الأحزاب العربية بين الخلاف والإختلاف
تاريخ النشر: 15/02/19 | 7:58يقوم الناخب بعد 54 يوم بالتوجه الى صناديق الاقتراع لانتخاب ممثليه في البرلمان ليمارس حقه الانتخابي ومن ضمنهم الناخب العربي وهو يملك حق الاقتراع كما يملك حق المقاطعة او تجاهل الانتخابات ونشهد اليوم ونحن على عتبة الانتخابات انقسام الاحزاب العربية وتفكك القائمة المشتركة مع العلم ان السبب الاساسي المؤكد لانقسام الاحزاب العربية بدايته كنهايته، عراك الكراسي وهذا محور الخلاف والاختلاف بنظر المجتمع العربي في الداخل، حتى لو افترضنا أن السبب هو اختلافٌ بين الاحزاب بعقيدة او باخرى فالواجب يحتم أن يتراجع هذا الاختلاف كليا امام مشاكلنا وهمومنا وتحديات الساعة التي تواجهنا والتي تنبثق من العنصرية على مدى السنين وتجاهل السلطة الحاكمة لحقوقنا كعرب في الدولة والتي كان أخر تجلياتها قانون القومية الفاشي.
ان صراع الكرسي قد طغى على القضية والطريق بين الاحزاب العربية على ضوء خطر انعدام تمثيل المشتركة في الانتخابات القادمة.
ومن المؤكد ان ارتفاع نسبة التصويت في الوسط العربي لانتخابات البرلمان الاسرائيلي في الدورة السابقة قد جاءت محصلة حتمية لوحدة الاحزاب العربية، وان انقسامها الى ثلاث قوائم حزبية او حتى اثنتين يعيد المعادلة الى ما قبل المشتركة من حيث نسبة التصويت في الوسط العربي، مما يعني ان الاحزاب العربية قد لا تتعدى نسبة الحسم وفي احسن الاحوال قد يحالف الحظ فقط احد كونات المشتركة السابقة، وفي حالة سقوط جميع الاحزاب او نجاح حزب واحد بمقاعد قليلة يعد سابقة لا مثيل لها في تاريخنا السياسي والنضالي في البلاد ، بل ويعد هزة ارضية في الراي العام في الوسط العربي في الداخل، وهو نتيجة طبيعية للفجوة الكبيرة بين المواطن وبين جميع الاخزاب العربية التي سوف تأخذ بالاتساع اكثر واكثر حتى موعد الانتخابات القريبة. إن ومحور الخلاف الذي يتمحور حول الكراسي مرفوض من كل قطاعات الشعب والناخبين العرب، وكل القوى الفاعلة ولا يتلائم والراي العام واحتياجات المجتمع.
وهنا يجب ان نوجه لأنفسنا واحزابنا دون استثناء السؤال الجوهري، كيف لمن لا يتفقون على ترتيب مقاعد نضالهم في البرلمان سوية ان يقدرون على وضع الاهداف الحقيقية وتحقيقها معا ، وليس فقط المخاطبة بحقوقنا والمنا.
يجب علينا اليوم ان نصغي جيدا لرغبة واحتياجات الشعب وقراره بالوحدة فالشعب قرر الوحدة وهذا وهو مطلب طبيعيّ نابع من واقعنا واحتياجاتنا، والشعب اذكى من المرشحين وله رايه وقراره فلنتوجه جميعا للاحزاب والقوى السياسية على الساحة السياسية اليوم لنمنع المتوقع مسبقا وهو انخفاض نسبة التصويت، ومطالبين بضرورة إعادة ترتيت الاوراق السياسية في الاحزاب جميعا وأن تضع نصب أعينها رغبة الشعب لأن الشعب قرر أنه مع الوحدة وضد التشرذم منذ الدورة السابقة احد مكونات القائمة المشتركة.بقلم: رامي زيدان – زيمر