٌ، عابِرٌ بِغَيْرِ تَوانِ
إِنَّما طَعْنُ الأَقْرَبينَ سَيَبْقى.. أَبَدَ الدَّهْرِ فائِرَ السَّيَلانِ
وَأُنادي أَهْلي، وَقَدْ بُحَّ صَوْتي.. وَلَظًى هاجَ مِنْ لَظى شِرْياني
بَعْدَما صِرْنا كَالذِّئابِ نُيوبًا.. وَطَغى الـمَوْتُ وَاسْتَبَدَّ الجاني
يا سُراةَ القِيامِ كُفُّوا قِيامًا.. فَدِمانا مِنَ القِيامِ قَواني
يا سُراةَ القِيامِ هذا زَمانٌ.. لَمْ يَلِدْهُ الزَّمانُ أَيَّ زَمانِ
يا سُراةَ السَّراةِ خِبْتُمْ وَخابَتْ.. خُطَبٌ أَمْلَتْها رُؤى حُولانِ
لَسْتُمُ فينا غَيْرَ ذُؤْبانِ فَتْكٍ.. أَوَ تَصْفو الذُّؤْبانُ لِلْحُمْلانٍ؟
لَوْ تُصادِفْكُمُ الذِّئابُ بِدَرْبٍ.. عاذَ جَمْعُ الذِّئابِ بِالرَّحْمانِ
أَسُراةٌ لَدى الأَمانِ قُرومٌ.. وَلَدى النَّائِباتِ كَالعُمْيانِ؟
أَلِجانٌ وَجاهَةٌ وَوُفودٌ.. كُلَّ مَوْتٍ جَنى شِرارُ الجانِ؟
بَعْدَها تَرْجِعُ الـمِياهُ لِـمَجْرا (م) ها كَأَنَّ الـمُصابَ في الشَّيطانِ؟
وَتَمُرُّ الحَياةُ فينا انْتِظارًا.. لِقَتيلٍ، لِـمَوْكِبِ الجُثْمانِ؟
فَاتْرُكونا لِلْمَوْتِ أَوْ لِحَياةٍ.. قَدْ مَلَلْناكُمْ وَاشْتَكى الـمَلَوانِ
شعر: محمود مرعي