أَيّ نصيب لك من اسمك أَيُّها الأسدُ الجَنوبي يا شيخ صيَّاح الطُّوري؟
تاريخ النشر: 26/12/18 | 8:04بداية نشدُّ على يد الشَّيخ صيَّاح الطُّوري البطل المجاهد المدافع عن قريته وأهله وحقِّهم في أرض الآباء والأجداد، ونعلن وقوفنا إلى جانبه في محنته الَّتي يتعرَّض لها، حيث بدأ اليوم قضاء حكم جائر بالسَّجن 10 أشهر.. وهو حكم جائر وظالم بغير وجه حقٍّ، لِأَنَّ أرض العراقيب أرض أهلنا في العراقيب، وليست أرض دولة، والشَّيخ صيَّاح وأهل العراقيب يمتلكون وثائق الطَّابو وحقَّ الملكيَّة فهي أرضهم حتى قبل قيام إسرائيل.
وللشَّيخ صيَّاح الطُّوري من اسمه نصيب كبير فهو صيَّاح على وزن فَعَّال، وصيَّاح شديد الصِّياح، وما زال يصيح، ولكن ليس خوفًا من سجن وما شابه، بل يصيح بنا أن أفيقوا، يصيح في الجموع النَّائمة عن حقِّها وسلبه، يصيح لكرامتنا المهدورة على مذبح الحاكم والسِّياسيِّين حَتَّى من بني جلدتنا.. حَتَّى أولئك العَهَرة بيننا الَّذينَ حاولوا ذات يومٍ إقناع الشَّيخ صيَّاح بالخروج من العراقيب والعودة إليها زائرًا، ليصبح مهجَّرًا على الحقيقة، يزور بلده الَّذي حلَّ فيه غاصبه، نعم، حاول بعض السِّياسيِّين العرب من بيننا إقناع الشَّيخ صيَّاح بالخروج من العراقيب، فما عجزت عنه الدَّولة حاول تنفيذه طابورها الخامس بيننا الَّذي ما زال يمثِّل دور الوطنيِّ الغيور على وطنه وشعبه، وقد أصَمَّ آذاننا لشدَّة نعيقه، وهو على الحقيقة خنجر مسموم في ظهورنا، باع نفسه للشَّيطان مقابل حفنة دولارات أو منصب أو أيِّ متاع زائل.
اسمه صيَّاح الطُّوري، والطُّوري ليس بعيدًا عن طور سيناء، فكأني بالشَّيخ يقف على طور سيناء يصيح بالدُّنيا كلِّها، فمقام طور سيناء كان لنبيٍّ، ومقام الطُّور المعاصر لصيَّاح الطُّوري، الَّذي قال كما قال يوسف: {ربِّ السِّجن أحبُّ إليَّ مِمَّا يدعونني إليه}.. رحَّب بالسِّجن وفضَّله على القبول بما يدعونه إليه من تنازل عن العراقيب وتفريط بها..
سيقضي الشَّيخ صيَّاح فترة سجنه وسيخرج شامخ الرَّاس كما دخل، والخزي والعار لكلِّ المتآمرين على الشَّيخ وقضيَّته العادلة الَّتي هي قضيَّتنا جميعًا.
فلنقف جميعًا إلى جانب الشَّيخ صيَّاح الطُّوري متضامنين معه شادِّين من أزره وعزيمته، لِأَنَّنا حينها نقف مع أنفسنا، وننتصر على ذلِّنا وهواننا في وجه الحاكم الظَّالم.
وإليك أَيُّها الأسد الجنوبي، الشَّيخ صيَّاح الطُّوري فكَّ الله أسركَ وفرَّج كربَتَك.
قَبَّلْتُ رَأْسَكَ صَيَّاحَ الْعَراقيبِ- شعر: محمود مرعي مع
إِنْ أَرْخَصَ الشِّعْرَ قَوْمٌ في رِضا صَنَمٍ .. وَقَفْتُ شِعْري لِأَحْرارِ الْأَعاريبِ
أَوْ قَبَّلوا هامَةَ الْحُكَّامِ وانتُكِسوا .. وَاسْتَعْذَبوا عَيْشَ مَوْطوءٍ وَمَرْكوبِ
أَوْ لَحَّسوا جَزْمَةَ الْـمُحْتَلِّ يَدْفَعُهُمْ .. بَريقُ أَخْضَرِهِ مِنْ غَيْرِ تَأْنيبِ
رَكَضْتُ وَالشِّعْرُ لِلصَّحْراءِ يَسْبِقُني .. قَبَّلْتُ رَأْسَكَ صَيَّاحَ الْعَراقيبِ
ما زِلْتَ يا نَقَبَ الْأَحْرارِ تُدْهِشُنا .. في كُلِّ يَوْمٍ صُمودٌ رَغْمَ تَخْريبِ
مَرَّتْ عجافٌ وَلَمْ توهِنْ عَزائِمَكُمْ .. وَما خُدِعْتُمْ بِكَذَّابٍ وَمَكْذوبِ
مَرَّتْ عِجافٌ وَذا الْإِصْرارُ مُحْتَدِمٌ .. اَلْهَدْمُ مِنْهُمْ وَمِنْكُمْ صَبْرُ أَيُّوبِ
وَالْعَزْمُ مُتَّقِدٌ ما شابَهُ خَوَرٌ .. وَخارَ عَزْمٌ بِأَعْلاجٍ مَناخيبِ
ثَباتُكُمْ شَرَفٌ ما فَوْقَهُ شَرَفٌ .. يَخْسى الْـمُلوكُ مَماليكُ الْحَواجيبِ
يا لَيْتَني مَعَكُمْ بِالْفِعْلِ أَنْصُرُكُمْ .. نَصْرًا يُؤازِرُهُ نَسْفٌ لِتَرْهيبِ
فَأَنْتُمُ الْأَهْلُ، لا أَهْلًا بِشانِئِكُمْ.. يَخْسى رِغالُ وَيَخْسى كُلُّ مَجْلوبِ
حَيَّيْتُ صَيَّاحَ وَالْعَوَّادَ ما لَـمَعَتْ .. بَوارِقُ الْفَجْرِ في كُلِّ الْـمَساريبِ
تُدْني الْحَياةَ ضِياءً في مَرابِعِنا.. تُحْيي النُّفوسَ وَتَفْري سَطْوَةَ الذِّيبِ
بقلم: محمود مرعي
تعيش يا شيخ صياح ويا شيخ محمود .