النائبة أبو رحمون: التنمية التحرّرية لمناطق “جـ” هي أولويّة وطنيّة فلسطينيّة
تاريخ النشر: 19/01/19 | 9:36“الصراع هو على السيادة على الأرض، وهو صراع سياسيّ. علينا أن نجابه المخططات الإسرائيليّة الاستعماريّة الاستيطانيّة الهادفة لضمّ مناطق ج لإسرائيل ونهب مواردها، بإستراتيجية فلسطينيّة شاملة، ومتكاملة بين الجميع كلٌ في موقعه، القطاع الأهليّ بتخصصاته، والرسميّ، والسياسيّ والبرلمانيّ، إستراتيجيّة عليها أن تؤدي إلى فرض السيادة على هذه الأرض المحتلة، ومن خلال عمل تنمويّ تحرريّ يعزّز صمود الناس في هذه المناطق بشكل فعليّ وسيطرتهم على الأرض كفلاحين ورعاة، ينطلق من تأكيد الحقّ في تقرير المصير عليها كموارد هي مُلك للشعب الفلسطينيّ”، هكذا لخّصت النائبة نيفين أبو رحمون موقفها بعد استعراض عدد كبير من الباحثين والمختصين لمعطيات ومعلومات ومقترحات حول مناطق ج في الضفة الغربيّة خلال الجلسة الحواريّة المتخصّصة بعنوان “أهميّة العمل التنمويّ في المنطقة “ج” في ضوء مساعي الاحتلال لضمّها وتحريضه ضدّ المجتمع المدنيّ الفلسطينيّ”، التي نظّمها كلٌ من اتحاد لجان العمل الزراعيّ مؤسّسة الدراسات الفلسطينيّة، الخميس 17/01/2019.
قُدّمت خلال الجلسة عدّة أوراق ومداخلات حول مختلف جوانب وقضايا المجتمع الفلسطينيّ في مناطق ج:
الصحّة، التعليم، المياه، التجمّعات البدويّة والأغوار، الاستيطان والتخطيط، البناء وهدم المنازل، الزراعة، الاقتصاد والتنمية، والسياسات الإسرائيليّة والتحريض في سياق البعد القانونيّ. أكّدت المداخلات والأوراق تردّي الأوضاع الصحيّة والتعليميّة في تلك المناطق والتضييق الشامل والتقييدات على السكان في المياه والتخطيط والبنى التحتيّة والبناء والعمل الزراعيّ، وزيادة اعتداءات المستوطنين على السكّان، وسياسات التهجير، وعلى التحريض الإسرائيليّ المنهجيّ ضد المؤسسات الفلسطينيّة التي تعمل في مناطق ج وتساند السكّان والمزارعين فيها، كذلك تمّ التشديد على إشكاليات داخليّة فلسطينيّة خصوصًا في مجال تنظيم المعلومات والتوثيق والتنسيق عبر القطاعيّ وعدم الاستثمار في القطاع الزراعيّ وعدم عملية الخطط الحكوميّة لهذه المناطق، وضعف الإرادة السياسيّة لفرض السيطرة على هذه الموارد.
هذا، وسيقوم المنظّمون بصياغة أوراق سياسات وإستراتيجيّة عمل وتقديمها للجهات الأهليّة والرسميّة والدوليّة.
وكانت النائبة نيفين أبو رحمون قد اقترحت قبل أشهر على اتحاد لجان العمل الزراعيّ، خلال تعاونها معهم في إنجاح حملة “ازرع بذرة في مناطق ج”، تنظيم هذه الجلسة الحواريّة لرسم صورة مفصّلة ومحدّثة حول أوضاع وواقع الفلسطينيّين في مناطق ج، بهدف صياغة أوراق سياسات وإستراتيجيّات عمل فلسطينيّة تتصدّى لمخططات الضمّ الإسرائيليّة لمناطق ج، وبنفس الوقت تأتي الجلسة كجزءٍ من التوصيات التي أُطلقت في أعقاب مؤتمر مؤسّسة الدراسات الفلسطينيّة الأخير في 2-4 تشرين الثاني/نوفمبر في جامعة بيرزيت وأريحا حول منطقة “ج” والأغوار؛ وذلك في وقت تتصاعد فيه إجراءات الاحتلال وعدوانه ضدّ الشعب الفلسطينيّ وروايته التاريخيّة وحقوقه الوطنيّة العادلة والمشروعة.
ويذكر أنّ مساعي حكومات الاحتلال المتعاقبة منذ عام 1967 لضمّ أجزاء واسعة من الضفّة الغربيّة، من خلال فرض حقائق الاستيطان والتهويد على الأرض لم تتوقّف، إلا أنّها تصاعدت ظلّ حكومة نتنياهو اليمينيّة المتطرّفة المدعومة بشكلٍ كاملٍ من قبل إدارة الرئيس الأمريكيّ ترامب. وجاء إقرار قانون القوميّة ليؤكّد المساعي الاحتلاليّة باتّجاه ضمّ المنطقة “ج”، التي تشكّل 61٪ من أراضي الضفة الغربيّة وأهمّ مساحات الزراعة والبناء والتنميّة، وبالتالي ليس شطب إمكانيّة إقامة دولة مستقلّة على حدود الرابع من حزيران 1967 فقط، بل شطب كافّة حقوق الشعب الفلسطينيّ أيضًا.