الرّبح الآثِم بقلم زهير دعيم
تاريخ النشر: 19/12/18 | 9:31لا يمرّ يوم إلّا ويصلني على جوّالي رسالة ” مُهذّبة” تدعوني وتحثّني وتُغريني بقرضٍ بعشرات آلاف الشواقل سريعًا وبدون كفيل ، حتّى ولو كنت مديونًا أو عالقًا بألف علقة سوداء ، فباب الفرج يأتيك الى باب بيتك !
بالطبع ستكون الفائدة عشرين ضعفًا عمّا هو في المصارف المُعتمدة القانونيّة، فأروح أمحو الدعوة وأنا أضحك ضحكة خفيّة ، بل أروح اتخيّل اولئك المساكين الذين يتخبطون في مشاكلَ اقتصاديّة عويصة ، وينوءون تحت أحمال عائلة كبيرة ” تأكل راس الحيّة ” ، أو يجرّون فوق اكتافهم ادمانًا شيطانيًّا نسمّيه : اوراق اليانصيب والمراهنات والقشط بأنواعه ؛ هذا القشط الذي يقشط كل الأخضر من حياتنا.
ورطة وأكثر يقع بها من يُسرع ويُلبّي طلب هؤلاء الشركات ” البريئة” الانسانيّة والمجموعات البشريّة البريئة من الآثام !!!، …هذه الشركات وهذة الشريحة البشريّة الجميلة !!! والتي تبقى انسانيّة ما دام الزّبون يدفع الاقساط مع الفائدة في أوانها وإلا فيا ويله وسواد ليله إنْ تخلَّف مرّة واحدة فيصرخون بفرح غامر : ” جاءت الرزقة” فيضحى مبلغ عشرات الآلاف مئات الآلاف بين ليلة وضُحاها، ويدور التهديد والوعيد والرصاص يطرّز الليالي ناهيك عن والمحاكم والحجوزات والرسائل المُتوشّحة بالأحمر القاني !.
السّوق السوداء ، الفاحمة ، القاتمة ، سمّها ما شئت ، تبقى كما لونها سوداء ، مُجحفة ، ظالمة، مُتربّصة، عاتية، توقع بالبسطاء والمعوزين والمحتاجين و” الغرقانين” بالدّيون والمشاكل والادمانات البغيضة المتنوّعة.
كنتُ أريد أن يفعل الكلّ مثلي : أن يمحوَ مثل هذه الدعوات وهو يبتسم ، وأن يصدّ الأبواب أمام اولئك البشر الذي يعبدون الدولار واليورو وأن يقولوا :
لا… شكرًا ، فأنتم تضعون السُّمَّ في الدَّسَم ، واثقًا أنّني لا امثّل الكلّ فهناك فعلًا مَن يحتاج الى من يُمَدّ له يد العون البريئة ، المعطاءة، والتي لا ترجو بديلًا ولا أجرًا ولا فائدة ، وانما تبغي وجه الإله المُحبّ الذي يشرق شمسه على الجميع..
مسكين هو المحتاح ، المتضايق ، الذي يضطرّ ان يذهب الى حيث لا يريد ، والى حيث لا نور في آخِر السّرداب ..
رحماكم يا شركات الربح الأسود رحماكم يا عاشقي الرّبا فأيديكم ملطّخة بدماء المساكين والمعوزين ..
رحماكم …
ففي السماء إله يمقت الظلم ألا تخافون ؟!!