نبيل المقدس : الجليل يمطر حزنًا
تاريخ النشر: 10/02/19 | 18:45رغم البعد الجغرافيّ، ورغم المسافات ، ورغم السنوات الطويلة التي مرّت على لقائنا الاجمل ، فالخبر الذي حملته اليّ شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع المصريّة ، بانتقال المهندس الاخ والصديق نبيل المقدس الى الامجاد السماويّة هزّني ، بل قل هزّنا هنا في بيتنا في الجليل.
القلب يتفطّر حزنًا والرّوح تقطر أسىً وتأبى أن تصدّق ، فتعقيباتك الجميلة والخفيفة الظلّ والتي تنمّ عن روح مرحة وقلب طاهر ونفس مُهذّبة ؛ هذه التعقيبات التي رصّعت تغريداتي ومقالاتي الادبية والروحية وقصائدي ، ما زالت تطلّ من فوق الأيام لتقول : هأنذا.
أذكرُ صديقي ذلك اللقاء الجميل والذي لا ينسى ؛ اللقاء الذي جمعني وزوجتي بك والكاتبة السيّدة الرائعة هيام فاروق – أطال الربّ بعمرها- قبل أكثر من عقد ونصف من السنين في أحد فنادق القاهرة الجميلة والمُطلّة على النيل الخالد ، ذاك اللقاء الذي طال وطال وشعرناه وكأنه ثوانٍ نتجاذب فيه أطراف الحديث ، نحن باللهجة الجليليّة وانتما باللهجة المصرية ،والمحبّة تكوكب، والبسمات تعلو الوجوه ،والفرحة تملأ القلوب.
أتذكر يا صديقي المنتقل عنّا اتصالنا الهاتفي مع صديقنا الكاتب الجميل والاخ الرائع نشأت عدلي أطال الربّ بعمره والذي يسكن الاقصر ؟
أتذكر السيّدة هيام فاروق وهي تتحدث الى زوجتي سوسن وكأنهما صديقتان منذ زمن الطفولة ؟!
ذكريات جميلة لن يمحوها الزمن ولن تقدر عليها كلّ الظروف.
الجليل الماطر أخي الباشمهندس نبيل يبكي حزنًا أتراه بالصّدفة ؟! …. لا …لا اظنّه كذلك فإنّه يقصد وأكثر فأنت كنتَ وما زلت محبوب السّماء.
ألَمْ تتغزّل بالربّ يسوع في كتاباتك الجميلة ؟!!
ألَم تحمل الخبر السّارّ في حروفك الى اقاصي المسكونة ؟!
بلى..
حقًّا القلب يتفطّر حزنًا والرّوح يعتصرها الألم ولكنها تنتفض لتقول :
… إنّه في الامجاد مع الربّ الجميل الذي اشترانا بدمه ، فمعه هناك افضل جدًّا..
نعم مع الربّ افضل جدًّا.
نمْ أخي نبيل المقدس ؛ نمْ مرتاح البال في حضن ابراهيم ، فقد تركتَ في عرينك أشبالًا تحمل الرسالة ونرفع الرؤوس بها شَمَمًا.
نمْ يا صديقي مرتاحًا فقد انهيت الشوط وفزتَ بالجعالة.
لروحك سلام …. هذه الروح المُرفرفة الآن فوق مصر الحضارة والامجاد ، وكأنّي بها تردّد مع ربّ السماء : ” مبارك شعبي مصر”
لروحك سلام يا مقدس ولمصر كلّها تعزيات السّماء.
زهير دعيم – الجليل