خلجات من طقوس الرحيل ..
تاريخ النشر: 06/02/19 | 15:55الرحيل طفلة قدسية أصيبتْ
بباب العامود
لا تبكي لتسمع بكاءها
لا تصرخ لتسمع دماءها
لا تئنُّ لتسمع أنّأتها
لا ترتّل لتسمع آياتها
تسكت فتسمع صمتها
********
الرحيل ..
لاجئة مرَّت من باب الخليل
تحمل بقجتها على ظهرها
وبين يديها رضيعها
وفي بطنها جنينها
نظرتُ إليها أبحث عنه
فكان ..
سراباَ منفوشاً على وجنتيها
ضبابأً منقوشاً في عينيها
عطشاً مفروشاً على شفتيها
دمعاً مرشوشاً على مقلتيها
***************
وقفت على جبل الكرمل
فسألني أراحل أنا !؟
نظرت أمامي فرأيت البحر
بحثت بين أمواجه
عن سرداب
لأنفذ منه الى باب
يوصلني الى جواب
فغصت أنا والبحر في
أعماق الغياب
***********
كانت حيفا تتدثَّر
بغطاءات السراب
فسألتني أراحلة أنا !؟
نظرتُ حولي فقشعت الروحة
ما زالت كما كانت هضاب
جروحها مفتوحة
رياحها مبحوحة
لا تعرف الأسباب
ليس هنالك من دليل
أنها تعلمت لغة الرحيل
ولا لغة الإياب
************
سألتني تينة بقيت بعد أن
ودَّعتهم
أَرَحَلتُ أنا ..!؟
أم هم رحلوا ..!؟
ولمّا لم تسمع ردِّي
خطتْ خطوة الى اليمين وخطوتُ
الى اليسار
صاحتْ من بعيد
أَراحل أنتَ أم أنا الراحلة
***************
سألني السائرون الى ما بعد الشمال
أراحلون نحن .. أم عائدون .!؟
فسكتُ ..
وسألني المارون من وراء الجبال
أراحلون نحن .. ام قادمون .!؟
فسكتُ ..
وسألتني حجارة قاع الوادى
أراحلون نحن أم باقون .!؟
فسكتُ ..
وسألتني جذور أجدادي
أراحلون نحن أم مقيمون !؟
فسكتُ ..
*********
يوسف جمّال – عرعرة