نجاح “كونسيرت حنين لدرويش” في كفرقرع

عاشت كفر قرع مساء الجمعة ليلة ثقافية وطنية موسيقية أخّاذة وراقية بامتياز والتي حُفرت في عقل الدهر القرعاوي لما حملته من رقي في المضمون والتنظيم والموسيقى الوطنية للأمسية تحت عنوان “حنين لدرويش” بروح اشعار الشاعر الفلسطيني محمود درويش. وذلك تحت رعاية مجلس كفر قرع المحلي وبالتمويل الكامل لوزارة الثقافة وبحضور المحامي فراس احمد بدحي رئيس مجلس كفر قرع المحلي ومبادرة وتنظيم قسم الثقافة ومكتب الرئيس في المجلس المحلي.

وقد توافدت الجماهير من كل حد وصوب تمام الساعة السابعة الى ارض الحوارنة لتُعلن انطلاقة الكونسيرت الموسيقي تمام الساعة السابعة والنصف مساء، اذ غصت قاعة المركز الجماهيري الحوارنة بمئات الحضور من كل اقطار الوطن الأشم اذ وصل الحضور من المثلث والجليل لينتهلوا من روعة هذا اللقاء الفني الموسيقي وهذا الحفل المميز من كفرقرع، “البروة”، عارة عرعرة، ام الفحم، زلفة، مشيرفة، مصمص، كفر مندا، كفر كنا، الطيبة،الفريديس، الطيرة، باقة الغربية، جت، دير الاسد، طمرة، زيمر، برطعة، ميسر، حيفا ، الناصرة والجديدة المكر. كما وشارك في الامسية الاديب الكبير زكي درويش شقيق الحاضر الغائب محمود درويش وعضو الكنيست د. جمال زحالقة والسيد واصل طه والاسير المحرر محمد خلف والسيد جعفر فرح مدير مركز مساواة.

وتولت عرافة الكونسيرت الناشطة مها زحالقة مصالحة مديرة قسم الثقافة والتربية اللامنهجية في مجلس كفر قرع المحلي والتي حيّت الحضور من جميع البلدان وجاء في كلمتها : “حين تعزف الالحان على ناي وجع ال حياة وأملها ووتر الروح وقيثارة القلب بأنامل الموسيقار محمد خلف وكلمات الشاعر محمود درويش يولد كونسيرت “حنين لدرويش” لنُربي الامل. حين تتكلم الموسيقى بلغة اللا كلام يولد الابداع. الموسيقى عابرة القلوب ولغة يفهمها الشجر والبشر. سوف نعيش وإياكم ساعة من الحنين لدرويش في سراديب ذاكرة شعر المقاومة. تأخذك الالحان على متنها من منحدر التلال الى سفوح الكرمل ومن وجع الصيادين في يافا الى صدى وجعهم في غزة، وصرخات بيارات البرتقال وشموس البرتقال، وحوارات الشاطئ والمراكب وفنجان شاي حزين يتيم يشربه العدو في كوخ سلبوه منا، وهناك على شرفة بيت جميل في حيفا التي لنا!”.

وفي تطرق مباشر لسياق الامسية فقد اكدت عريفة الكونسيرت ان الامسية هي على شرف رئيس مجلس كفر قرع المحلي المحامي فراس احمد بدحي واحتفالاً بانطلاقة خمسة اعوام من العطاء الثقافي والرقي الزاخر لمسرة الثقافة قائلة: “هذا المساء مختلف، راق بامتياز، اخاذ بروعة الاحساس، هذا المساء نحتفي بك المحامي فراس احمد بدحي رئيس مجلس كفر قرع المحلي ونبارك لك هذا المنصب وهذه المسؤولية التاريخية ونحن نثق يقينا بأنك ستصنع وبتصميمك الجبار التاريخ لكفر قرع بكل الميادين، وسنجعل سوية واياك كفرقرع عاصمة الثقافة الفلسطينية في البلاد قولاً مقرونا بالواقع. نثق برؤياك وبإيمانك بالقضية الثقافية ونشكر دعمك السخي والراقي لهذا الكونسيرت الملتزم والذي نوجه من خلاله صرخة لكل فضاءات الكون اننا باقون هنا كما الزعتر والزيتون، وعلى ارضنا المقدسة مرابطون ولتاريخنا المشرق حافظون، ولنقل لهم ان رائحة الخبز في بلدي لها نكهة الابدية في الخلود. خبز مُتبل بعرق الكادحين وقمح المناضلين الشرفاء الذين ما بدلوا تبديلا. كنت دوما من الناس الذين امنوا بالقضية الثقافية وساعدوا في مأسستها، هي معك الان بأياد امينة! وامانة في عنقك”.

واضافت: “هذا المساء ايضا هدية من كفر قرع الى سيد الكلمة.. من الوطن الى سيد الكلمة…محمود درويش شاعرنا الفلسطيني الوفي للوطن والذاكرة الفلسطينية الجماعية وحارسها الباسل، والذي يصادف ذكرى ميلاده في الثامن من اذار شهر الثقافة الفلسطينية”.

ومن ثم دعت السيدة مها زحالقة مصالحة المحامي فراس احمد بدحي المُحتفى به ليحيي الفعالية ويقدم كلمته للجمهور، وهو بدوره اعرب عن سعادته القصوى بالنجاح الباهر للأمسية وحضورها المميز اذ جاء في كلمته:

” يقولون على هذه الارض ما يستحق الحياة، وعلى ارض كفر قرع تحديداً ما يستحق العطاء والحياة،كفر قرع الابية، بلد التميز والعطاء، بلد الكوادر والخامات الباسقة التي تسكن هذا البلد الطيب اهله. بلد يطيب العيش فيه، ويطيب العطاء لاجله، اؤمن يقيناً ان كفر قرع هي عاصمة الثقافة، كانت وستبقى وان الثقافة هي جزء لا يتجزأ من التربية والتعليم في هذه الدورة، رؤيانا ومساعينا الحثيثة هي ان نقدم قضايا التخطيط والبناء والخرائط المفصلة وعلى رأسها تطوير مدخل كفر قرع الذي يقض مضاجع الكثيرين، كما اننا نعكف جادين على اجراء التغيير المناسب في منظومة و جهاز التربية والتعليم بما يصب لمصلحة الطلاب ورفع مكان المدارس ووضع الطالب في المركز، لأنه هو لب تطلعاتنا”.

وفي تطرق مباشر منه للشراكة مع القيادة ال محلية فقد اشار المحامي بدحي :”ننظر الى مديري ومديرات المدارس كشركاء فعليين في القيادة المحلية وهم صناع الواقع المرجو الجديد وايانا ان شاء الله. معا نرتقي بكفر قرع لتبقى البلد الذي يتمتع بأكبر نسبة من الاكاديميين والمثقفين والطاقات الباسقة الشامخة التي تمثلنا بكل اعتزاز في كل محافل الدولة الادارية والعلمية. سوف نكرس كل رؤانا ومشاريعنا لتشهد كفر قرع ثورة عمرانية تليق باهل هذا البلد وثورة ببناء الانسان”.

واستطرد بالقول:” كفر قرع تتشرف باستضافتكم حضورنا الكرام في هذا الحفل الموسيقي الوطني الملتزم والمميز “حنين لدرويش”، كإنطلاقة لمشوار ومسيرة الاعمال الثقافية التي سوف نعكف على اخراجها الى حيز النور في السنوات الخمس القادمة كجزء من مخطط شامل للنهوض بالمجتمع القرعاوي على جميع الاصعدة، ايمانا صادقا منا بأن الفعاليات الثقافية هي جزء من التربية والتعليم وهي من الاهمية بمكان لأن نستثمر بها، هي الرد والعلاج الانسب لقضايا العنف المُستشرية من بعض الافراد في مجتمعنا. سوف نسعى جاهدين في كفر قرع الابية التي نعتز بها، بلد الاكاديميين وبلد المثقفين، بلد العطاء والتميز لبناء صرح ثقافي عامر بإستهلاك كل الوان الثقافة الراقية الهادفة الملتزمة لكل الشرائح العمرية وإنتاجها فيما بعد كطموح مرجو لخير اولادنا. لأننا نعلم يقينا ان المواطن القرعاوي يستحق الافضل ويسمو الى العلا دوماً”.

كما ووجه رئيس المجلس المحلي الشكر الكبير للدكتور محمد موسى خلف وفرقته والحضور القطري من كل البلدان، ووجه تحية مميزه لشقيق الشاعر الاديب زكي درويش واشاد بالجهود الجبارة التي قام بها قسم الثقافة الذي بادر الى الامسية من اجل اخراجها الى النور بأبهى حلة تنظيمية راقية موجهاً شكره للسيدة مها زحالقة مصالحة على هذه المبادرة النيرة لاختيار الكونسيرت “حنين لدرويش” كفاتحة لمسيرة الثقافة في دورته الحالية، وعبر عن نية المجلس المحلي بإحياء فعاليات ثقافية مميزة على مدار العام.

وبعد ذلك دعت عريفة الامسية سماحة القاضي المتقاعد محمد سعيد مصاروة الى المسرح ليكرم المحامي فراس احمد بدحي رئيس مجلس كفر قرع المحلي بباقة من الزهور تعبيراً عن اسمى الامنيات لمجلس كفر قرع المحلي لخمسة اعوام من العطاء الزاخر في كل الميادين والميدان الثقافي الملتزم على وجه التحديد مجددة شكر قسم الثقافة وكفر قرع للرئيس على دعمه الراقي للامسية.

وفي تطرق لروعة اختيار الامسية الموسيقية “حنين لدرويش” دون غيرها لتنال شرف هذا الاحتفال الرسمي والخاص وعن اهمية الدور الذي يلعبه الشاعر محمود درويش فقد اشارت عريفة الكونسيرت:

” الشاعر الفلسطيني درويش حوّل القضية الفلسطينية من وجع شعبنا الفلسطيني الى قضية اممية يعرفها العالم كله، يقف هو بسيف يراعه وشعراء المقاومة جميعاً امام اعاصير القرصنة والاكاذيب التي يقودها مُروجو الرواية التاريخية الكاذبة بقلب الجلاد الى ضحية وقلب الضحية الى مقاتل بربري ويدافعون بيراع الحقيقة ومداد المنا لصنع فجر الأمل. محمود درويش وكل اعماله هو الرادع والصاروخ المُضاد المبيد لكل هذه الاكاذيب، وخوف الطغاة من الاغنيات، وخوف الغزاة من القصائد والذكريات! مؤكدة ان بعض قصائد درويش تصلح لان تكون النشيد الوطني”.

ومن ثم دعت عريفة الكونسيرت الحضور للوقوف اجلالا لنشيد موطني لتصدح الخناجر وتشرئب الاعناق وتملأ فضاء الحوارنة بكلمات ابراهيم طوقان والحان محمد فليفل ونشد الجمهور موطني سوية لتشحذ الهمم.

ولمدة ساعة من الزمن ومن الرقي الموسيقي الكلاسيكي عاشت كفر قرع اروع محاولة فذة لاستحضار اشعار سيد الكلمة محمود درويش الذي طل من الصدى بصوته على المسرح وشارك الالحان التي بُينت بروح قصائده ليشعر الحضور انه على المسرح فعلاً، ليبدع بذلك الدكتور الموسيقار محمد موسى خلف وفرقته الموسيقية العالمية ومهندس الصوت المبدع امير خليلية. وقد تفاعل الجمهور وتماهى مع الألحان والافكار الابداعية التي برز من خلالها الموسيقار محمد موسى خلف والذي تجلى بأقوى صوره وارقاها. كما ووجه الموسيقار محمد موسى خلف عميق شكره للمحامي فراس احمد بدحي على احتضان الكونسيرت ودعمه السخي للفكرة ووجه عميق شكره ايضا لمديرة قسم الثقافة الناشطة مها زحالقة مصالحة على المبادرة النيرة والراقية لتخليد اسم الشاعر الكبير درويش من خلال فكرة الكونسيرت، مؤكدا ان يعتز بتواجده على ارض الحوارنة هذا المساء وعام 2013 موجهاً تحية قلبية لوجود شقيق الشاعر الاديب الكبير زكي درويش في الامسيتين واهداه مقطوعة “حنين لدرويش”. واكد ان العالم العربي لم يجمع الا على حقيقتين “محمود درويش” و “فيروز”.

وفي نهاية الكونسيرت وقف الجمهور مصفقين تقديرا منهم لرقي العمل واعتزازا بإبداعات الفرقة الموسيقية العالمية التي بهرتهم، واعتلى المسرح رئيس المجلس المحلي ليقدم اسمى آيات الشكر للأنامل الابداعية لكل عازفي الفرقة الاساتذة الموسيقيين وعلى رأسهم الدكتور محمد موسى خلف المبدع الذي ارتقى بهذه الامسية الى مصاف العالمية واكثر.

وعلى سجل الشكورات فقد وجه المحامي فراس بدحي جزيل الشكر للسيدة مها مصالحة ,ولمحاسب المجلس السيد نضال مصالحة ولأبطال جمعية شباب الغد ومؤسس الجمعية مثيب عائد زيد وطلاب التداخل الاجتماعي في ثانوية احمد عبد الله يحيى كفر قرع على مساعدتهم الرائعة في التنظيم.