العاصفة مريم نريدها زعْزعًا
تاريخ النشر: 15/01/19 | 15:35تتنبأ محطات الأرصاد الجوّيّة أنّنا قادمون ومقبلون الليلة على عاصفة هوجاء ، شرسة وقويّة ، لم يشهدها الشرق الاوسط منذ سنوات طويلة ، قد تفيض فيها المياه فتغمر البيوت والاماكن الواطئة المنخفضة وتُسبّب أضرارًا في الممتلكات والأرواح ” لا سمح الله ” كما حدث في سابقتها ” نورما” كما أطلق عليها رجالات الارصاد في لبنان والشرق ، فدمّرت وخرّبت وتركت خلفها حزنًا وألمًا وتأوهات أطفال عُراة ، وكلّ ذلك ليس بسبب العاصفة فحسب وإنّما لأننا ظالمون ولاهون ولا نفطن للبُنية التحتيّة في اوطاننا إلّا عندما تحدث العواصف وتشتدّ فنقول وقتها : ” يا ليتنا !
وقد احتجّت بشيء من المرارة مرّة والمزاح أخرى احدى الصديقات الخفيفات الظلّ عبر مواقع التواصل الاجتماعيّ قائلة :
لماذا العواصف أناث ؟
لقد كانت الأولى ليلى وتلتها نورما والقادمة مساء اليوم أطلقوا عليها ” مَريم” وما بعد القادمة ستكون حتمًا أنثى ، أليسَ هذا انتقاصًا منّا ولنا وذمًّا؟!!
لا سيّدتي الجميلة ، فالعاصفة ما كانت مرّة أمرًا سيّئًا ، فهي تحمل زخّات الخير وأمطار البركات ، وأنت نريدك فعلًا ثورةً وعاصفةً تحمل الخيرات وتهبُّ في كلّ الانحاء حاملةً دفقات الحنان والتحنان والعطاء.
المشكلة سيّدتي ليست بكِ وبالعاصفة ؛ المشكلة بنا نحن الشرقيين الذين لا نتهيّا لمثل هذا العطاء السخيّ وهذه الهدايا المُنعشة والجميلة.
ومع هذا…..
فقد نسي أصحاب الأمر والنهي في محطات الأرصاد الجوّيّة أن هناك كلمات مذكّرة للعاصفة تفي بالمطلوب كما الكلمة الجميلة : الزعزع
فبمقدورنا أن نطلق على العاصفة زعزعًا ونسميّ هذا الزعزع : زهيرًا ، ثائرًا ، جميلًا ، أحمد، فالغبن لحق بنا وبتنا لا نملك شيئًا في هذا الزمن الغريب الذي بتنا فيه نطالب بالمساواة !!!
دعونا اذًا ننتظر الزعزع القادم ، الفحل الآتي بما يحمله من خيرات يصبّها فوق رؤوس الجبال والتلال والرّوابي والوديان ، فتتنفّس الرّياحين الصُّعداء ، وتبتسم الأزهار والزنابق ، وتزغرد الورود ، وتشدو البقول على نغمات خريرنا أجمل الأغاني .
مجرد اقتراح أرميه في فضاء الكون عسى هناك من يسمع ويستجب !!!
زهير دعيم