سَلطَنَةٌ على وَتَرِ الجِراحِ
تاريخ النشر: 28/01/19 | 7:25يــا شِـعـرُ صَــدِّق قَتـيـلَ الـشَّــوقِ مـــا كَـتَـبـا
تَــنــعـــى الـــحــــروفُ بــريــقًـــا خــــانَــــهُ وخَــــبــــا
صَــــمـــــتًـــــا يُــــــــــــــراوِدُ غَـــــــصّـــــــاتٍ تُـــــمَـــــزِّقُـــــهُ
عَـــن جُـــرحِ ذاتٍ غَــــدَت أسـفـارُهــا نَـصَـبــا
مــــا أصــعَــبَ الــجُـرحَ إن أخـطــا مَـقـاتِـلَـنـا
لا يَرحَمُ الجرحُ شَهمًا في المَخـاضِ كَبـا
يــا شِـعـرُ رَدِّد صـــدى أنّـــاتِ مَـــن سَـكَـنـوا
لــيـــلا تَــسَــربَــلَــهُــم لا يَـــحــضُــنُ الــشُّــهُـــبـــا
ضــــاقَــــت مَــذاهِــبُــهُــم والــــدَّهــــرُ ذو عِــــلَـــــلٍ
والـوَهــمُ يَـخـطِـفُ مَـــن عَــــن ذاتِــــهِ اغـتَـرَبــا
مـــا أهـــوَنَ الــمَــرءَ إن صــــارَ الــفُــؤادُ هَــــوا
هـل يَـرحَــمُ الــدَّهـرُ مَــن وِجـدانُــهُ ذَهَــبـــا؟
لا تَـبـكِ يــــا شِــعــرُ حَــرفًــا لا يُـعـاقِـرُنــي
مـعنًــى ولا نَــغَـمٌ فـــــي الــوَجـدِ مــــا سُــكِــبــا
يـــــــا شِـــعــــرُ تـكـتُـبُــنــي الآهـــــــاتُ مُــرتَــحِـــلا
الــقــلـــبُ مَـركَــبَــتــي والــبَــحـــرُ قَـــــــد صَــخَـــبـــا
الــشَّـــوقُ يَـقـرِضُـنــي ذاتَ الـيَــمــيــنِ هَـــوًى
والــصَّــبـــرُ يَـحـسَـبُــنــي مـــــــن آيِــــــــهِ عَــجَـــبـــا
والـحادِثـاتُ مَــضَـت تَـقـتـاتُ مِــــن جَـلَـدي
هَـــــل كُــنـــتُ مِـشـعَـلَـهــا أو كُـنـتُــهــا نَــسَــبــا؟
يــــا حُـــرقَـــةَ الـــوَجـــدِ فــــــي حــــــالٍ يُــوَزِّعُــنــي
نــــارًا عــلــى الـضّـيــمِ أو تُــرمـــى بـــــهِ رَهَــبـــا
لا لـــــونَ لــلــفَـــزَعِ الــمــنــثــورِ فــــــــي شَــفَـــقـــي
والـــدّهـــرُ يَـعـجمُـنــي سَــهــمًــا وحَــــــدَّ ضُـــبــــا
لا صِــــــــدقَ إلا الّــــــــذي تــحـــيـــاهُ أورِدَتــــــــي
وكُــــــــــــلُّ مــــــــــا خَــــــبِــــــرَتْ مُـــــــرًا ومُــلــتَــهِـــبـــا
الـــــجــــرحُ كــــــــانَ لــــــنـــــا وعــــــــــــدًا نُـــعـــانِـــقُـــهُ
مــــا عــــاشَ مَــــن كــــانَ مِــــن أقــــدارهِ هَــرَبـــا
يا شِــعــرُ لوِّن عَجيبَ الصّمتِ مِن ظُلَلي
وانـثُـر بَـقـــايــايَ فــي الأوطــــانِ ريـــحَ صَـبــا
واذكُــــر نِــــــداءاتِ مَــــــــن فــيـــهِـــم مَــرابِــعُــنــا
عــاشَـــت شُــــمـوخًــا كِــفــاحًــا نَــهــضَــةً وإبــــــا
حُــلــمًـــا ومـــا قــــــــامَ لــــلأحــــلامِ مُــنــتَــصِــبٌ
جــلْـــدٌ وعـــاشَ مـــــدى الأزمـــــانِ مُـغــــتَــرِبــا
نَـــكْبـــاتُـــنـــا لـــــــــم تَــــــكُــــــــن إلا مَــــفــــازِعُــــنــــا
لا يُكـمِـلُ الـدَّربَ مَــن يَمـشـيـهِ مُضـطَرِبـا
يــــا شِــعــرُ بَــلِّــغ كــلامــي لِــلأُلـــى نَـكَــصــوا
مَن مِن حِياضِ الرَّدى يا قَومُ ما شَــرِبا؟
فاخلِصْ فُـؤادَكَ لـي واعـزِفْ علـى وَتَـري
وَلْــنَــدفِـنِ الـخـوفَ والأوهــامَ والــتَّــعَـبــا
شعر صالح أحمد (كناعنه)