بين يارا اَية وسوار .. مجتمع موصوم بالعار
تاريخ النشر: 09/02/19 | 21:30شاهدت عدد المشاركين في جنازة المرحومة المغدورة سوار قبلاوي، ابنة مدينة ام الفحم التي قتلت قمعًا وغدراً على يد من كان من المفترض ان يحميها ويوفر لها الحماية المعنوية والجسدية والمالية، وهما والدها وشقيقها. عندما شاهدت صور الجنازة، التي لم يشارك بها سوى العشرات من ابناء ام الفحم، المدينة التي يتعدى عدد سكانها عشرات الالاف، لم اتمكن من تمالك نفسي، شعرت وكان المجتمع العربي عامةً والمدينة التي ولدت وترعرعت بها المرحومة، تعطي نوعًا من الشرعية لمثل هذه الجريمة التي تشكل وصمة عار على جبين الانسانية.
تذكرت جنازة الشابة يارا ايوب، وجنازة المرحومة اية مصاروة، حيث شارك بهما الالاف من المشيعين، ولم يبقى ولا أي صاحب صفحة فيسبوك، خاصة الرجال المتملقين باسم النسوية والفيمينيزم والانسانية، لم يكتب عن المرحومتان اللتان قتلتا بدم بارد وبأفظع الاشكال.
راقبت الكتابات والتعقيبات عن مقتل المرحومة سوار، لم ارى الكم الهائل من “المتباكين” وذارفي دم التماسيح كما كان في حالات سابقة، علمًا انني لا اتوقع ان يخرج الالاف للمشاركة في الجنازة، لكن الملفت هو الصمت الكبيرة الذي كان لكل من بكى واستنكر مقتل يارا واية، في المجتمع العربي وخاصة في مدينة ام الفحم.
لا، لا احمل البغض ولا الضغينة لاهل ام الفحم، لي اصدقاء ومعارف تحدثت معهم ، ولمست مدى استنكارهم لهذه الجريمة، لكن ينتابني شعور، واَمل انني مخطئ، بان الصمت نوع من الموافقة على مثل هذه الجريمة، لانها صنفت وسميت بمسميات “الشرف”.
كنت اتوقع ان يخرج على الاقل عدد اكبر لتشييع جثمان شابة كل خطيئتها كان انها كانت تطمح لان تدرس الطب وتعود لتساهم في بناء وتصحيح وعلاج مجتمعنا المريض.
لم اعرف سوار لكن بلا شك انني على يقين انها اطهر من الكثير من المتملقين الذي استنكروا مقتلها من منطلق “مرغم اخاك لا بطل”.
كتب جلال بنا
مقتل سوار جريمه قذره ونعدي بشكل صارخ على الانسانيه . فالمجرم هو ما يشبه الانسان يمشي ويتحرك على اثنتين ولكنه مخلوق شيطاني غريب ليس له الحق بالعيش بسلام مع الانسانيه ومهما كان السبب . وما ذنب هذه طالبه العلم والعلا ؟ المس بهذه الطالبه الورده الصغيره تنعدى كل الخطوط الحمراء . لا يعقل بان الديانات والمجتمعات السليمه تسمح بهذه السلوكيات المظلمه . فلا نقبل سلطه الجاهل والمجرم بالعيش ما بيننا كبشر محبي الحياه . فرحمه الله عليك سوار الفحماويه طالبه العلا لمصلحه شعبها بلدها وذاتها لنكمل نحن احلامك وما تمنيت من تحقيق احلام باهره لشعبك الغلبان والمسكين . فيا ليتني كنت قادرا على منع هذه الجريمه النكراء .